تشرين الأول (أكتوبر) 2006

إن التفرقة بين المسيحية والمسيح، أصبحت اليوم ظاهرة صارخة

ضدنا أكثر من كل العصور السابقة لأن سلوكنا وأعمالنا وكلماتنا تظهر

مسيحية بلا مسيح، وليست لها روح المسيح ولا رائحة المسيح الذكية. لذلك لا عجب إن كانت مسيحيتنا قد أصبحت في هذه الأيام غير مقبولة.

 

إن اعتراض الناس على مسيحيتنا لا يقوم إطلاقاً على اعتراضهم على شخص المسيح فادينا بل على عدم وجود المسيح في مسيحيتنا. فلو كان المسيح رباً وسيداً على حياتنا لما اعترض الناس علينا، وعلى مسيحيتنا.

المسيحية التي تستخدم اسم المسيح كسلعة تعثر الناس...

والمسيحية التي تضعه في مرتبة المأكل والملبس والحاجات الجسدية تعثر الناس.

والمسيحية التي تساوم وتساوي المسيح بالملذات والنزهات والعلوم والملاهي تعثر الناس...

هنا تكمن المشكلة: حياتنا لا تُظهر المسيح على حقيقته! والحل يكمن في تفضيل المسيح على ذواتنا، ومبادئنا، وأطماعنا الخاصة، وطلب مجدنا الذاتي على حساب اسم المسيح، وعدم التمسك بذواتنا وشخصيتنا بدلاً من تمسكنا بالمسيح ومحبته.

هل نقبل أن نتحرر من ذواتنا لكي يظهر المسيح فينا؟

نحتاج أن نتوجّه بالتمام إلى المسيح لكي يمتلك حياتنا وينهضنا، فتتلاشى محاولاتنا ومساعينا، وتظهر أعمال المسيح الحقيقية فينا التي تستطيع أن تشهد له بدون تدخل ذاتي،  لأن الناس يريدون أن يأتوا إلى المسيح وليس إلينا.

إن الذي يشهد عن المسيح يتحتم عليه أن يأخذ من المسيح ويعطي الآخرين. يقول الرسول بولس: "فإننا لسنا نكرز بأنفسنا بل بالمسيح يسوع رباً ولكن بأنفسنا عبيداً لكم من أجل المسيح."

ستظل البشرية تعسة حتى تجد خلاص الله ومحبته في المسيح. ولن تجد الله إلا في شخص المسيح. ونحن الأداة التي بها تصل محبته للآخرين.

فهل نقبل أن نسعى كسفراء عن المسيح؟ بمحبته وتضحيته؟ كأن الله يكلمنا ويقودنا ويعظ بنا؟ ونطلب عن المسيح تصالحوا مع الله؟ وهل نوافق أن نقوم بخدمة المصالحة؟

المجموعة: تشرين الأول October 2006