إن قيامة ربنا يسوع المسيح من بين الأموات هي حجر الزاوية في الديانة المسيحية. فلو لـم يكن المسيح قد قام، فإن إيماننا يكون بلا أسا س، ويكون الذين ماتوا في المسيح قد هلكوا. ولأن القيامة مهمة جدًا، فقد رأينا في الكتاب المقدّ س إثباتات كثيرة تؤكدها، وذلك بظهور المسيح عدة مرات لأتباعه ومحبيه:

فمرة ظهر لشخص واحد، كما حدث مع مريم المجدلية.
ومرة أخرى تحدّث إلى اثنين من تابعيه وهما في الطريق إلى عموا س.
وقد ظهر لجماعة من التلاميذ عند بحيرة طبرية.
ومرة ظهر للأحد عشر تلميذًا، بينما كانت الأبواب مغلّقة لسبب الخوف من اليهود.
ومرة أخرى ظهر لأكثر من خمسمائة أخ... جميع هؤلاء أضحوا شهودًا أحياء لحقيقة قيامة المسيح.
إن المسيح لم يظهر كما لو كان طيفًا أو خيالًا، لكنه تراءى لهم بجسده. فمرة نراه يأكل ويشرب معهم. لقد لمسوه، وسمعوا صوته، وتأكدوا أنه يسوع نفسه الذي صُلب ومات. إنه لم يؤكد قيامته فقط بكلمات سمعتها آذانهم، أو برؤى رأتها عيونهم فحسب، لكنه أثبت لهم بقيامته أنه هو نفسه، وذلك عندما دعاهم أن يجسّوه ويتحقّقوا بأنفسهم من ظهوره. والواقع أنه لا توجد حادثة تاريخية لها أسس ثابتة أفضل مما لقيامة ربنا يسوع من بين الأموات. فهذه الحقيقة تسمو فوق كل جدل أو تساؤل.
إننا نذكر القيامة باستمرار. والواقع أنه لا توجد وصية في الكتاب تدعونا للاحتفال بعيد القيامة مرة في كل سنة، كما كان الشعب القديم يحتفل بأعياده، ذلك لأن كل أحد من آحاد السنة نتذكّر فيه قيامة الرب يسوع. ففي كل أحد نستطيع أن نحتفل بقيامته، أما تحديد يوم في السنة للاحتفال بالقيامة هو تنظيم بشري لا يستند إلى أي أمر كتابي. فنحن الآن نتعبّد ونقيم اجتماعات روحية لله في اليوم الأول من كل أسبوع لا في اليوم السابع منه، ذلك لأن إتمام الفداء هو أعظم حتى من الخليقة نفسها، ولأن الراحة التي تبعت الخليقة الأولى لا تُقارن بالراحة بعد إتمام الفداء.
لقد قام المسيح ليقيمنا معه. فإن كنا قد قمنا معه، لنطلب ما فوق، أي الأمور الروحية لكي نحيا لمن قام ليحيينا، ونعيش كل يوم في جدة الحياة، نعبد إلهنا المبارك بالروح والحق.

المجموعة: نيسان (إبريل) 2016