تموز (يوليو) 2006

أليس العشرة - برص - قد طهروا؛ فأين التسعة؟

ألم يوجد من يرجع ليعطي مجداً لله غير هذا الغريب الجنس؟

 

فعند الطلب يتكاثر العدد وعند العطاء يقل المجموع.

في الشدة تتواحد الآهات، وفي الفرج يتفرقع الأصدقاء..

في المرض تتساوى الرؤوس وفي نظام الحياة تتفاوت الطبقات.

 

 

اذهبوا أروا أنفسكم للكهنة...  ناموسياً.

أطاعوا وانطلقوا وآمنوا فطهروا... اختبارياً.

علم فرجع ومجد الله فخلص... نعموياً.

 

هل نشكر الله باللسان أم بالقلب؟

فالشكر لغة المحتاج، ونحن لا نستغني عنه.

والحمد فضيلة، فكيف ننسى فضله؟

والشعور بالمديونية واجب، ومن يفي إحسانه؟

 

عشرة برص مشقّقة ثيابهم، ومكشوفة رؤوسهم، ويغطون شواربهم، وهذا هو الجانب الأخلاقي للخطية... عري وخزي وعار!

يصرخون: ”نجس... نجس...“ في مواجهة كل عابر - كل الأيام - وهذا هو المظهر الديني للمعصية.. إحساس بالذنب، وثورة ضد النفس، وانفصام في الشخصية.

 

يقيم وحده... خارج المحلة يكون مقامه... فوقفوا من بعيد وهذا هو الجانب الاجتماعي للشر... الشذوذ الاجتماعي، والكراهية للجموع، والسلوك غير السوي.

 

طلبوا بإلحاح ونالوا بارتياح...

طهروا بالتمام وامتلأوا بالسلام.

ذهبوا في الطريق ونسوا الصديق.

 

قد أطلب القوة...  فيعطيني ضعفاً لتكمل قوته فيّ!

قد أطلب معجزة... فيعطيني صبراً ليعمل بي أعمالاً أعظم!

قد أطلب غنى... فيعطيني فقراً لأكون حكيماً!

قد أطلب مجداً... فيعطيني صليباً لأكون متواضعاً!

 

وجاء الغريب الجنس ليعبّر عن شكره وامتنانه.

والرب يسأل عن البقية... أين؟ أين التسعة؟

أين أنت يا آدم؟!

أين العشور والتقدمة... أين التسعة الآخرون...

 

ثم قال له: ”قم وامضِ. إيمانك خلصك“.

شُفي فرجع...

رجع وركع...

ركع فأبدع...

المجموعة: 200607