تموز July 2010

توجد رسالة إليك!
جيد أن توجد رسالة إليك اليوم.
رسالة كبيرة جداً، حتى أنه لا يمكنك أن تنهي قراءتها اليوم.
إنها معنونة بصورة خاصة إليك وآتية من بعيد.. بعيد جداً.

من الصين أو أستراليا؟
أبعد كثيراً من الفضاء؟
حتى، أبعد من ذلك كثيراً من القمر أو المريخ أو الزهرة أو حتى من النجم القطبي؟
بل وأبعد أيضاً.
إذن، من أين آتية رسالتك؟
الرسالة آتية من بلاد لا يوجد فيها ظلام، حيث لا حاجة للأطباء ولا للمستشفيات ولا للكيميائيين، حيث وليمة الأبدية احتفال دائم.
هذه الرسالة آتية من الأقطارالسماوية. ومن أي مدينة؟
من أورشليم السماوية.
ما اسم الشارع؟
الشارع الذهبي.
من أي بيت؟
من بيت الآب والمنازل الكثيرة.
ما اسم المرسل؟
الله القدير.
هو يعرفك، وهو يحبك.
وقد أخذ على عاتقه كتابة رسالة طويلة عجيبة إليك.
إنه يعرف تماماً أين تسكن وهذه الرسالة مرسلة إليك شخصياً.

رسالة عجيبة
كتب أحدهم مرة رسالة إليّ وكانت تحتوي على عشرين صفحة. هذه كانت بالحقيقة شيئاً، لكن الرسالة التي تسلمتها أنت بها 1800 صفحة.
ربما تكون قد فهمت أن هذه الرسالة هي الكتاب المقدس. ولكن هل يأتي الكتاب المقدس من السماء؟
نعم هو بالحقيقة كذلك.
ولكن ها أنا أسمعك الآن تقول: "هذا ليس صحيحاً، لأنه كُتب بواسطة أشخاص، وطُبع في الإسكندرية، أو بيروت، ثم وزعته جمعيات الكتاب المقدس".
هذا صحيح، ولكن من أين جاءت جمعيات الكتاب المقدس بهذه الكلمات؟
أتوا بها من فلسطين، الأرض المقدسة. حيث عاش الرجال الذين كتبوا الكتاب المقدس.
إذاً، الكتاب المقدس آت من فلسطين وليس من السماء؟!

 

مدير المؤسسة جالس في مكتبه يملي رسالة على سكرتيرته، وهي تكتب كل ما يقوله لها رئيسها كلمة كلمة.
بعد ساعة تنتهي طباعة الرسالة ومدير المؤسسة يوقِّعها. بعدها تُرسل الرسالة بالبريد.
والآن، دعني أسألك:
من هو كاتب الرسالة فعلاً، مدير المؤسسة أم سكرتيرته؟

الذي يجيب بدون تفكير سيقول: "السكرتيرة"، لكن أي إنسان ذكي سيقول: "مدير المؤسسة، طالما هو قد أملى الرسالة".
السكرتيرة كتبت ما أرادها الرئيس أن تكتب فقط.
والآن، انظر، نفس الشيء ينطبق على الكتاب المقدس.
الأشخاص الذين كتبوا أسفار الكتاب المقدس كانوا يسمعون لصوت الله فيكتبون. هكذا كتبوه كلمة، كلمة. نعم، وكل رسالة أرادهم الله أن يكتبوا. وعلى هذا الحساب، لا يكون الكتاب المقدس رسالة الرجال الذين كتبوه، بل يكون بالحقيقة رسالة من الله موجّهة إلينا، ومن ثم لك أيضاً. هؤلاء أصغوا لصوت الله في قلوبهم وبعد ذلك كتبوا.

سيكون بإمكانك فهم هذا أكثر إذا قارنته بالعزف على الآلة الموسيقية.
كيف تخرج الأنغام الجميلة المطربة من البوق.
فقط، حينما ينفخ الموسيقار في الآلة.
هكذا، نفخ الله في الرجال الذين كانوا خدامه.
نفخة الله، صوته كان في قلوبهم، نفخة روحه القدوس. وبهذه الطريقة استلموا الكلمات. كاتبو الكتاب المقدس كانوا مشبعين بروح الله، وكانوا "مسوقين بالروح القدس". نحن أيضاً نقول: إنه أوحي إليهم بروح الله.

  حيلة مسجل الصوت
لي صديق موسيقار يتقن العزف على عدة آلات، وبواسطة جهاز تسجيل الصوت يقوم بحيلة طريفة للغاية.
قال لي: "أنا أولاً آخذ المزمار وأسجّل الصوت العالي ثم أسجّل على نفس الشريط الصوت المنخفض دون أن أمحو الأول. وبهذه الطريقة أضيف آلة على أخرى حتى أخفضَ الأصوات. والآن هناك ثمانية آلات موسيقية مسجلة أصواتها على هذا الشريط.

