آب (أغسطس) 2005

أخواتي، سؤال خاص أوجّهه لكنّ:

ما هي نسبة الجمال؟

أو ما نوع الجمال الذي ترغبينه؟

وهل العالم يفرض عليك الجمال؟

لقد خلق الله الإنسان على صورته ومثاله، وجمّله بالعقل والحكمة وكساه بالبر والكمال. لذلك نقول: حقاً إن الجمال مرغوب.. إن الله يحب الجمال، لكن الإنسان يرفض جمال خلق الله ويتبع أهواءه الشخصية حتى ولو كان ذلك على حساب مظهره، وشرفه وإيمانه. إن موضة هذا العصر ضربت الحشمة والأدب عرض الحائط إذ قلبت الموازين، فأصبح التستّر والزيّ المحتشم موضوع سخرية، ورفض، وانتقاد، واتهام بالرجعية لمن يحتفظن بالحشمة.. مع أن الكمال هو الجمال نفسه. أرجو ألا يُساء الظن، لأني لا أدعو إلى الرجعية ولا أشجع عليها... ولكن هناك روابط بين الأخلاق ولباس الحشمة وبين الجمال.

 

لم تكتفِ المرأة - في هذا العصر - أنها تقلّد الرجل في لباسه (البنطال والشورت)، بل تعدّت ذلك بأنها أصبحت تعرّي مفاتن جسدها، وتشوّهه بالوشم والحلقات بحجة موضة العصر... بل غزا الجهل كبار السن وصغاره... الأم والبنت على السواء!! أليس من الأفضل أن نراجع أسلوب حياتنا، ولباسنا وتصرفاتنا؟

هل نخجل بتراثنا وحشمتنا، أو أننا نتجاهل كلمة الله التي تعلمنا أن لا نحب العالم ولا الأشياء التي في العالم؟ إن محبة العالم هي أصل لكل الشرور وعداوة لله. مكتوب: "ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية... بل زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن"
(1بطرس 1:3-6؛ 1تي 8:2-10).

أخواتي الأمهات والجدات... لنكن مثالاً لهذا الجيل والجيل القادم. لنكن أفضل مرشدات لهن، نتصرف بقدوة وبحكمة أمامهن.. متذكرين كلام الرب يسوع الذي قال: "ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة"... "خير له [أو لها] لو طوّق عنقه بحجر رحى  وطُرح في البحر من أن يُعثر أحد هؤلاء..." أليست تعرية الأجساد وإظهار مفاتنها تعثر الشباب والجهّال، وتصبح مصدراً للغيرة والتقليد؟ فلنحذر من كل ما هو شرّ وعار، ولنحافظ على فتياتنا وأطفالنا.

يقول الكتاب المقدس: "حكمة المرأة تبني بيتها والحماقة تهدمه بيدها"
(أمثال 1:14). إنه لمن الحماقة ألا نتفحّص كل ما يتبع موضة العصر ونختار ما هو لائق يناسب قدرنا ويجمّل مظهرنا باللباس والتصرف الحسن.

عندما سقط آدم وحواء بالخطيئة اختبآ لأنهما شعرا أنهما عريانان، فألبسهما الله وستر عورتهما، وأشعرهما بالراحة النفسية والكفاية الجسدية. وعندما خلق الله كل الخليقة بطبيعتها الجميلة وأزهارها الجذابة وطيورها، يقول الكتاب: "ورأى الله ذلك أنه حسن"، لكنه بعد ما خلق الإنسان، يقول الكتاب: "ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداً". فقد أراد الله الإنسان أن يعيش أمامه بالتقوى والسلام والمحبة، لكن آدم الأول فضّل الشر بدلاً من الخير. وهكذا نحن، نقلّد هذا العصر بالعلم، والمعرفة، والحرية، ويغرينا الشر بأساليبه الجذابة الخداعة. فهل كل ما تصدره لنا دور الأزياء نتقبّله بحرية وننبهر بجماله؟ ما هي الحرية؟ مكتوب: "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يوحنا 36:8). ليست الحرية حرية التعري ومجاراة الخطيئة بل حرية الروح (الروح القدس)... حرية أولاد الله!!

أخواتي، لنتحرر من هذا العالم الشرير وكل طرقه الملتوية، ولنلتصق بالرب يسوع، لأنه هو مقياس الكمال والجمال.

المجموعة: آب August 2005