حزيران June 2014

rasmi_Ibrahimاستخدم الرب الرسول بولس بالروح القدس في عدة ميادين. استخدمه في الخدمات المنبرية، والعمل الفردي، والتعليم، وشفاء المرضى، وإخراج أرواح شريرة مستخدمًا اسم "يسوع". في أثناء إخراج أرواح شريرة كان حاضرًا بين الجمع بعض الأشخاص، منهم سبعة هم أولاد سكاوا رئيس الكهنة. قال بعضهم لبعض: هوّ بولس أحسن منا في إيه؟ إن كان يستخدم اسم يسوع في إخراج الشياطين، إحنا كمان نقدر نستخدمه... وسنحقق شهرة وصيتًا، وأرباحًا مادية، ونصير من الأثرياء في وقت قصير جدًا.

 

 

بدأوا في تنفيذ فكرتهم على شخص به روح شرير مستخدمين اسم يسوع، ولكنهم واجهوا أشرّ هزيمة  وهربوا من البيت عراة ومجرّحين.

وسأحدّثكم عن هذه الهزيمة في ثلاثة أمور:

أولًا: غرابتها

لو ألقينا النظر ودقّقنا جيدًا في السلاح المستخدم، نرى أنه أقوى سلاح في كل العالم... هذا السلاح هو اسم يسوع العجيب، البرج الحصين الذي يركض إليه الصديق ويتمنّع.

استخدم هذا السلاح غلام صغير في مواجهة مارد جبار طوله ستة أذرع وشبر ومدجج بالسلاح، بينما داود الغلام الصغير لم يكن معه من السلاح المنظور إلا مقلاع وخمسة حجارة ملس، ولكن معه سلاح غير منظور هو اسم الرب! قال للمارد الجبار: أنت تأتي إليّ بسيف ورمح وترس أما أنا فآتي إليك باسم رب الجنود، ومدّ داود يده إلى الكنف، وأخذ منه حجرًا، ورماه بالمقلاع، فارتزّ الحجر في جبهته، فسقط على الأرض، وبسيف المارد قطع داود رأسه.

هذا الاسم استخدمه بطرس مع إنسان مقعد من بطن أمه فشُفي، وقام، وطفر، وسبّح الله.

صاحب هذا الاسم أرعب لجئونًا من الشياطين فخرجوا هاربين، ولكن أولاد سكاوا استخدموا هذا الاسم ولكنهم لم يستطيعوا أن يحققوا أية نتيجة إيجابية مع أنهم أولاد رئيس كهنة له باع واسع في الروحيات. إن دين الآباء لا ينفع الأبناء. ما أكثر الذين اتكلوا على دين الآباء! لهؤلاء يقول الرب: لا تفتكروا أن تقولوا في أنفسكم: لنا إبراهيم أبًا.

 

ثانيًا أسبابها

تُرى، ما هي اسباب هذه الهزيمة؟

كان من بين أسبابها أن الذين استخدموا اسم يسوع استخدموه دون أن يكونوا قد امتلكوا صاحبه، أو امتُلكوا منه. من يستخدم هذا الاسم لا بد أن يكون قد ملّك الرب على قلبه وحياته، واتّخذه مخلصًا شخصيًا لحياته. لا بد أن ينطبع عليه القول: أما أنت يا إنسان الله.

كيف لإنسان شرير أن يستخدم اسم يسوع، ذلك الاسم الطاهر القدوس؟ لو استخدم إنسان شرير اسم يسوع لن يحقق أية نتيجة إيجابية.

لا شك أنهم أرادوا لأنفسهم شهرة واسعة، وصيتًا، وربما لتحقيق مكاسب مادية كبيرة حتى يصيروا أغنياء في فترة وجيزة.

 

ثالثًا: آثارها

قال هؤلاء المعزّمين: باسم الرب يسوع الذي يكرز به بولس.

فأجاب الروح الشرير وقال: "أَمَّا يَسُوعُ فَأَنَا أَعْرِفُهُ، وَبُولُسُ أَنَا أَعْلَمُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَمَنْ أَنْتُمْ؟ فَوَثَبَ عَلَيْهِمُ الإِنْسَانُ الَّذِي كَانَ فِيهِ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ، وَغَلَبَهُمْ وَقَوِيَ عَلَيْهِمْ، حَتَّى هَرَبُوا مِنْ ذلِكَ الْبَيْتِ عُرَاةً وَمُجَرَّحِينَ".

يا لها من هزيمة مريعة!

ولكن لم تكن هذه النتيجة الوحيدة، بل كانت هناك نتيجة أخرى عجيبة ومدهشة.

تقول كلمة الله: "فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى جَمِيعِهِمْ، وَكَانَ اسْمُ الرَّبِّ يَسُوعَ يَتَعَظَّمُ. وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ، وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ السِّحْرَ يَجْمَعُونَ الْكُتُبَ وَيُحَرِّقُونَهَا أَمَامَ الْجَمِيعِ. وَحَسَبُوا أَثْمَانَهَا فَوَجَدُوهَا خَمْسِينَ أَلْفًا مِنَ الْفِضَّةِ. هكَذَا كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ تَنْمُو وَتَقْوَى بِشِدَّةٍ" (أعمال 17:19-20).

حقًا، من الآكل خرج أكلٌ ومن الجافي حلاوة.

المجموعة: حزيران June 2014