هل ترغب في سماع النتيجة؟
ثم سمعت عرضاً موسيقياً بديعاً. ولكني لم أفهم تماماً، فسألت:
"أي أوركسترا هذه؟" ضحك صديقي ثم قال: "هذا أنا لوحدي فقط!" كان عظيماً، أوركسترا كاملة، تتألف من شخص واحد يعزف على عدة آلات بوقت واحد.
"أصغِ"، قال صديقي، "أعرف شخصاً نجح في تسجيل نغمات ثلاثين آلة على شريط واحد. هذا الموسيقار بثّ أنفاسه في عدة آلات مختلفة".
هكذا هو الأمر بالنسبة للكتاب المقدس. لقد كتبه أربعون كاتب (أربعون آلة) الذين نُفخت فيهم الحياة بواسطة الفنان العظيم الله نفسه. لقد بثّ أنفاسه بشكل روح حيَّةٍ ونشطة في كل واحدة من هذه الآلات الأربعين.
هذه هي أعجوبة الكتاب المقدس.
إنها ليست أصوات أشخاص، بل صوت الله نفسه.

هذه الرسالة تحتوي على:

الشارع ورقم البيت:
يقول الكتاب المقدس: "أنا عارف... أين تسكن" (رؤيا 2).
"أنت عرفت جلوسي وقيامي. فهمت فكري من بعيد. مسلكي ومربضي ذرّيت، وكلَّ طرقي عرفت" (مزمور 139).
أيستطيع أي عنوان أن يكون أفضل وأوضح من هذا؟
كلا، هذا عنوان شخصي أكثر من أي عنوان آخر. إن هذا العنوان ليس لرجل آخر بل هو عنوان قلبك.

الاسم الشخصي والكنية:
الكتاب المقدس يدعوك: خاطئ (رومية 8:5).
أنت تحاكَم كخاطئ.
قد أصبح كل العالم خاطئاً أمام الله (رومية 9:3-12). لأنه من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة: زنى، سرقة، طمع... إلخ" (مرقس 7).
هل تحتاج بعد أن تذكر هذه الأشياء بشكل أدقّ؟
هذا مستحيل!
ولكن هذا هو اسمك، اسم قلبك.

قرار القاضي
إذاً، هل رسالة الله قرار قضائي؟
أجل، إنه لشيء مروّع، ولكنه حقيقي.
إنه يعرف كل الشقاوة التي اقترفتها. لقد حُكم عليك بسبب خطاياك بالسجن، وسجن الله هو النار التي لن تخمد. فكر بهذا الأمر لحظة فقط، يا للهول!
ألا تعلم أنك تستحق هذا؟
ولكن، لكل من يعترف بإخلاص: ”أنا ضال ومذنب أمام الله“، هناك ثمة أخبار طيبة وسارة تنتظره.

النعمة والعفو
المسيح قد صُلب، ووُضع للموت... أناس قتلوه!
بينما كان ابن الله معلقاً على الصليب، كان الله يعاقبه. هل كان مذنباً؟ كلا، على الإطلاق!
لماذا تركه الله إذاً؟ لماذا كان عليه أن يموت؟ كان عليه أن يفعل ذلك كي ينقذك. الله وضع عليه كل خطايانا. "تأديب سلامنا عليه" (إشعياء 53).


أكثر من 1000 وعد
هذا هو الموضوع الرئيسي للرسالة السماوية:
1- أنت خاطئ... الله سيدينك!
2- لكن الله محبة (يوحنا 8:4)، ويريد أن يغفر كل خطاياك. هو قادر على ذلك، إذ أن الرب يسوع المسيح احتمل العقاب بدلاً من الخطاة وسدد دينهم. هذه الحقيقة تنطبق على كل إنسان يعترف بأمانة بذنبه أمام الله ويؤمن بأن المخلص قد أكمل كل شيء لأجله على الصليب.
غنى عظيم في أكثر من ألف وعدٍ مقدَّم للكلِّ ولأيِّ شخص يرغب في قبول المسيح مخلصاً.
ما هي إجابتك عن هذه الدعوة السماوية؟

من أقوال عظماء الرجال:
"لو زُجّ بي في السجن وسُمح لي أن آخذ كتاباً واحداً لاخترت الكتاب المقدس". جيتيه – شاعر ألماني

"الكتاب المقدس ليس تحفة أثرية، أو كتاباً عصرياً، بل كتاباً خالداً". - لوثر

"الكتاب المقدس يجيب عن أسئلة الطفل، ويسخر من حكمة الحكماء". - بروفسور بيتكس

"الكتاب المقدس أحسن كتاب منحه الله للبشر".
إبراهام لنكولن – محرر العبيد

"كل حكمة العالم قد ضمّها هذا الكتاب".
أيوالد - كبير النقاد العصريين

ولتر سكوت، كاتب بريطاني مشهور، ألّف عدداً من الكتب الشهيرة في العالم، وهو على سرير الموت، خاطب ابنه البكر: "أعطني الكتاب!" فسأله ابنه: "أي كتاب تريد؟" أجاب سكوت: "يوجد كتاب واحد فقط يجب أن ندعوه الكتاب وهو الكتاب المقدس".

