تشرين الثاني November 2010

إذا أردنا أن نكون في شركة حقيقية مع شخص الرب خالقنا وفادينا، ينبغي علينا قبل كل شيء أن نتعلّم كيف نُخضع مشيئتنا لمشيئته.
 
 الخضوع هو بداية انتعاش حياتنا ونهضتها، وقد يكون مؤلمًا ومكلفًا، لكنه الطريق الوحيد للانتصار. ببساطة ينبغي أن يكون شعارنا: "فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ" (غلاطية 20:2).  والرب يسوع المسيح لا يستطيع أن يحيا فينا بالكامل، ويعلن نفسه من خلالنا، إلا إذا انكسرت الذات المنتصبة في داخلنا. والمقصود بالذات هي تلك النفس الصلبة غير القابلة للخضوع؛ النفس التي تحابي نفسها، وتطالب دائمًا بحقوقها، وتسعى لمجدها الشخصي. هذه النفس ينبغي أن ترفع أنظارها إلى مشيئة الله، وتعترف بخطأ مسلكها وترفضه، وتسعى في طريق يسوع؛ لا تطالب بحقوقها بل بحق فاديها، ولا تسعى لمجدها بل ليكون الرب يسوع هو الكل في الكل، وهذا ما نسميه بالموت عن الذات.

  ولو نظرنا بأمانة إلى حياتنا الروحية لوجدنا الكثير من الذات بداخل كل منا... الذات التي تحاول دائمًا أن تحيا الحياة المسيحية بمجهودها الشخصي... الذات التي تقوم بكل العمل داخل الكنيسة... الذات التي يملؤها التوتر والقلق والضجر والسخط... الذات المتصلبة التي ترفض الخضوع للآخرين... الذات غير المروّضة والتي لا تشعر إلا بنفسها ولا تحترم إلا فكرها.
 
 لا مفرّ من الانكسار! فطالما بقيت الذات غير خاضعة بقي الله غير فاعل بحرية في حياتنا، لأن ثمار الروح التي يريد الله أن يملأنا بها تضاد تمامًا ثمار الذات الموجودة بداخلنا.
 
 إن انكسار الذات والخضوع لمشيئة الله هو عمل الروح القدس وعملنا في آن واحد... الله من جهته يسلط الضوء من خلال الروح القدس على المناطق الصلبة في ذواتنا، ثم يترك لنا حرية التجاوب مع هذا النور. عندئذ، يمكننا إما أن نصلب أعناقنا ونرفض الاعتراف والتوبة - وحينئذ يتألم قلب الله ويحزن روحه فينا، أو نحني رؤوسنا ونقول بكل خضوع: "نعم يا رب، لتكن مشيئتك".
 
 الانكسار هو الخضوع لفكر الله في حياتنا اليومية. ولكي يصلنا فكر الله باستمرار، نحتاج أن يكون خضوعنا مستمرًا ومتواصلاً. وقد يكون هذ مكلفًا إذا نظرنا إلى الكمّ من التنازلات والتضحيات والاعترافات التي قد نضطر لتقديمها. لذلك يجب علينا إخضاع قوتنا وذاتنا وإرادتنا لإرادته. فليكن خضوعنا خضوعًا دائمًا ومستمرًا بحسب إرادته وليس إرادتنا.
 

المجموعة: 201011