Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان April 2012

الدكتور ناجي منصوريقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل أفسس أن الله "... وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ­ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ وَأَقَامَنَا مَعَهُ..." (أفسس 5:2-6.) فهل تجد في حياتك ما يثبت بأنك قد قمت فعلاً مع المسيح؟ أو بالأولى، هل تذكر يومًا أنك شعرت بثقل خطاياك وذنوبك، وأنك غير قادر على حملها ورفع وزرها عنك، ورأيت أنك تستحق حكم الموت بسببها طبقًا لكلام الكتاب المقدس بأن "أجرة الخطية هي موت" (رومية 23:6)؟  والأهم من ذلك كله، هل تذكر أنك جئت يومًا إلى الرب يسوع المسيح واعترفت له بكل خطاياك واثقًا بأنه قادر أن يخلصك؟ وهل شعرت بيده تمتدّ إليك وتقيمك وتعطيك الحياة من جديد؟ هذا هو الخلاص الذي تتكلم عنه الآية السابقة ويتم بعمل النعمة التي في المسيح يسوع. فهل تفاضلت نعمة الله معك وفيك، وأقامتك لتحيا مع المسيح وبالمسيح وفي المسيح بل ويحيا المسيح فيك؟

 

هل صرت متحدًا معه بقيامته كما جاء في رسالة رومية "لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ، نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ"؟ (رومية 5:6)

عزيزى القارئ، إن كنت لم تذق كل هذا، ولم تختبر بعد عمل النعمة في حياتك، فأنت في مأزق! لأنه لا دخول إلى ملكوت الله إلا من خلال الخلاص والولادة الجديدة من فوق كما قال الرب نفسه: "الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله" (يوحنا 3:3).

أرجوك أن تراجع حساباتك لأن مجيئك للمسيح، واعترافك له بخطاياك واثقًا بأنه هو الشخص الوحيد الذي يقدر أن يخلصك لتصبح من أولاد الله، كما يقول الكتاب: "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ" (يوحنا 12:1).

لقد أغفل الكثيرون منا دور القيامة المهم في عملية خلاصنا وتبريرنا أمام الله، إذ تعوّدنا كلنا وتمسكنا بموت المسيح الكفاري فقط - وهو في حد ذاته شيء عظيم ورائع ولولاه لما كان لنا غفران لخطايانا حيث يقول الوحي الإلهي: "وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا" (إشعياء 5:53).

إن تبريرنا أمام الله لم يتمّ ويعلن أمامه بدون قيامة الرب يسوع المسيح. فبموته غُفرت خطايانا، وبقيامته أُعلن هذا الغفران أمام الله، كما يقول الكتاب المقدس: "الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا" (رومية 25:4).

يخبرنا الوحي عن خمس وسائل للتبرير:

  1. دم المسيح الذي سفكه على الصليب هو الثمن الحقيقي المدفوع لأجل خلاصنا وتبريرنا، "فبالأولى كثيرًا ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب" (رومية 9:5).
  2. النعمة وتشير إلى مجانية هذا التبرير، "متبرّرين مجانًا بنعمته..." (رومية 24:3).
  3. الإيمان وهو الدور الذي علينا أن نقوم به، "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله..." (رومية 1:5).
  4. قيامة المسيح وهي إعلان وشهادة أمام الله، وتمثل يوم إعلان النطق بالحكم  بالبراءة في قضية ما، أو الإشهار بتبريرنا أمام الله. "الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا" (رومية 25:4).
  5. الروح القدس يقوم بدور المحرك والمهيمن ليقود الإنسان الخاطئ للخلاص "لا بأعمال في برٍّ عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تيطس 5:3).

إن قيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات حدث جليل ذو شأن عظيم جدًا:

  • إذ هي برهان قوي على أنه ابن الله كما يقول الرسول بولس: "وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات، يسوع المسيح ربنا" (رومية 4:1).
  • بدون قيامة السيد المسيح لما أُعلن تبريرنا وبقينا في خطايانا. "وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم. أنتم بعد في خطاياكم" (1كورنثوس 17:15)، "وأُقيم لأجل تبريرنا" (رومية 25:4).
  • وهي مصدر قوة الحياة المسيحية.(فيلبي 10:3)يبدو أنَّ كلّ قوَّات الشرّ قد قرَّرت إبقاء جسد الرب في القبر. لكن قوَّة الله الجبارة هزمت كل هذا الجيش الجهنمي، بإقامة الرب يسوع من الأموات في اليوم الثالث. وهذه القوَّة عينها، وُضعت تحت تصرف المؤمنين جميعهم، وعليهم أن يحصلوا عليها بالإيمان (أفسس 19:1-20). فالقيامة إذًا هي أكبر قوة وأعظم غلبة على أكبر عدو، وتعمل لحساب المؤمن فترفعه فوق كل الظروف المكدرة ويستخدمها في كل ما يعترض طريقه فيغلب جميع الأعداء.
  • وقيامة يسوع هي أقوى ضمان للمؤمنين لقيامتهم من بين الأموات. فنحن ننتظر قيامة الأموات بناء على إيماننا بقيامته هو. فالمسيح بقيامته صار باكورة لنا "ولكن كل واحد في رتبته.المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه".(1كورنثوس 23:15)

ففي  قيامة ربنا يسوع المسيح:

أ- صرنا أولادًا لله

"مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً..." (1بطرس  3:1). ولنلاحظ هنا أن كلمة ربّنا تعني سيدنا، الذي وحده له الحق والسلطان على قلوبنا وحياتنا. وكلمة يسوع تعني بأنه الشخص الوحيد الذي يخلّص شعبه من خطاياهم. أما الاسم المسيح فيعني بأنه الشخص الوحيد الممسوح من الله الذي رُفِّع إلى أسمى مقام في السماء.

ب- صار لنا الحياة بالروح القدس الساكن فينا

"فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِن الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ" (رومية 11:8).

ج- صار لنا رجاء حي

فنحن إذ آمنا بقيامته وصعوده ننتظر عودته ثانية ليأخذنا إليه. هذا هو رجاؤنا الحي الذي نحيا به، "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ"
(1بطرس 3:1).

د- صار لنا إمكانية السلوك مثله في حياتنا الجديدة

"فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟"، "... فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ" (غلاطية 20:2).

- صار لنا إمكانية الإتيان بثمر لله

"إِذًا يَا إِخْوَتِي أَنْتُمْ أَيْضًا قَدْ مُتُّمْ لِلنَّامُوسِ بِجَسَدِ الْمَسِيحِ، لِكَيْ تَصِيرُوا لآخَرَ، لِلَّذِي قَدْ أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لِنُثْمِرَ ِللهِ" (رومية 4:7).

الناموس يأتي بك دائمًا إلى الدينونة، ولا يقبل منك أي عذر لأنه يطلب تنفيذه كاملاً. لقد متنا للناموس وتحررنا منه، وواضح أن المؤمن قد مات للناموس بجسد المسيح ولا سيادة للناموس عليه، وقد صار للمسيح كجزء من كنيسته التي هي عروسه، هذه هي الطريقة الوحيدة لإنتاج ثمر لله.

المجموعة: نيسان April 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

102 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10475338