أيار (مايو) 2006

الحرية لفظة قوية ونفيسة ملؤها العذوبة والحلاوة...

فهي أمنية كل إنسان، بل هدفه المنشود في كل الأوقات. فمع أنه حرّ التفكير فها هو يفكر مرغماً بما لا يتمناه. إذ لا سيطرة حقيقية على فكره. أما ذروة عبودية الحرية فهي ظاهرة في السعي السافر للتحرر من الدين والتدين ومن كل شيء روحي أم اجتماعي. فنجد عالمنا هذا كبحر يهيج ويتلاطم في ثورته نحو الحرية.

 

إننا نجد العالم اليوم يصرخ: "لا نريد من يقيّدنا أو من يحكم علينا. نريد أن نتحرر من كل شيء يقيِّد حريتنا مهما كان نافعاً أم ضاراً. لنا كل الحرية في كيفية العيش والتصرف". وإذا بالنتيجة المرة التي وصلنا إليها:

واقع مرير!

شر ملتهب يحرق كل من يصادفه!!

إباحية مخيفة ترعب من يشاهدها!

ضلال قاتل يهز من يسمع عنه...

دمار شامل للعائلات والمجتمعات والأفراد!

لماذا زاد القلق وكثرت الجرائم وازداد الانتحار وارتفعت نسبة الطلاق؟

الجواب: لأن هذا المخلوق الضعيف ابتعد عن الله، ورفض الحرية الحقيقية، وتبع شهوات جسده، ورفض من يعطي الحرية الحقة، إذ قال: "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً"، ومن يتخذ صاحب الحرية الحقة يسوع المسيح مخلصاً، يستطيع أن يتحرر من كل عادة ومن كل وهم وتشويش، حيث يتعرف على صاحب الحياة الذي قال: "وتعرفون الحق والحق يحرركم".

وأخيراً، أستطيع القول إن الحرية الحقة هي الكامنة في كوننا عبيدا صالحين أمناء لله كل أيام الحياة.

المجموعة: 200605