كانون الثاني (يناير) 2008

وعسايَ... لا أنسى...

يدَكَ الحانيةَ عليَّ، التي تلقَّفتْني من بطنِ أمي

وعينَكَ الساهرةَ عليَّ، التي رافقتْني في كلِّ عُمري

وحسناتِكَ المُغْدَقَةَ عليَّ، التي أجزلْتَها في  حياتي

ونعمتَكَ المتفاضلةَ عليَّ، التي افتقدتْني وخلَّصتْني

وعطفَكَ المتدفِّقَ عليَّ، الذي فاضَ فيَّ وأنعشَني

وعونَكَ المتسارعَ إليَّ، الذي رفعَني وقوَّاني

وعطاياكَ السخيَّةَ ليَّ، التي سدَّدَتْ احتياجاتي

 

 

وعسايَ... لا أنسى...

رحمتَكَ الكثيرةَ عليَّ، ورأفتَك التي كلَّلتني

وتعزياتِكَ الجزيلةَ عليَّ، التي تلذَّذَتْ بها نفسي

ومحبَّتَكَ الأبديةَ ليَّ، التي غفرَتْ كلَّ آثامي

وصوتَكَ العذبَ لي، الذي همسَ ساعَةَ أحزاني

وكلماتِكَ الحلوةَ لحَلْقي، التي قادتْني إلى مآلي

ومواعيدَكَ الأمينةَ لي، التي شجعَّتني في آلامي

وخيرَكَ الدائمَ لي، الذي غمرْتَ به أيامي

 

وعسايَ... لا أنسى...

روحَكَ المعزِّي ليَ، وسطَ شؤوني وشجُوني

ولمسَتَكَ الشافيةَ لي، في مرضي وأسقامي

وأذنَكَ السامعةَ لي، في طلباتي وصلواتي

ونظْرَتَكَ الحنونةَ لي، فكانتْ بلسماً لجراحاتي

وحقَّكَ الباقي لي، في خوفي وأنَّاتي

ووعدَكَ الصادق لي، منعِشاً روحي وفؤادي

وعدلَكَ القائم عليَّ، مهدِّئا روعي وآهاتي

وقضاءَكَ العادل ، لأنَّكَ الأعلى فوقَ كلِّ عالي

 

وعسايَ... لا أنسى..

نجاتَكَ العجيبةَ ليَ، التي أحاطتْني وحَمَتْني،

من كلِّ سهمٍ في الحربِ طارَ، وخوفٍ في الليل غَشاني

من ألوفٍ وربواتٍ، سقطتْ عن يميني

أوصيتَ ملائكتَك بي، في كلِّ طرقي حفظَتْني

وخوافيكَ التي ظللَّتني ، ومن الفخِّ أنقذتني

وجناحيكَ اللَّذيْنِ غطيَّاني، ومن كلِّ مكروهٍ سَتَراني

وسترَكَ أيُّها العليُّ، كانَ سَكَني وملاذي

 

وعساي... لا أنسى...

رِفقتَكَ لي في غربةٍ ، بعيداً عن أرضِ أمي وأبي

وعنايتَكَ بي دائماً، صارتْ هي خلّي الوفي

في زمنِ الخير، كنتَ معي إلى جانبي

وفي يومِ الشر، رُحْتَ تواسيني وإليكَ تضمُّني

واختيارَكَ لي في خدمةٍ، لم تخطُرْ يوماً على بالي

وسيرَكَ معي في دربٍ، محفوفٍ بمخاطرَ لا تنتهي

ومسحَكَ لدموعي المتدفِّقة على وجهي

وأنا بجانبِ سريرِ زوجي إياك أرتجي،

فأشفقتَ عليَّ، وأرجَعْته معافىً إليَّ

 

وعسايَ... لا أنسى...

حنانَكَ الغالي عليَّ، اهتمَّ بكل ما حلَّ فيَّ

من كبيرٍ وعظيمٍ، وحتى أصغرَ ما لديَّ

وتشجيعَكَ إيَّاي يومَ خضعْتُ لعمليَّةْ

ووعدَكَ بأنْ لا أخافَ، فأنتِ يا ابنتي بينَ يديَّ

واستجابتَكَ لصرخَتي، بخصوصِ أوضاعِ أمي الصحيَّة

وكيف تدبَّرْتَ أمرَها، وأرسلتَ لي عوناً يفي بالمسؤولية

وقلتَ لي ثقي يا ابنتي فهي أيضاً من الرعيَّة!

 

وعساي لا أنسى أبداً

أنَّني لولاكَ لما بقيتُ حتى الآن

ولولاكَ  لما صمَدْْتُ،

ولما استطعتُ الاستمرارَ، إلى الآنْ

ولولاكَ، لما ظلَلْتُ في خدمتي،

أعملُ حتَّى الآنْ

ولولاكَ، لما كانَ لي أملٌ ولا رجاءٌ ولا اطمئنانْ

من الآنْ وحتى نهايةِ الأزمانْ

 

التوقيع: ابنتُكَ الدائمةُ الامتنانْ، أدما

المجموعة: 200801