نيسان April 2010

لما أخطأ الإنسان حُكم عليه بالموت، لأن الكتاب المقدس يقول:

"لأن أجرة الخطية هي موت". وقد أتى المسيح ليحتمل الموت الذي هو أجرة خطايانا. لقد اختار موت الصليب، الذي هو موت اللعنة، إذ مكتوب: "ملعون كل من عُلّق على خشبة"، ليرفع عنا اللعنة التي انصبّت على الإنسان.

لقد أُعطي الناموس للبشر، إلا أن ناموس موسى لم يستطع أن يعطيهم الخلاص لأنهم كسروا الناموس... وإذ بالناموس يحكم على البشر باللعنة لأنه مكتوب: "ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به". ولعنة الناموس هي في الواقع لعنة الله... فمن يكسر الناموس تقع عليه لعنة معطي الناموس. فما هي هذه اللعنة؟ لو أن أباً أرضياً لعن ابنه قائلاً له: يا ملعون! لكان هذا أمراً مرعباً، فكم بالحري لعنة الله أبي الأرواح؟! ثم إن اللعنة حين يكون الله مصدرها فإنها تحمل معنى التهديد. فكأن الله يقول: إني سأعاقبك على هذا التعدّي. وكثيراً ما يكون التهديد في صورة رثاء نظير القول: "ارجعوا عن طرقكم الرديئة، لماذا تموتون يا بيت إسرائيل؟". وهذا يبيّن أن الخطية لن تمرّ دون عقاب. فحين تمتلئ الكأس فلا بدّ من العقاب!

على أن لعنة الله لا تقف عند حدّ التهديد، لكنها ستتحوّل أخيراً إلى ضربات، فالله أولاً يرسل كلمات التحذير، لكنه بعد ذلك يخرج السيف من غمده وينفّذ تهديداته. فحين وقعت اللعنة على قايين، أضحى قايين تائهاً وهارباً على وجه الأرض. وحين وقعت على العالم أيام نوح تفجّرت ينابيع الغمر العظيم، ونزلت مياه الطوفان على الأرض، فهلك كل سكان العالم ما عدا نوحاً وأسرته الذين احتموا في الفلك. وحين وقع القضاء على سدوم وعمورة وكل مدن الدائرة احترقت جميعها بالنار والكبريت، فما أرهب اللعنة حين تنصبّ على البشر!

لقد أخطأ البشر جميعاً وأضحوا تحت لعنة الناموس. إذاً، فالبركة لا يمكن أن تأتي عن طريق الناموس، لكنها تأتي عن طريق النعمة بالإيمان "...لأن البار بالإيمان يحيا" (حبقوق 4:2). إذاً فالبشر يخلصون لا على أساس استحقاقهم وبرّهم إنما على أساس استحقاقات دم المسيح الذي سُفك على الصليب ليرفع عنا لعنة الناموس، والوصايا، والتشريعات. فإن كانت الأعمال عاجزة عن أن تربطنا بالمسيح فلنتمسك بالإيمان به وحده وبدمه الكريم لأنه الطريق الوحيد للخلاص.

المجموعة: 201004