الشيخ صموئيل فوزيوُلدت في بيت مسيحي، من أب أرثوذكسي وأم بروتستانتية، لذا تربّيت في أحضان الكنيستين، أنا وأخواتي البنات الأربع، وبعد 14 سنة عشتها في أحضان الكنيسة

أصلي وأصوم، انتقلنا من حي العباسية بالقاهرة إلى حي شبرا، وبعد أيام قام عادل جريس بزيارتنا باعتباره ابن الخالة الكبير ودعاني لحضور الكنيسة الإنجيلية بـ شبرا - النزهة. كنت أواظب على حضور اجتماعات الكنيسة، وبعد سنوات اكتشفت أنني غير مؤمن بالمسيح.
"ما معنى هذا؟"
اكتشفت فيما بعد الفرق بين المسيحية الإسمية والإيمان الحقيقي بالمسيح.
كيف حدث هذا؟
في أغسطس 1967 اتفقنا كشباب على إقامة معسكر عمل لمدة 3 أيام، بغرض القيام بحملة نظافة لمبنى الكنيسة وملحقاته، ولكوننا داخل الكنيسة وضعنا في البرنامج نصف ساعة فقط كل يوم للصلاة والترنيم والتأمل الروحي، قبل تناول الغذاء، ودَعونا واحدًا من الخدام (الوعاظ) لتقديم تأمل لمدة 10 دقائق في أيام المعسكر.
لا أتذكّر ما حدث في اليوم الأول، غير مزيد من الإنجازات في برنامج المعسكر، ومزيد من التشجيع والفرح للأعمال التي تمّت، ولمتعة جوّ الشركة بيننا كشباب، ولاهتمام شعب الكنيسة بنا وتقديم وجبات غذائية لم نكن نتوقعها، كانت تعبيرًا عن فرح شعب الكنيسة، وتقديرهم لما نقوم به من خدمة النظافة لمبنى الكنيسة.

مفاجأة
في اليوم الثاني للمعسكر، وبعد انتهاء فترة العمل الصباحية التي تبدأ من التاسعة صباحًا وحتى الثانية بعد الظهر، اجتمعنا معًا نحو 20 شابًا، للعبادة لمدة نصف الساعة، وبعد الترنيم والصلاة وقف الواعظ الأخ "بطرس يوسف" من جمعية خلاص النفوس، وقرأ على مسامعنا آيات من الإنجيل بحسب البشير يوحنا، الأصحاح الأول (من عدد 1 إلى عدد 13)، ثم ركّز كلامه على عددي 12 و13 "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه. الذين وُلدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله."
لا أذكر كل ما قاله الخادم، لكني أذكر بعض الكلمات: "الإيمان بالمسيح مش وراثة." "أنت ممكن تكون مسيحي منذ 20 سنة، لكن غير مؤمن حقيقي بالمسيح." لقد نزلتْ هذه العبارة عليّ نزول الصاعقة، وأنا في ذلك الوقت كنت في العشرين من عمري، وغير مؤمن، بدا لي وكأنه يتكلم إليّ شخصيًا. قال: "إن هناك ثلاثة طرق خاطئة للولادة الروحية منتشرة حول العالم هي:
أناس مولودون من دم (أي من نسل معين) أو بلد مسيحي معين نعتبرهم مسيحيين، وهذا خطأ كبير.
وأناس مولودون من مشيئة جسد، أي من رجل مسيحي مؤمن وأم مسيحية مؤمنة تزوجوا وأنجبوا أولادًا، لكن أولادهم ليسوا مسيحيين! لأن الإيمان المسيحي الصحيح لا يورّث بالولادة الجسدية.
وأناس تعلّموا المسيحية كدراسة دون إيمان، هذا لا يجعلهم مسيحيين حقيقيين!
هذه أخطاء منتشرة في كل العالم: الدم – الجسد - الرجل، وهذه كلها ليست مصدرًا صحيحًا للولادة الروحية. انزعجت جدًا ولا سيما أن الخادم كان يتكلم بهدوء ويقدم حقائق كتابية، تكشّفت بوضوح لذهني لأول مرة، ثم استطرد قائلاً: "الولادة الروحية لها مصدر واحد هو الله، ومكان واحد، من فوق من السماء." "العلاقة مع الله تبدأ بقبولك المسيح، مخلصًا شخصيًا لحياتك، إذا رغبت أن تولد ولادة روحية صحيحة، فمصدر ومنبع هذه الولادة هو الله." وهي آخر كلمات في عدد 13، الولادة من الله.
"هل ترغب أن تولد من الله؟" سؤال وجّهه الخادم لكل الشباب الحاضرين، لكنني شعرت أنه موجّه لي بصفة شخصية، فقلت: "نعم أنا أرغب". قلتها في سرّي بيني وبين نفسي، وقال الواعظ: "هل تريد أن تعرف طريقة الولادة من الله؟ هي سهلة جدًا، اسمع ماذا تقول الآية 12 "وأما كل الذين قبلوه." هذا هو مفتاح الولادة. القبول، "قبول أي شخص للمسيح في قلبه بالإيمان."
قلت في نفسي: "ما أنا قبلته من زمان!" قال بصوت عال: "هل أعلنت قبولك لفداء المسيح أمام الله؟" قلت في نفسي: "لا!" قال: "هل طلبت منه أن يدخل إلى حياتك؟" قلت في نفسي: "كيف يدخل المسيح في حياتي؟!" قال بصوت عالٍ: "اسمع ما يقوله المسيح لك اليوم:
"هأنذا واقف على الباب وأقرع." (الخطوة الأولى يقوم بها المسيح.)
"إن سمع أحد صوتي وفتح الباب." (الخطوة الثانية مسؤولية الإنسان؟)
"أدخل إليه وأتعشّى معه وهو معي." (الخطوة الثالثة وعد المسيح)
هو واقف على باب قلبك الآن، وهو مستعد أن يدخل إلى حياتك بروحه القدوس، عليك أن تتّخذ القرار، وتدعوَ المسيح أن يدخل إلى قلبك، هذا قرارك الشخصي، والوعد هو: "ليحلّ المسيح بالإيمان في قلوبكم." (أفسس 17:3)
دعونا نصلي. اطلب من المسيح أن يدخل إلى حياتك الآن. اقبل فداء المسيح وموته على الصليب من أجلك. ادعه الآن أن يغيّرك، فتصبح ابنًا لله، وتُغفر كل خطاياك."
بهدوء وبكلمات قليلة قلت لله: "أنا إنسان خاطئ، أحتاج أن أتوب عن كل خطيئة، وأُعلن عن قبولي لفداء المسيح. يا رب، أنا أفتح قلبي لك. ادخل إلى حياتي من فضلك، واغفر كل خطاياي الكثيرة، وأنت تعرفها كلها."
في ذلك اليوم تغيرت حياتي وأصبحت خليقة جديدة وإنسانًا روحيًا في المسيح، ليس أنا فقط، بل كثيرين من شباب المعسكر، مثل ماهر وصبري وغيرهم، سلّموا حياتهم للمسيح واختبروا معجزة التغيير "معجزة الولادة الجديدة من الله".
عزيزي القارئ، هل اختبرت أنت مثل هذا التغيير وأصبحت ابنًا حقيقيًا لله؟
قبل أن تستكمل القراءة، ارفع دعاء إلى الله واطلب منه أن يدخل المسيح قلبك بالروح، ويغيّرك تغييرًا جذريًا، وتصبح خليقة جديدة في المسيح.

المجموعة: حزيران (يونيو) 2019