بلغ فساد الجنس البشري في عصر نوح إلى مستوى غير مسبوق. كان الناس في أيام نوح يأكلون ويشربون ويزوجون ويتزوجون. وعمليًا، لا يوجد أي خطأ في الأكل والشرب والزواج، بل يكمن الخطأ في ممارسة الناس أمورهم العادية المشروعة وهم غير مبالين بوجود الله وكأنه غير موجود، ناهيك عن الأمور غير المشروعة وارتكاب الخطايا الفعلية التي تعتبر تحصيل حاصل طالما أن جوهرالخطيئة موجود وهو التجاهل المتعمد لوجود الله ودينونته.
"إِنْ قُلْتُ: أَنْسَى كُرْبَتِي، أُطْلِقُ وَجْهِي وَأَتَبَلَّجُ" (أيوب 27:9)
العالم الذي نعيش فيه، يشبه برية قاحلة، وصحراء جرداء رمالها ساخنة وشمسها محرقة، تجوب فيها الوحوش الضارية. ولكي لا نُصدم بما سيواجهنا فيها أعلن الرب في كلمته المقدسة الحقيقة كاملة سأذكر بعض الشواهد الكتابية على سبيل المثال لا على سبيل الحصر:
"إِنَّ الْبَلِيَّةَ لاَ تَخْرُجُ مِنَ التُّرَابِ، وَالشَّقَاوَةَ لاَ تَنْبُتُ مِنَ الأَرْضِ، وَلكِنَّ الإِنْسَانَ مَوْلُودٌ لِلْمَشَقَّةِ كَمَا أَنَّ الْجَوَارِحَ لارْتِفَاعِ الْجَنَاحِ".
هذا الأصحاح يصل بنا إلى النتيجة المهمة للبحث السابق. وهي أننا "مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة" (عدد 10). وأنه لا حاجة بعد إلى قربان [أي التقدم إلى الله عن طريق الذبائح والتقدمات]، إذ يقول: "وإنما حيث تكون مغفرة لهذه، لا يكون بعد قربان عن الخطية" (عدد 18). أما باقي الأصحاح من عدد 19-39 فهو تحريضات وإنذارات.
اِقرأ المزيد: تعليقات على العبرانيين – الحلقة الرابعة
لقد كثرت القنوات الفضائية والمجلات المسيحية في هذه الأيام فامتلأت نفوسنا وقلوبنا من هذه الموائد الروحية الشهية، فلا نترك مؤتمرًا، إلا وحضرناه، أو نهضة روحية إلا وذهبنا إليها، وصرنا نشعر بالتخمة بسبب ما نخزّن في عقولنا من معلومات دون إبلاغها إلى الآخرين الذين بحاجة ماسة إليها.
وإليكم بعض الأدوية الروحية لعلاج هذه الظاهرة التي على المؤمن المتأكد من خلاص نفسه اتباعها:
كل منّا يرغب أن يعيش في وئام وسلام مع جميع الناس المحيطين به، لا سيما من أهل وأشقاء وأصدقاء وزملاء. لكن المشاكل عادة ما تحدث، حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، وبين الأصدقاء وبين الزملاء، ويصعب الحفاظ على الوئام والمحبة بشكل مستمر.
وهناك بالطبع أسباب عديدة للخلافات التي تحدث في الأسرة الواحدة، أو بين الأصدقاء والزملاء، يصعب حصرها. ولعلّ أحد هذه الأسباب هي محاولة البعض فرض سيطرته أو رأيه على الآخرين، وعدم إعطائهم المجال لكي يفكّروا بحريّة، ويختاروا الطريق الذي يريدونه.
وفي هذا المجال كثيرًا ما يساء فهم تصريح الرب يسوع المسيح القائل: "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ" (متّى34:10-36).
اِقرأ المزيد: ما جئت لألقي سلامًا بل سيفًا
طرق الله ومعاملاته معنا
حدثني صديق راحل قائلاً: "كلما امتدّ بي العمر ازداد شكري لله، لأنه قد دعانا لنعلن عن نعمته غير مفسرين لطرقه". ولقد تكلم أخونا بحكمة، فقد أعلن الله نعمته كاملة في إنجيل المسيح، ومن امتيازنا وفرحنا أن نعلنها نحن أيضًا بكل قدرتنا وإمكانياتنا.
