كنت أعيش بلا هدف في حياتي. وكنت إنسانًا شريرًا سائرًا في طريق الخطية لسنين متوالية في غمرة من المآسي والمشاكل الصعبة.

وكنت كالتائه في صحراء قاحلة أعيش في حزن عميق وألم دفين في قلبي دون أن أعرف السبب. وأخيرًا توصلت لمعرفة سبب حزني وآلامي، وذلك بواسطة إذاعة كلمة الله عن المخلص. حدث هذا في منزلي، عندما مددت يدي إلى الراديو لأدير مفتاحه على موجة قصيرة. وبعد برهة سمعت صدفة برنامجًا لم أسمعه من قبل. فأثّر في نفسي الخبيثة تأثيرًا بالغًا. وهذا البرنامج هو برنامج ديني مسيحي صرف. وسمعت وعدًا بإهداء الكتاب المقدس مجانًا، وطلبته فوصلني وقرأته بشغف عظيم. فأحسست بأنني بدأت أتذوّق النعمة، بعدما قرأت أصحاحات من الإنجيل الشريف. وعرفت من هو المخلص وهو يسوع المسيح، إنه مخلص العالم.
وتابعت دراسة الكتاب وآمنت بسيدنا المسيح مخلصًا شخصيًا من براثن الخطية المؤلمة. وعرفت أن سبب حزني وشقائي كان عدم معرفتي للكتاب المقدس. والحمد لله الذي خلصني بواسطة ابنه الوحيد، الذي صُلب من أجل خطاياي، الرب يسوع مخلص البشرية ونور العالم. وحين آمنت بالسيد، له المجد، بدأت أمشي في طريق النور، تاركًا الظلمة. والآن أعلن بأنني أحيا حياة جديدة، حياة النور والسعادة الأبدية. والروح القدس قادني إلى طريق الحق والحياة، وسكب محبة الله في قلبي.
إن الله محبة، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه. لأن الشرط الأول لدخول المحبة إلى حياتنا، هو الاعتراف بعدم قدرتنا والانكسار أمام الله، لأننا خطاة ونستوجب دينونة الله. لكن القدوس رؤوف ورحيم، الذي خلصنا بدم ابنه الوحيد، وأعطانا الحياة الأبدية.
لقد آمنت به، ونقلني من الموت إلى الحياة، ورفع عني الدينونة. ويسوع المخلص، هو المحيي وينبوع الحياة الأبدية. لأنه مات من أجلي، ليطهرني من كل إثم وخطية. وإنني أكرم المسيح، وأعظمه بالسجود له بالروح والحق. فهو الذي حمل خطاياي، وغفر لي. ولم يكن في وسع الله أن يغفر لمن يشاء، لأن قداسته وعدله يقضيان بموت الخطاة جزاء خطاياهم. ولكن في حبه العجيب، صنع تدبيرًا عجيبًا، وقدّم ابنه ليُصلب ويموت ويدفن في القبر، ويقوم في اليوم الثالث ليكفر عن خطايانا. وبفضل الدرس والمطالعة الدائمة والصلوات وإرشاد الروح القدس آمنت بالسيد المخلص، واختبرت أن الحياة بدون المسيح، موت لا حياة. إن يسوع المسيح قد ذاق الموت على الصليب لكي نستطيع أن نتذوّق الحياة.
المسيح وسيط النعمة، ووسيط الصلح بين السماء والأرض. وقد صالحني مع الله بموته، كفارة عن خطاياي. ثم صهرني في بوتقة محبته وجعل من إنساني الشقي خليقة جديدة وفقًا لقول الرسول: "إذًا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدًا."
- شاب من المغرب

 

 

المجموعة: تموز (يوليو) 2019