شباط (فبراير) 2008

أولاً: عالم متغير

نعيش في عالم متغير تتزايد فيه حدة هجمات الشيطان، وفي ذات الوقت يتزايد عمل الله، وتتحقق كثير من النبوات الكتابية.

أذكّركم وأذكر نفسي بأننا نعيش في عالم يتغير، لكن الرسالة لا تتغير. لكن المنبر يجب أن يتطور، ليواكب عالماً يتغير بمنتهى السرعة والحدة...

 

أصبح العالم قرية صغيرة، ويستطيع أي شخص أن يعرف ما يحدث في أماكن أخرى في العالم. العالم يرتبط بشبكة إلكترونية تقدم ثورة من المعارف والمعلومات، ويدخل العالم مرحلة العولمة التي تريد أن تدمج العالم كله معاً.

يُواجه العالم اليوم مشاكل بيولوجية من الاستنساخ والهندسة الوراثية، كما يُواجه مشاكل أخلاقية. فمفاهيمه وقيمه تتغير وتحكمه ثلاثة اتجاهات متشابهة:

1- رفض الحق المطلق واستبداله بالحق النسبي

ينادون بأن كل جماعة أو مجتمع يُحدد لنفسه ما هو حق. مثلاً، إن الوصية "لا تقتل" ليست حقاً مطلقاً. وبذلك تنتفي فكرة الخطية، وفكرة الحاجة إلى مخلص. وكذلك الدافع للكرازة فكل المعتقدات متساوية.

2- القبول المطلق للآخرين

ينادون بالقبول بدعوة المحبة ورحابة الصدر. نعم، إن المسيحية تعلمنا أن نقبل الإنسان ونحبه، لكن نرفض مبادئه التي تتعارض مع حق الإنجيل...

ينادون بعدم التعصب والتزمت، ولكلٍّ حقه في الحياة؛ وبذلك تم قبول الشواذ جنسياً وتم قبول الطلاق، وقبول علاقات متعددة قبل الزواج ومعه...

قال أحد أساتذة التعليم في جامعة هارفارد: كل الأطفال مرضى عقلياً لأنهم انتقوا من آبائهم مبادئ قديمة، فلم يتركوا لهم حرية الاختيار.

3- مبدأ العصر الجديد

هرطقة تنادي بأن الإنسان سيد نفسه. تضع البشرية مركزاً للحياة. يقولون: إن الله في كل شيء وكل شيء في الله. ينادون بأن يصل الإنسان إلى الاستنارة عن طريق التأمل والتخيل واليوجا والسحر. وقديماً قال ديستوكسكي وهو فيلسوف روسي: كل شيء حلال إن كان لا يوجد إله.

ثانياً: رسالة لا تتغير

إن حالة الإنسان لم تتغير منذ آدم إلى الآن، كما أن الكتاب لم يتغير "الجميع زاغوا وفسدوا.. ونسل المرأة يسحق رأس الحية"، المسيح لا يتغير وكلمة الله لا تتغير. قال المسيح: "أنا هو الألف والياء البداية والنهاية“.

”يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (رؤيا 8:1؛ عبرانيين 8:13).

"هو الله الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يعقوب 17:1).

الله لا يتغير في محبته، ومحبته لا تتوقّف على تغيرات الظروف بل تنبع من طبيعة الله.

الله لا يتغير في حنانه. فكّر في ما عمله المسيح مع المرأة السامرية وبطرس.

لم يتغير في صنع المعجزات...

لم يتغير في استجابة الصلوات.

وكلمة الله لا تتغير: نادى البعض بوجود أخطاء في الكتاب المقدس وأثبتت الحفريات صدق الكتاب. لقد تحققت في المسيح كل نبوات العهد القديم في ميلاده وصلبه وقيامته، وبذلك تتحقق كلماته "لأن كل جسد كشعب وكل مجد إنسان كزهر عشب. العشب يبس وزهره سقط وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد" (1بطرس 24:1-25).

كلمة الله تنتصر على الأعداء من الداخل ومن الخارج.

أمر ديوكليشان عام 303 بإبادة كل الكتب المقدسة، ما عدا الكتاب أقام له نصباً تذكارياً نقش عليه: سُحق اسم المسيحيين.

لكن جاء بعده الإمبراطور قسطنطين الذي صار مسيحياً وأمر بنسخ خمسين نسخة من الكتاب على نفقته.

في عام 1536 تم حرق عالم تقي هو تندايل لأنه ترجم الكتاب إلى الإنجليزية. وقد صلى قبل موته: افتح يا رب عيني ملك إنجلترا. وبعد ثلاث سنوات وزعت طبعة جديدة ثم ظهرت ترجمة King James  الشهيرة عام 1611.

وقال ديفيد هيوم إن الكتاب سيصبح أثراً. وقد أصبح بيت هذا الفيلسوف الاسكتلندي مقراً رئيسياً لجمعية الكتاب المقدس.

وقال فولتير: سأحرر فرنسا من الكتاب المقدس وبعد موته عام 1778 اشترت جمعية الكتاب المقدس بيته ومطبعته.

لقد قال سبرجن: إن أردت أن تبدو أمام الناس حكيماً وعالماً اليوم، ثم تصير جاهلاً بعد خمسين عاماً، هاجم الكتاب المقدس.

هكذا سيصير كل من يدّعي العلم بكبرياء اليوم.

هناك مدرسة عصرية تهاجم الميلاد العذراوي للمسيح وتقول: لا يوجد شيطان أو أرواح نجسة شفاها المسيح. ليرحمهم الله!

العالم يكره المسيح، لأنهم لا يريدون الحق، فالحق يكشف زيف حياتهم. ولأن الشيطان يعمي عيونهم حتى لا تضيء لهم معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح.

إن طريق الخلاص لا يتغير. فقداسة الله لا تقبل إلا الكاملين. وحيث أننا كلنا خطاة، لذلك لابد أن نحتمي في المسيح الذي حمل عارنا وأعطانا كماله.

ثالثاً: منبر متطور

لو أننا دخلنا غرفة مظلمة لا نلوم الغرفة بل نضيء النور.

علينا أن نضيء برسالة المسيح بكل وسيلة ممكنة، وأن نجعل من وسائل الإعلام منبراً إلى الناس، ولا ننتظر حتى يجيئون إلينا.

علينا أن نستخدم الإذاعة والأقمار الصناعية والإنترنت، متمسكين دائماً بقول المسيح: "كما أرسلني الآب أرسلكم أنا" (يوحنا 20:21).

قال الرب يسوع: ”اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مرقس 16:15). ”دُفع إليّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر“.

المجموعة: 200802