أذار March 2014

201403-coverليس الخلاص من الخطية حقيقة أعلنها لنا الله في العهد الجديد فقط، لأن داود في العهد القديم يقول لله: "لتأتني رحمتك يا رب، خلاصك"، فكلا العهدين يحدثاننا عن هذا الأمر الضروري لحياتنا، وعن المخلص الوحيد.

إن الخلاص يأتي من نعمة الله علينا، فنحن لا نناله كمكافأة لأجل طاعتنا، إنما نتمتع به كعطية من رحمة الله. فالنعمة لا تطلب منا ثمن الخلاص، لكنها تقدمة كإحسان من رب الإحسان. فالخلاص يعطينا كل شيء مقابل لا شيء، وطبيبنا الصالح يعالج مرض الخطية مجانًا، فالخلاص هبة من الفادي الذي أحبنا وقدم نفسه لأجلنا. حيث يقول لنا في إشعياء: "اشتروا بلا فضة". ذلك لأن عطاياه أثمن من أن تقدر بمال أو أعمال. فالله الذي يعطينا الهواء مجانًا والحياة بدون مقابل، يعطينا أيضًا الخلاص مجانًا، وكما أن خرير المياه هو كصوت الموسيقى بالنسبة للإنسان العطشان، كذلك النفس العطشانة روحيًا تجد في صوت الغفران المجاني، أنهار مياه حية في البرية.
وهذا الخلاص نناله بالإيمان، فليس علينا أن نعذّب أنفسنا، أو نجاهد بقوتنا لنوال الخلاص، لكن علينا أن نؤمن بمن اشترانا وقدّم لنا الخلاص ألا وهو المسيح، لأن "من يؤمن به لا يُدان". وقد قال السيد: "توبوا وآمنوا بالإنجيل"، كما قال الرسول بولس: "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص". ومع أن هذا الحق يجب أن يفرّح الكثيرين، إلا أن البشر لا يريدون مجرد الإيمان البسيط، وكأنهم يعاتبون النعمة لأنها كريمة أكثر مما ينبغي في تقديم الخلاص مجانًا، بينما لو كان الخلاص بالأعمال، لما خلص أي إنسان قط، لأن الأعمال الصالحة في نظرنا لا يراها الله؛ كذلك، لأنها صادرة من قلب غير طاهر أو شرير، ولأن دوافعها غير نقية تمامًا، فإن كان آدم في كماله الأول لم يستطع أن يرضي الله في حياته، فكيف يمكننا نحن الذين وُلدنا بالخطية أن نرضي الله؟
إن الخلاص بالإيمان يفتح الباب على مصراعيه أمام من أغلقه عليهم ناموس الأعمال، وهذا يدفع كل إنسان يهمه مصير نفسه الخالدة وحياته الأبدية، أن يطلب من الله هذا الخلاص المجاني الذي تم لنا جميعًا عن طريق الإيمان بالرب يسوع المسيح.

المجموعة: أذار March 2014