الأخ عازر إسكندروس"ناموس الرب كامل يرُّد النفس. شهادات الرب صادقة تُصيِّر الجاهل حكيمًا." (مزمور 7:19)

ماذا نتعلم من الكتاب؟

نتعلَّم من الكتاب المقدس أنه يوجد إله واحد حي أعلن ذاته لنا بالتمام في المسيح وعرفناه كالآب والابن والروح القدس في وحدانية اللاهوت؛ ولكن كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة مُعلَن في الكتاب متميز بذاته: يريد، ويعمل، ويرسِل، ويأتي، ويوزّع، وغير ذلك من أعمال الأقانيم الثلاثة في وحدانية جامعة.

نتعلم أن الله هو خالق كل الأشياء، ولكن بفعل الكلمة أي الابن، وروح الله.

نتعلَّم أن الكلمة الذي كان عند الله وكان هو الله، صار جسدًا وحلَّ بيننا. فإن الآب قد أرسل الابن مخلِّصًا إلى العالم، وأن الكلمة، باعتباره المسيح، وُلد من مريم العذراء بحلول الروح القدس عليها، إنسانًا حقيقيًا، بلا خطية، حلَّ فيه كل ملء اللاهوت جسديًا؛ وهو نسل داود الموعود به حسب الجسد؛ هو ابن الإنسان وابن الله، أقنوم مبارك، الله وإنسان، الإنسان يسوع المسيح، الممسوح، يهوه المخلِّص، وأنه مات من أجل خطايانا حسب الكتب «أُظهر مرة عند انقضاء الدهور ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه»، وأنه حمل خطايانا في جسده على الخشبة، متألمًا من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يُقرّبنا إلى الله؛ وأنه أُقيم من بين الأموات، مُقامًا من الله، ومن تلقاء نفسه، بمجد الآب، وصعد إلى الأعالي، وجلس عن يمين الله.

نتعلَّم أنه بعد صعود المسيح نزل الروح القدس ليسكن في شعبه أفرادًا وجماعة بحيث أنهم صاروا، من الناحيتين كأفراد وكجماعة، هيكلاً لله. ونحن مختومون وممسوحون بالروح الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى، وبه نصرخ «يا أبا الآب»، عالمين أننا أبناء.

نتعلَّم أن المسيح سيأتي أيضًا لكي يأخذنا إليه، فيُقيم الراقدين الذين له، ويُغيِّر المؤمنين الأحياء لتكون أجسادهم جميعًا على صورة جسد مجده، بحسب عمل استطاعته أن يُخضع لنفسه كل شيء؛ وأن أجساد قديسيه الذين يرقدون الآن سوف تُقام بمجد، وسوف ينطلقون ليكونوا معه.

نتعلَّم أن الله قد أقام يومًا هو فيه مُزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجلٍ قد عيَّنه مُقدّمًا إيمانًا للجميع إذ أقامه من الأموات، وأنه في النهاية سيجلس على العرش العظيم الأبيض ويدين الأموات صغارًا وكبارًا.

نتعلَّم من الكتاب المقدس أن الرب يسوع المسيح قد مات باذلاً نفسه فدية لأجل الجميع. وأنه صنع كفارة لخطايانا وليس لخطايانا فقط، بل لكل العالم؛ وأنه بذلك وجد لنا فداءً أبديًا. وأنه بتقديم نفسه مرة واحدة تطهَّرت كل خطايا الذين يؤمنون به، وأنه بالإيمان به، له المجد، قد تطهرت ضمائرهم، والله لا يعود يذكر خطاياهم ولا آثامهم فيما بعد؛ وإذ هم مدعوّون من الله ينالون وعد الميراث الأبدي إذ أنهم تكمَّلوا إلى الأبد، وبذلك صارت لنا ثقة بالدخول إلى الأقداس بدمه بالطريق الحديث الحي الذي كرسه لنا.

نتعلَّم أن الدخول في ملكوت الله يقتضي الولادة من الماء والروح، والولادة من فوق، لأننا بالطبيعة أموات في الخطايا، وبالطبيعة نحن أبناء الغضب، وأن أداة ولادتنا الجديدة هي كلمة الله، ومن ثم قد صرنا بالإيمان أولاد الله.

