شباط (فبراير) 2006

احتفلت الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر بمرور 150 عاماً على نشأتها. كما احتفل بيت السلام بالعجمي - مركز المؤتمرات - بمرور 50 عاماً.

لقد بدأت نشأة الكنيسة بتقديم كلمة الإنجيل وتوصيل رسالة الخلاص للشعب المصري عام 1855 في مدينة أسيوط وضواحيها؛ ثم امتدت منها في طول البلاد وعرضها، كما لازم الكرازة بالإنجيل خدمة التعليم ببناء المدارس، والخدمة الصحية ببناء المستشفيات.

 

لقد تميّز القرن الثامن عشر بانطلاق الإرساليات المسيحية من أمريكا إلى دول وبقاع مختلفة في العالم وإلى بلاد الشرق الأوسط ومصر.

في بداية الأمر لقيت الكرازة بكلمة الإنجيل مقاومة؛ خوفاً وتردداً من الكارز الغريب... ولكن سرعان ما أثمرت كلمة الإنجيل بفعل الروح القدس في النفوس معرفة وتوبة وإيماناً.

وهناك عشرات القصص التي تروي سير كثيرين... وانتشار المعرفة... والخدمة بالحب والعرق والمثابرة، اقتبس للقارئ بعضاً منها..

وقف أحد الأشخاص من بلدة بني عديات – أسيوط يجادل مع الواعظ. ثم وصفه بألفاظ قاسية، كما ترصد به وصب عليه ماء قذراً وهو يسير في البلدة في أحد الأيام.

ومرت أيام وسمع الواعظ أن ابن ذلك الرجل الطفل مريض، فذهب إليه وترجاه أن يأخذ الطفل إلى المستشفى في أسيوط، ووافق الرجل وذهب بابنه مع الواعظ يوحنا هوج، وهكذا أنقذت حياة الطفل من الموت.

مرت أشهر، بعدها جاء والد الطفل يعتذر للواعظ، وفتح قلبه لكلمة الإنجيل، وأصبح أحد العاملين والأعمدة بالكنيسة الإنجيلية.

وهناك قصة أخرى عن بداءة تأسيس الكنيسة في مدينة أسيوط، إذ حدث في يوم أحد أن كانت الكنيسة خالية إلا من أفراد قليلين، وقد وضعوا بعض قطع الحجارة على المقاعد الخالية. وبدأ الواعظ يقرأ من الكتاب المقدس: "إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم".

وكان هناك بعض الأشخاص واقفين خارج الكنيسة مترددين في الدخول، فلما سمعوا تبكتوا ودخلوا الواحد خلف الآخر ورفع كل منهم حجراً وجلس مكانه.

إن مرور 150 عاماً على الكنيسة الإنجيلية في مصر يُعتبر زمناً قصيراً في عمر الشعوب والعمل الكنسي الإنجيلي، ولكن تأثيره قوي وفعال، نصلي أن يستمرّ ويمتدّ.

لقد نما العمل الإنجيلي وامتد بالمحبة إلى علاقات مسكونية في مصر والشرق الأوسط. لأن الكنيسة هي جسد المسيح المنظور في العالم، لها رسالة واحدة، وهدف واحد نردده دائماً في الصلاة التي علمنا إياها يسوع (رب الكنيسة) "ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض..." (متى 10:6).

لقد اختار المسيح اثني عشر تلميذاً، أصبحوا رسلاً فيما بعد، وقد فتنوا المسكونة وقتئذ. والذين اضطُهدوا وتشتتوا جالوا مبشرين بالكلمة (أعمال 4:8).

وكلنا يعرف أنه منذ جاء القديس مرقس إلى مصر في القرن الأول الميلادي؛ يكرز بالمسيح يسوع رباً ومخلصاً، وإلى الآن... فإن كلمة الإنجيل تنمو وسيمتد تأثيرها إلى أن يجيء المسيح ثانية، فإن كلمة الله لا تُقيد... ولا ترجع فارغة بل تنجح فيما أُرسلت إليه.

وإذ احتفلت الكنيسة العامة في 8 نوفمبر 2005 بمرور 150 عاماً على تاسيسها، أقدّم تهنئة حلوة للكنيسة الإنجيلية العامة في مصر مع أمنية حلوة وصلاة إلى كل كنيسة محلية في كل ربوع بلادنا بأن تمتد إلى اليمين واليسار وأن توسّع أوتاد خيمتها واثقين أن:

كنيسة الفادي القوي أساسها متين

مقدس وثابت بناؤها العظيم

يا ربنا اضمن عهدها وزد بها الأمجاد

يا رب شيّد مجدها للدهر والآباد

المجموعة: 200602