كثيرًا ما نبدو ضعفاء أمام أتفه التجارب، ونشعر بحالة من العزلة الروحية

وكأن الله تركنا بلا حماية. أساس هذا الشعور هو افتقارنا لقوة الله... القوة التي بمقتضاها سار الرسول بولس، فكانت حياته انتصارات دائمة، واستعدادًا لتحمّل أي ضيق، لذلك قال: "فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلاَ بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ" (2تيموثاوس 8:1).

الإنسان الذي يقف أمام التجارب ويتصدّى لها بقوته المحدودة، هو كجندي يحارب بلا سلاح، وكشخص يحاول إطفاء النار بالكبريت.

 

عزيزي القارئ، ما الأسباب التي تجعلنا نفتقر لقوة الله؟

إننا نفتقر لقوة الله بسبب الركب المرتعشة والأيادي المسترخية. لم تعد لنا الركب الساجدة والأيادي المشدّدة التي تشعر باحتياجها للرب. لقد دخل العالم إلى قلوبنا ولمع أمام أعيننا بما فيه من إمكانيات، فحدّ من إمكانيات الله التي وضعها فينا، مما أحدث رعشًا في ركبنا وأبعد حياتنا عن أوقات الصلاة.

كم نحتاج أن نصلي الصلاة التي تدعم الإنسان تدعيمًا كليًا بقوة الله، التي بمقتضاها نستطيع لا أن نواجه العالم فقط بل نتغلب على كل الضيقات والمشقات والآلام.

نعم... يريد الله أن يمتعنا بتلك القوة، ويريد أن يلمع الصليب أمام عيوننا لندرك ينبوع القوة الذي فاض وتدفق منه.

الله يدعوك أن تختبر قوته، فتمتلئ وتتمتع بها، وتقول تلك الكلمات التي قالها داود النبي وهو يشهد عن قوة الله: "أحبك يا رب يا قوتي".

أيها القارئ العزيز... إن كل ما تحتاجه فعلاً هو أن تصرخ تلك الصرخات التي تفوّه بها نحميا حين جلس، وبكى، وناح أيامًا، وصام، وصلى أمام إله السماء. هذا كل ما نحتاجه في حياتنا اليومية. فإن كان هذا شعار حياتنا فالرب قادر أن يجعل من نقاط الضعف التي فينا ينبوع قوة في حياتنا، وهو على استعداد أن ينسى ضعفاتنا ويدعمنا بقوته التي بها نستطيع صد العالم بما فيه من إغراءات.

وأخيرًا، أضع أمامك هذا الوعد المذكور في إشعياء 18:57 الذي كثيرًا ما أشبع احتياجي وطيّب خاطري، وروى ظمئي:

"رَأَيْتُ طُرُقَهُ وَسَأَشْفِيهِ وَأَقُودُهُ، وَأَرُدُّ تَعْزِيَاتٍ لَهُ وَلِنَائِحِيهِ".

وهذا الوعد هو لك أيضًا.