كان هذا هو السؤال الذي وجهه فرعون ليعقوب الشيخ لما مَثُل أمامه. وفي مطلع هذا العام الجديد يوجَّه هذا السؤال للقارئ العزيز: كي هي أيام سني حياتك؟ (تكوين 8:47) هل تقيس حياتك بما أحرزت من تقدّم في تجارتك، أو صحة في جسمك، أو رغد في عيشك؟ هنالك أمر أهم من كل هذا: "كم هي أيام سني حياتك الروحية، وصِلتك بالمخلص الوحيد الرب يسوع المسيح؟"

مرة ثانية نسألك: ما هو مدى تقدّمك في حياة الصلاة، ودراسة الكتاب المقدس، والشهادة للمسيح، والنصرة على التجارب؟
وعندما يفكّر المرء فيما يخبئه الغد، يقف حائرًا بحسب النظر الطبيعي، ولكن عندما نرجع إلى ما ورد في أيوب 10:23 ونتأمل في الكلمة الواردة هناك "لأنه يعرف طريقي"، يمتلئ القلب عزاء ويقينًا. لأنه لنا في شخص الفادي ضمان التعزية القوية التي تتغلب على عواصف الحياة وتقلّباتها. وكثيرًا ما نصرخ في أوقات عديدة: لماذا يسمح الله لنا أن نجتاز في ظروف صعبة؟ لكن الإيمان يجيب عن ذلك: "هو يعرف."
تعوّد أحدهم أن يحتفظ بيومية يسجل فيها معاملات الله معه. فكان يكتب في جانب منها ما يحسّ بأنه فضل أو خير من الله، ويكتب في الجانب الآخر أعماله هو من عطف وسخاء وإغاثة للآخرين. فمثلاً، إذا ألمّ به مرض ثم شُفي منه يسجّل ذلك في خانة ما عليه من ديون، وكذلك كل ما يناله من خير وإحسان. وبعد أسابيع قليلة من مسك هذا الدفتر كفّ عن ذلك وقال لنفسه: "لا فائدة من كل ما سجّلته، لأنه فرضًا أني لا أكتب إلا البركات الظاهرة والإحسانات الواضحة، فإني لا أستطيع أن أحصرها كلها. إذ لا يمكن موازنة الحساب، لأني أجد نفسي مديونًا، ومهما عملت من خير وإحسان فخيرات الرب وحسناته طمت عليّ." وهذا هو لسان حال كل واحد من أولاد الله، إذ لا يمكننا إحصاء بركاته علينا في يوم واحد، فكم بالحري في سنة أو في عدة سنين! ويجب أن نضمّ صوتنا مع كاتب المزمور: "باركي يا نفسي الرب، وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفسي الرب، ولا تنسَي كل حسناته. الذي يغفر جميع ذنوبك. الذي يشفي كل أمراضك. الذي يفدي من الحفرة حياتك. الذي يكللك بالرحمة والرأفة. الذي يشبع بالخير عمرك، فيتجدد مثل النسر شبابك." (مزمور 1:103-5)
وإذا ما تأكدنا من صحبته لنا ومرافقته كل أيام حياتنا ينطبق علينا الأمر الوارد في 1صموئيل 24:12 "اتقوا الرب واعبدوه بالأمانة من كل قلوبكم، بل انظروا فعله الذي عظّمه معكم." فهيا بنا نراجع حسنات الرب علينا، التي هي جديدة في كل صباح.

المجموعة: شباط (فبراير) 2017