"عندما قرأت الكتاب المقدس المرة المئة وجدته أروع بكثير من قراءتي له المرة الأولى" - سبرجن


كيف حصلنا على  الكتاب المقدس؟

قبل 5000 سنة لم يكن الإنسان يستعمل الحبر والورق للكتابة ولم يعرف الحروف الهجائية.
في ذلك الوقت استُعملت الأحرف المسمارية للكتابة. فكان لكل مقطع رمزه الخاص به.
ثلاثة أسطر من مقاطع الخط الأشوري البابلي تقول: نبوخذنصّر ابن نبولاصر البكر، ملك بابل أنا.
هذه الرموز كانت تُحفر على الحجر أو على ألواح من الآجر الطري الذي كان يُشوى بعد ذلك.
عند البحث والتنقيب عن المدن القديمة التي دُفنت تحت الرمال عُثر على الآلاف من ألواح الطين والأعمدة الرخامية المنقوشة بالأشكال المسمارية. أما في مصر فقد عُثر على نوع آخر من الكتابة كُتبت بالخط الهيرغليفي.

ثلاثة سطور من الخط المصري (الهيروغليفي)
بعد جهود عظيمة استطاع علماء الآثار فهم وتفسير اللغات القديمة للجنس البشري.

بالإضافة إلى الطين والحجر والخشب استُعمل الورق كمادة للكتابة في القرون اللاحقة. فكان يُصنع من أوراق قصب البردي أو من جلود الحيوانات. فكتب الإنسان على لفائف من ورق البردي لأنه لم يكن معروفاً كيف تُقسم اللفائف إلى صفحات في كتاب.
نقرأ أكثر من مرة أن الله أعطى موسى - أول كاتب في العهد القديم - التفويض أن يكتب كتاباً (درج أو طومار) عن الأشياء التي حدثت.
نال الشعب الإسرائيلي امتيازاً خاصاً عندما أُعطيت له مهمة جمع وحفظ كتب العهد القديم المختلفة. لقد اكتمل العهد القديم حوالي 400 عام قبل الميلاد.
كُتب العهد القديم بالعبرية. وهناك بعض المقاطع الموجزة(أجزاء من عزرا ودانيآل) كُتبت باللغة الآرامية.
بعد فترة وجيزة من حياة الرب يسوع على الأرض كُتبت كتب ورسائل العهد الجديد باللغة اليونانية لأنها كانت اللغة العالمية في ذلك الحين.
اكتملت أسفار العهد الجديد حوالي سنة 100 بعد المسيح. عاش موسى حوالي سنة 1500 قبل الميلاد، وهكذا يمكن القول بأن الكتاب المقدس كُتب خلال مدة قدرها 1600 سنة.
في هذه الفترة كُتبت كتب أخرى لا تمتّ لكلمة الله بصلة.
كيف تعرف ذلك؟
المؤمنون يعرفون سريعاً بقيادة روح الله أية كتب هي من الكتاب المقدس وأية كتب ليست منه.
المسيحيون يعرفون أن يميّزوا بين الأسفار النقيّة (القانونية) والأبوكريفا (غير القانونية).
بعض الكتب غير القانونية (الأبوكريفا) جديرة بالقراءة، ولكن القارئ اللبيب سيلاحظ عاجلاً بأن هذه تختلف عن الكتاب المقدس بحيث أنها تشتمل على قصص خيالية، أمور مضحكة وأخطاء كثيرة. مثل هذه الأشياء يتعذّر وجودها في الكتاب المقدس. إن كلمة الله لم تُرتَّب من قبل هيئة آباء الكنيسة بل بإرشاد الله.
لقد غيّر فنّ الطباعة العالم منذ حوالي 500 سنة. فإن أراد أحدهم قبلاً أن يحصل على الكتاب المقدس كان عليه أن ينسخه. ولم يكن كل واحد قادراً على الكتابة، فكان يحتاج إلى من هو قادر على ذلك. وكانت عملية النسخ تستغرق وقتاً طويلاً وتكلف مالاً كثيراً.
بعدما كان يقتني الفرد مخطوطاً قد نُسخ بعناية، تظهر له عدة أخطاء ومصاعب، وكان الذي ينسخ عن مخطوط قديم لا ينتبه للأخطاء الواردة في المخطوط، ولذلك كانت الأخطاء تنتقل من مخطوط لمخطوط ومن نسخة لأخرى، وأحياناً كانت تُضاف أخطاء جديدة. لذلك من الضروري أن نملك أقدم المخطوطات لأنه كلما اقتربنا من عمل الكتّاب الناسخين في الأصل اقتربنا إلى العمل الخالص.

المجموعة: 201007