أيلول September 2011

أنت ابني، هكذا قال الله لي، ثم قال: لي رغبة شديدة أن أفيض عليك من فيض... فامتلكك بالكامل، وأستخدمك لمجدي...

أنت ابني، هكذا قال الله لي، ثم قال: لي رغبة شديدة أن أفيض عليك من فيض... فامتلكك بالكامل، وأستخدمك لمجدي... ولكنك يا بني قد رفضت! لم يكن سبب رفضك عدم مباركتي لك، بل كان السبب أنك لم تستأمنّي على ما لديك، مع أنني اريد أن أستخدمك كقناة لتوصيل بركاتي غير المحدودة إلى النفوس التي حولك. كنت أتمنى ذلك، ولكنك منعتني. كانت مشيئتي أن تنبع من داخلك أنهار ماء حي لتروي العطاش حولك، ولكنك فضلت أن تكون بركتي راكدة - سرعان ما تجف - أو أنك فضلت أن تحصل على البركة لنفسك وتكتفي. كذلك كانت مشيئتي أن أباركك لدرجة أن اجعلك بركة للآخرين... ولكن جعلت من الصلاة فرضًا يؤدى ولا أكثر. كانت رغبتي أن تكون بوقًا لي لأتحدث منه للآخرين عن نفسي وعن خلاصي وتعزيتي، ولكنك تمنّعت. جرفك تيار الفلسفة، ومالت أذناك إلى آراء الناس، وافتخرت بأنك تمكنت من أن تحوز على استحسانهم لما تقول، ولذلك لم أتمكن من استخدامك حسب مشيئتي. كنت أريدك ريحًا شديدة قادرة على أن تهز وتقتلع وتنظف وتزيل كل ما لا يرضيني، ولكن فضلت أن تكون نسيمًا هادئًا لكي تتمتع بعطف الناس ورضاهم. يا بني... لعلك ضيّعت أفخر أيامك في الطريق الذي اخترته لنفسك... فهل حان الوقت لتعود إليّ... وهل تسمع من يقول لك "إن ما تبقى من العمر لم يعد صالحًا ولا كافيًا لكي تخدمني"؟ إذًا تذكر... تذكر يا بني أني أطعمت خمسة آلاف بقليل من الخبز والسمك، فأكلوا وشبعوا وفضّل عنهم، والقليل الذي تستودعه يدي، أباركه فيصير كثيرًا. فهل تعود إليّ؟ هل تعود وتسمع لصوت البشر... لقد سمعتك مرة تصلي وتقول أنك تريد أن تتبعني حتى إلى الجلجثة... حتى إلى الصليب.... فهل كنت تعني ما تقول؟ هل كانت هذه الصلاة لأسمعها أنا، أم لتسمعها الجماعة التي كنت بينها؟ إن كنت تريد مشيئتي... إن كنت تريد أن تتبعني... إن كنت حقًا تُسَرّ بأن أستخدمك لمجدي... أنا مستعد. لأن تعطل رجوع الآخرين إليّ، هو بسبب افتقاري للمؤمنين الذين يمكنني أن أُظهر فيهم ذاتي، فهل تريد أن تكون الإناء المكرّس لخدمتي؟ إذًا يا بني، لا تهتم ولا تنشغل باحتقار الناس لك. ثق أن المستحيل عندي ميسور. يا بني... يا بني لا تخف.... سلم وانتظر لترى خلاص الله! أبوك المحب

المجموعة: أيلول September 2011