ونتعلَّم أن الله هكذا أحب العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي تكون لكل مَنْ يؤمن به حياة أبدية. ولأجل هذه الغاية، وبالنظر لأن الله هو إله بار وقدوس، فقد لزم أن يُرفع ابن الإنسان على الصليب، وهناك حَمل خطايانا في جسده على الخشبة. وجُعل خطية لأجلنا لكي نصير نحن بر الله فيه.

ونتعلَّم أن إله وأبا ربنا يسوع المسيح قد اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة، وأننا نحن الذين أخذنا الروح لسنا فقط نصرخ يا أبا الآب، بل نعلم أننا في المسيح وأن المسيح فينا؛ والمسيح لا يظهر أمام الله لأجلنا فقط، بل أننا فيه وهو جالس في يمين الله منتظرًا حتى توضع أعداؤه موطئًا لقدميه، وأننا في نظر الله أموات عن الخطية، وعلينا أن نحسب أنفسنا هكذا، لأننا قد خلعنا الإنسان العتيق ولبسنا الجديد، وصرنا أحياء لله بيسوع المسيح (إذ المسيح حياتنا الجديدة)، وأننا مصلوبون للعالم وأموات للناموس، وإذ نحن في المسيح فإن المسيح فينا، ونحن تحت التزام أن نُظهر حياة المسيح يسوع في جسدنا المائت، ونسلك كما سلك هو، إذ إن الله قد وضعنا في العالم كرسالة المسيح الذي تكفينا نعمته، والذي قوته في الضعف تُكمل.
"علمني يا رب طريق فرائضك، فأحفظها إلى النهاية. فهمني فأُلاحظ شريعتك، وأحفظها بكل قلبي." (مزمور 33:119-34)
أتعلَّم من الكتاب المقدس أن المؤمنين رجعوا إلى الله، لكي ينتظروا ابنه من السماء. وأنه قد صار لهم الوعد بأنهم لن يهلكوا، وبأن أحدًا لن يقدر أن يخطفهم من يد المسيح، بل سوف يثبتهم الله إلى النهاية لكي يكونوا بلا لوم في يوم ربنا يسوع المسيح، وأن لهم نصيبًا في هذه الامتيازات بالإيمان بالمسيح يسوع، الأمر الذي بسببه قد حُسب لهم البر؛ وأن المسيح الذي أطاع حتى الموت وعمل عملاً كاملاً فوق الصليب من أجلهم، هو الآن برهم وقد صار لهم من الله هكذا. وأن دمه الكريم يطهر من كل خطية، بحيث إننا مقبولون في المحبوب؛ وأننا مقدسون، أي مُفرزون لله الآب بذبيحة يسوع المسيح ربنا مرة واحدة إلى الأبد، وبواسطة عمل وقوة الروح القدس، بحيث أن جميع المؤمنين هم قديسوه وأننا في أوضاعنا العملية مُطالبون أن نتبع القداسة وننمو إلى قياس قامة ملء المسيح. ذاك الذي سوف نتغير على صورته في المجد تغيرًا كاملاً.
أتعلَّم أنه كما كانت نعمة الله ومحبته هما مصدر ومنشأ كل بركة، فإن الاعتماد المستمر على تلك النعمة هو العامل الذي يعيننا أن نتبع خطوات المسيح ونعيش لمجده، ذاك الذي ترك لنا مثالاً لكي نتبع خطواته.
أتعلَّم أن الرب ترك لنا فريضتين لهما صِلة بموته؛ المعمودية وعشاء الرب: الأولى تُمارس كشهادة على اختبار الإيمان، والأخرى تمارس دائمًا في كنيسة الله.
أتعلَّم أن كل واحد سوف يعطي حسابًا لله عن نفسه وينال ما صنع بالجسد خيرًا كان أم شرًا، وكما يرث الأبرار الحياة الأبدية، فإن الأشرار سيُعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب، إذ يُطرحون في بحيرة النار المُعدَّة لإبليس وملائكته؛ وأن كل مَنْ لا يوجد مكتوبًا في سفر الحياة يُطرح في بحيرة النار.
أتعلَّم أن كتب العهد القديم والجديد موحى بها من الله ويجب قبولها بوصفها كلمة الله المطبوعة بسلطانه الإلهي، وأن شهادة الرب تصيِّر الجاهل حكيمًا، وأن كلمة الله تميز أفكار القلب ونياته.

المجموعة: حزيران (يونيو) 2015