كانون الأول December 2010

الجواب: جاء الرب يسوع إلى عالمنا لإتمام عملية الفداء للجنس البشري بالصليب. ومع ذلك نجده في يوحنا 21:17 يصلي من أجل التلاميذ ومن أجل كل من سيؤمن به ربًا بواسطة كرازة التلاميذ، وهذا يرينا أهمية الصلاة، فما هو دور الصلاة في توبة وخلاص الشخص؟  
 الصلاة تزيد اهتمامك بالشخص الذي تتمنين توبته وخلاصه، خاصة عندما تفكرين في الهوة التي يعيش فيها وفي المصير الذي ينتظره.
 
 حين تركعين للصلاة من أجل نفس بعيدة، ركزي على هذه النفس التي دفع المسيح ثمنًا لخلاصها حتى موت الصليب، وهذا بدوره يدفعكِ لحبٍ أكثر للنفوس، وتقدير قيمة الإنسان، وستتولّد داخلك أحشاء، رأفات، ولطف، ووداعة.
 
 الصلاة تدخلكِ إلى عمق مشاعر قلب الله، وإرادة الله الآب، فإنه "يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ".
 
 الصلاة تعلمكِ الانتظار فلا تتعجّلي النتائج لأن معجزة تغيير النفس البشرية ليست هينة. "ينبغي أن يصلّى في كل حين ولا يُمَلّ".
 
 قال الرسول بولس: "يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ"
 
 (غلاطية 19:4). ولست أظن أن أحدًا يعرف آلام المخاض كما تعرفها الأم. هذا هو نوع الصلاة المطلوبة، التي تثمر في أن تتشكل النفس بمعرفة المسيح، وحبه والتشبّه به.
 
 وتثمر الصلاة أيضًا بالنسبة لكِ حبًا أكثر للنفوس كأبناء الإيمان.
 
 عندما تصلين اذكري اسم الشخص بصوت عال، إن الرب يعرف اسمه لكن ذكر اسمه يشغل قلبك وفكرك.
 وأنت تكلمين شخصًا عن المسيح المخلص، أنت تصطدمين بأفكار مسبقة يتبناها أو نشأ عليها. "أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ. هَادِمِينَ ظُنُونًا وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ" (2كورنثوس 4:10-6).
 
 وقد يكون هذا الشخص مهذبًا أو لبقًا، أو مثقفًا أو لطيفًا. لكن فكرته عن الخطية والغفران والفداء والحياة الأبدية مختلفة تمامًا. ولذلك قد يعاند ويحاور ويجادل.
 
 مثل هذا الشخص يحتاج للصلاة معه إن أمكن وللصلاة من أجله. حتى يهدم الروح القدس كل فكر مضاد داخله، إلى أن يستأثر فكره إلى طاعة الكلمة المقدسة ويخلص.
 
 لا تركزي على ضعفات الشخص أو ضعفاتك، لأن العامل فيك وفي ذلك الشخص هو الروح القدس الذي سيستخدمك، والذي سيعلمك ويدربك كأداة برٍّ في يمينه.
 
 لقد صلى الرب يسوع لأجلنا، وهو قائم عن يمين الآب يشفع فينا، وهو يطالبنا بأن نصلي بعضنا من أجل بعض لبنيان الملكوت وتكميل القديسين.

المجموعة: 201012