نيسان April 2010

على جناح التيه، في عتمة الليل، وقف الشيطان مختالاً... يتأمّل آخر كوكبة من الشهود، تنساب في قتامه، تاركة بحر الجلجثة.

كان رياح الشر قد سكنت، وأمواج الغدر قد همدت،

بعد أن طُرح يسوع من السفينة، وابتلعه حوت الموت.

وجد إبليس نفسه شامخاً، فتنفّس الصعداء، وبقهقهة هستيرية أذاع انتصاره:

"لن يصل المصلوب إلى نينوى البشرية، لقد دُفن في جبّ النهاية وسر الخلاص معه!".

أحشاء الموت تعوي، لهيب الحمل يذيب خلاياها، تلفظه عن غصة أليمة على شاطئ الهاوية!

في فجرالقيامة..

دَشَّن السيد المسيح الطريق الضيق، ويلتقي بأهل نينوى البشرية.

في عرسهم، في عرس قانا القيامة..

نضبت خمرة الموت الأبدي، التي أسكرت البشرية حتى الثمالة؛

وحتى سقطت إلى التراب الأدنى، وتمرّغت في العار، واستسلمت للهلاك.

أخذ المخلص من نبع جراحه، الذي فجّرته الحربة،

أخذ الدم والماء، وصنع خمراً حلوة ومباركة،

وقدّمها لهم، قائلاً:

"اشربوا دمي،

الذي سُفك من أجلكم،

خذوا حياتي في كيانكم واتحدوا بي؛

لتكون لكم حياة الله"!...

ارتفع كأس الخلاص بين الناس بالخمرة الجديدة، التي لونها ورائحتها من الجلجثة..

فأسكرت بمذاقها الرجال والنساء المؤمنين المسيحيين!

حينئذ عاينوا عذوبة الحياة الجديدة.

يسقط لوسيفر سقطته الأخيرة، ويحترق.

تتصاعد ذبيحة المحبة في مجد.

تتحد الأرض بالسماء عبر نسائم الرضى!..

 

محتويات العدد

المجموعة: 201004