الناس متفقون على أن الشجاعة فضيلة والجبن عار، ولكن، لشدِّ ما تجهل الأغلبية منهم معنى الشجاعة الصحيحة!

الشجاعة في عُرف البعض هي أن يقوم الإنسان بعمل يعجز الكثيرون عن القيام به.
ويعتقد البعض الآخر بأن المخاطرة بالنفس للحصول على شهرة عالمية هي ضرب من الشجاعة الحقيقية؛ ومنهم من يعرِّف الشجاعة كعمل شاذ هدفه الشهرة – تلك الشهرة المستترة تحت ثوب الأنانية – ذلك المجد الباطل الذي يفنى بفناء الإنسان. بئست الشجاعة التي تقود إلى القبر والموت الأبدي!
صديقي، إن أمجاد العالم بأسرها نهايتها اللّحد المظلم، فتعال معي نبحث عن العظمة الحقيقية. تعال نفتش عن الشجاعة التي قد يراها العالم جبنًا إلا أنها الدافع الأكبر لتسلّق سلّم المجد الخالد.
خُلق الإنسان كاملاً إلا أنه وقع في الخطيئة، ومنذ ذلك الزمن أخذ ينحدر في مهاوي الرذيلة والعادات البطالة. وها هو في أسفل درجات الهوان – في مستنقع الشر – يتخبّط في خطاياه، إذ تجذبه حباله من كل الجهات. فقد أمست خطاياه الكثيرة وعاداته الشريرة أمورًا مألوفة لديه فأعمت عينيه حتى لا يبصر ذلك السلم المؤدي إلى الخلاص. فمهما يقوم بأعمال عجيبة ويبرهن عن شجاعة بالغة، فهو إن لم يحاول تسلّق سلم الخلاص فإنه هالك لا محالة.
والناس في هذا المستنقع المنتن هم على ثلاثة أنواع:
النوع الأول، هم الذين اهتدوا به إلى سلم الخلاص والآن يتسلقون درجاته للحياة الأبدية.
النوع الثاني، هم الذين لا يعرفون شيئًا بعد عن سلم الخلاص.
والنوع الثالث، هم الذين يعلمون عنه الكثير ولكن ليست لديهم الشجاعة الكافية لتسلّقه. إلى هذا النوع الأخير أوجّه ندائي وأقول: لا تأبه بانتقادات الناس ما دامت دعوة الخلاص قد وُجّهت إليك. كن شجاعًا واتّجه في عكس اتّجاه الأكثريّة... اتّجه إلى سلّم الخلاص فتحيا! الشجاعة الحقيقية هي الشجاعة البسيطة التي لا يطبّل لها العالم ويزمّر... هي الشجاعة في مجابهة التيار المضادّ لله بالمحبة واللطف والوداعة... هي الشجاعة الصحيحة في نبذ العادات القبيحة. الشجاعة في عرفي هي التخلّي عن العالم وأفراحه الوقتية والتمسّك بما هو أفضل وأشرف وأبقى.
عزيزي القارئ، إن سلم الخلاص في عالم هالك لن يبقى إلى الأبد. سيأتي يوم حين يبحث الناس عن هذا السلم لينجوا فلا يجدونه. أناشدك أن تكون شجاعًا وتصمّم الآن على تغيير مجرى حياتك وتتّجه نحو سلّم الخلاص المتجسّد بيسوع الذي ينقذك ويريح حياتك. اتّكل عليه واطلب منه المعونة. اسمعه يقول: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيليّ الأحمال وأنا أريحكم." هل تعترف بخطاياك وتأتي إليه ليريحك؟

المجموعة: حزيران (يونيو) 2019