نيسان (إبريل) 2009

"فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى [الأَقْدَاسِ] بِدَمِ يَسُوعَ... لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِق فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّير" (عبرانيين 19:10 و22).
الفداء سرّ عظيم حيّر الفلاسفة، وأدهش الملائكة، وأفحم الشياطين.


يقول الكتاب عن الرب يسوع المسيح: "وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُول، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا" (عبرانيين 12:9). شكراً لله لأجل هذا الفداء العظيم.
ويقول الرسول بطرس: "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ" (1بطرس 18:1).
وتقول الترنيمة: "إني واثق بالدم أنا واثق". هذا اليقين المبارك يتضمن ما يأتي:
أولاً: يقين المصالحة مع الآب
يقول الكتاب عن الرب يسوع: "لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ أَنْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ، وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ"
(كولوسي 19:1-20). لقد تمت المصالحة بين الله القدوس والبشر الخطاة على حساب دم المسيح. لأن كل الوسائل المختلفة فشلت في إتمام الصلح كما هو مكتوب: "وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!" (عبرانيين 22:9).
ويقول الرسول بولس: "وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ" (أفسس 13:2)، مجداً لله.
ثانياً: يقين التطهير
"لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ، يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!" (عبرانيين 13:9-14). إن دم المسيح يطهر من كل خطية، وهو يقدس قلوبنا وأرواحنا وضمائرنا من كل الأدران والخطايا ويجعلنا أهلاً لسكنى روح الله القدوس في داخلنا، وللحياة الفضلى التي دعانا إليها الرب، لمجد اسمه المبارك.
ثالثاً: يقين الغفران
يقول الرسول بولس: "الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ" (أفسس 7:1). كل مؤمن حقيقي عنده يقين بغفران خطاياه بواسطة دم المسيح. قد يحاول الشيطان أن يحاربه في هذا الأمر ويشككه بأن يصفّ أمامه كل الخطايا التي ارتكبها في الماضي، لكن المؤمن الواثق في دم المسيح وكفايته يتمسّك بوعود الرب المباركة، عندئذ يفرّ الشيطان من أمامه بينما يردد المؤمن أنشودة الغفران بدم المسيح.
رابعاً: يقين الغلبة
"وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ" (رؤيا 11:12). لا شيء يهزم الشيطان إلا دم المسيح. إن قوة دم المسيح تحصّن المؤمن وتضمن له الغلبة في كل حرب فلا ينهزم إطلاقاً طالما يحتمي بدم المسيح. إن دم المسيح يغطي عيوبنا ويطهر قلوبنا، ويوقفنا أمام الله الآب قديسين بلا لوم ولا عيب، بل يكسونا ببر المسيح الكامل.
خامساً: يقين النجاة
قال الرب لموسى: "وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ" (خروج 13:12). لقد أمر موسى الشعب أن يضع الدم على القائمتين والعتبة العليا في كل بيت حسب أمر الرب، عندئذ فإن الملاك المهلك يعبر عنهم ولا يمسّ الأبكار بسوء، وكل بيت محمي بالدم يتمتّع بالسلام والأمان، ولا يقترب إليه الهلاك. نعم، كل المؤمنين الذي تطهروا بدم المسيح لن تقع عليهم الدينونة في اليوم الأخير لأن الكتاب يقول: "إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (رومية 1:8).
ليت كل قارئ يذكر صليب المسيح ويحتمي بالدم لينجو من العذاب الأبدي ويتمتّع بالغفران والسلام والغلبة والمجد الأبدي.

المجموعة: 200904