تشرين الأول October 2014

Oct 2014منذ أن خُلق الإنسان وهو يرغب أن يعيش في سلام كامل وشامل.
فقد صرح الناس مرارًا وتكرارًا على مرّ السنين والأجيال منادين: سلام، سلام!

في الوقت الذي لم يكن فيه سلام.
وحينما أطلّ القرن والعشرون استقبلوه بالترحاب ملقبين إياه بـ “عصر الإيمان”، إذ قال المتفائلون آنذاك، بعد أن كان السلام قد عمّ العالم: إنه لن تنشب حرب لأن أبناء هذا الجيل هم أكثر تأصّلاً وتعلقًا بمبادئ الإيمان.
ولكن هذا التفاؤل لم يعمّر طويلاً لأنه سرعان ما بدأت تفاعلات الحرب تعمل بين الشعوب، ولم تمضِ إلا بضع سنوات حتى انفجرت نيران الحرب العالمية الكبرى.
وبعدما توقفت في عام 1918 عاد الناس إلى التحدّث عن السلام قبيل تأسيس عصبة الأمم، وبعد فشلها تبعت ذلك المعاهدة الدولية لحظر الحرب بين الدول، تلك المعاهدة التي وقعتها معظم دول العالم.
ولكن خلال انتشار ذلك السراب المضلل في معظم أجواء العالم، خرقت الدولة الألمانية المعاهدة الدولية، وانتشرت الحرب العالمية الثانية، فبات ذلك الأمل بالسلام مفقودًا. وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها برزت من بقايا عصبة الأمم المنهارة منظمة هيئة الأمم المتحدة التي قال فيه القيّمون عليها بأنها تشَكّل الأمل الأخير العظيم لإحلال السلام في العالم.
لقد تبين أيضًا أن هذه المنظمة هي أشبه بالسراب، وحلقة أخرى من سلاسل الضلالة الكبرى التي انخدع بها العالم منذ فجر التاريخ وتألموا بسببها. فمنذ تأسيس هيئة الأمم قامت حروب في شرقنا العربي وفي كل أنحاء العالم. ولم تستطع هيئة الأمم المتحدة أو العالم بأسره أن يعطي سلامًا أو خطة مقبولة للسلام، فعالمنا ينتقل من مشكلة إلى مشكلة أصعب وأعقد من قبل.
أين السلام؟
نريد السلام، ولكن الجواب الواحد ليس في هيئة الأمم، أو في المنظمات العالمية، إنما هو موجود في رئيس السلام يسوع المسيح الذي كل من اتخذه مخلصًا ورئيسًا لحياته أصبح في سلام. هذا السلام الحقيقي الذي يعطيك لن ينزعه منك أحد، بل يعطيك حياة مطمئنة وهادئة بشخصه المبارك.
إنه متوافر إليك الآن، فإذا طلبته من كل قلبك بالإيمان حصلت عليه، وإن رفضته رفضت السلام الكامل والشامل لحياتك ومستقبلك. فننصحك بكل إخلاص أن تفتكر فيه وتعرف عنه، وتقبله مخلصًا لحياتك.


المجموعة: تشرين الأول October 2014