أيلول September 2011

ماذا نستفيد من حضانة الأذى في نفوسنا، وإيواء الحزن والأسى في قلوبنا، ومداومة التفكير في سوء حظنا، والحسرة على ما أصابنا من فشل في جهودنا، والرثاء لما وصلت إليه حالنا؟!

ماذا نستفيد من حضانة الأذى في نفوسنا، وإيواء الحزن والأسى في قلوبنا، ومداومة التفكير في سوء حظنا، والحسرة على ما أصابنا من فشل في جهودنا، والرثاء لما وصلت إليه حالنا؟! هل يستطيع الإنسان أن يواصل جهاده في الحياة ويخوض غمار معاركها وهو مثقل بالأحمال الباهظة ومثخن بالجراح البالغة؟! وهل يستطيع من تجري في داخل نفسه حروب أهلية أن يثبت في مواجهة الحروب الخارجية؟! فبأي قوة يحارب، وقواه مجندة لمحاربة نفسه؟ وبأي مدد يستعين ونشاطه الحيوي قد هدمته قذائف الانفعالات الجامحة ودمرته طائرات الأفكار الخاطئة؟! الحق أننا بحاجة إلى أن نضبط عواطفنا ونسيطر على أفكارنا وانفعالاتنا، وإلا كانت أشدّ فتكًا بملكتنا العقلية من آلات التدمير وأسلحة التخريب! إن سر الحياة الأعظم هو أن تعرف كيف تفكر تفكيرًا صحيحًا سليمًا. فيكون التوفيق حليفك والسعادة والصحة والنجاح من نصيبك! إن في داخل الإنسان دواء شافيًا لأكثر أدوائه، وترياقًا مضادًا لسموم الأفكار الشريرة والانفعالات الرديئة والعواطف السيئة. يوجد هذا الترياق المحيي والدواء الشافي في شكل خلاصات وضعها الخالق في كيان الإنسان منذ البداية... هي خلاصات المحبة، والمودة، والمعروف، والشفقة، والحنان، والإحسان. ولعل خير ما تلجأ إليه عندما تجد نفسك مغمورًا بالأفكار السلبية، هو أن توجّه إلى ذاتك الإيحاءات الإيجابية القوية المضادة. فإذا كانت تساورك انفعالات الخوف مثلاً، ردد في عقلك هذا الإيحاء: أنا لا أخاف شيئًا! ها إني شجاع وواثق بنفسي، أملك زمام تصميمي وأعقد العزم على الفوز بأمنيتي. ما من شيء يقلقني أو يزعجني! ما من أمر يفزعني أو يوقعني في الارتباك! سأواجه الموقف بشجاعة وهدوء واطمئنان! لأنه لا بد لي من أن أفوز وأنتصر. ويجدر بنا ألا ننسى أننا بحاجة إلى تغيير اتجاه عقولنا وتحويل مجرى أفكارنا وانفعالاتنا وما من شيء يكفل لنا تحقيق هذه الغاية مثل الابتسام والضحك. فشعور المرح والابتهاج يُعتبر صمّام أمان ينفّس عن الإنسان انفعالاته المكبوتة وعواطفه المضغوطة التي إن لم تجد لها منفذًا أمينًا، أحدثت انفجارًا خطيرًا قد يذهب بعقولنا بعد أن يهدم أجسامنا ويتلف صحتنا.

المجموعة: أيلول September 2011