أما عن طرقه مع خاصته، فالأمر يختلف. فهي كثيرًا ما تكون مبهمة وتتطلب منا الخضوع بإيمان وثقة في حكمته ومحبته.
اِقرأ المزيد: طرق الله ومعاملاته معنا
ذُكرت الكلمة "مرآة" في ثلاث آيات من العهد الجديد، تحمل في كل منها معنى قويًّا ذا مذاق خاص يختلف عن الآخر، وهي:
"فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ" (1كورنثوس 12:13).
"وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إلى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إلى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ" (2كورنثوس 18:3).
"لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعًا لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً نَاظِرًا وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ. وَلكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى النَّامُوسِ الْكَامِلِ نَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعًا نَاسِيًا بَلْ عَامِلاً بِالْكَلِمَةِ، فَهذَا يَكُونُ مَغْبُوطًا فِي عَمَلِهِ" (يعقوب 23:1-25).
قرأت كتابًا صغيرًا بعنوان "حياة الله في الإنسان"، كتبه شاب صغير كان راعيًا ومدرسًا للاهوت في جامعة في اسكتلاندا اسمه Henry Scpugal الذي عاش ثمانية وعشرين عامًا (1650-1678). كتاب رائع عن عمل الروح القدس وحياة الله في الإنسان. كتب هذا الكتاب - وهو عبارة عن رسالة إلى صديق من أصدقائه - يشرح له فيه عن عمل الله في المؤمن عندما يسلم حياته للمسيح ويملأ الله قلبه. هذا ما عبر به المرنم في مزمور 3:33 "غنوا له أغنية جديدة". والمرنم في هذا المزمور ينادي جميع الذين اختبروا عمل الله في حياتهم ويقول لهم: "اهتفوا... احمدوا الرب... رنموا له... غنوا له أغنية جديدة".
اِقرأ المزيد: غنوا له أغنية جديدة
يوجد في الكتاب المقدس أشخاص أمناء لكنهم مغمورون بمعنى أنهم غير ظاهرين أو غير معروفين، وقلما يذكرهم أحد أو يذكر الأحداث المرتبطة بهم. لكن بلا شك هؤلاء الأشخاص وإن كانوا غير معروفين لنا لكن الرب يعرفهم جيدًا وعينه عليهم لأنه وعد أن عينيه على أمناء الأرض بل ويقدّر خدمتهم حتى وإن كانت في نظرنا بسيطة. من بين هؤلاء الأشخاص:
اِقرأ المزيد: أمناء غير مشهورين
تشدد الوصية السادسة من الوصايا العشر على عدم الثأر والقتل "لا تقتل" (خروج 13:20) اعتبارًا للحياة البشرية وقدسيتها، وفي ذات الوقت تظهر اهتمام الله بالحياة الفردية، وأحقيته في التصرف في الحياة لأن الدم الذي يسفك عند القتل هو عطية الله، والله هو معطي الحياة. لذلك يبطّل ويحرّم عمل المتصرفين في حياة الناس. وهذا ما تذهب إليه الوصية في النهاية "لا تقترف جريمة".
وهذا يعني أن لا يرتكب الإنسان جريمة بنفسه كعمل فردي من شخص لآخر، لأن هذا من حق القضاة والحكومات فقط الذين خُوِّلوا الحق الدستوري في الحكم وإجراء العدل لاستتباب الأمن في البلاد (رومية 1:13-7 وتكوين 6:9).
رزق الرب الأخ ديريك وزوجته ليسا جاد غريب طفلة أسمياها روبي في كولورادو سبرينغز بكولورادو بتاريخ 20 تموز (يوليو). صوت الكرازة يقدم أحر التهاني وألف مبروك.
دورة مجانية للدروس بالمراسلة
فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات.
Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075
280 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
© 2016 - All rights reserved for Voice of Preaching the Gospel - جميع الحقوق محفوظة