من أنا؟ هل سألت نفسك في يوم من الأيام هذا السؤال؟ قد يبدو لك هذا السؤال سؤالًا ساذجًا أو سخيفًا أو حتى متّسمًا بالغباء!

ولكن، مهما اعتبرت هذا الكلام من مجنون أو عاقل، حاول أن تسأل نفسك هذا السؤال وحاول أن تجد الجواب له بصدق وأمانة!
فالإجابة عن هذا السؤال له أهمية كبيرة بالنسبة لك. فبالنسبة لحياتك، هو يحدّد نوعية سلوكك. وبالنسبة لإيمانك هو يحدّد طبيعة معتقداتك، وبالنسبة لقراراتك تتوقف عليه اتجاهاتك وأهدافك.
هل أنا هيكل عظمى يكسوه اللحم والجلد سواء كان أسودَ أو أبيض أو أصفرَ؟
هل أنا حيوان ناطق كما يسمّيه علماء الاجتماع؟ أو هل أنا قرد وعلى مرور الزمن حدثت فيه عملية تطوير بحسب نظرية دارون؟
هل أنا نفس وجسد وروح أو نفس وجسد فقط كما يظن البعض؟ أو أنا نفس وجسد وروح معًا؟
هل أنا مسيّر، مغلوب على أمري من قوى أعظم منى، خاضع للقضاء والقدر على حدّ تعبير وإيمان البعض، أم أنني مخيّر، لي إرادة حرّة، ولي حق القرار والاختيار؟ أم أنني كلاهما معًا، مسيَّر في بعض الأمور ومخيَّر في بعض الأمور الأخرى؟
ونحن في هذه الصفحة نحاول أن نجيب عن هذه الأسئلة وغيرها من وجهة نظر الله وكما وردت في الكتاب المقدس، الوحي الإلهي، الذي كتبه رجال الله القديسون مسوقين من الروح القدس، فماذا يجيب الله عن هذا السؤال؟

أولًا: الإنسان تاج الخليقة
1- أنا إنسان مخلوق على صورة الله كشبهه كما جاء في سفر التكوين. "وقال الله: [نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا...] فخلق الله الإنسان على صورته." (26:1-27)
أنا إنسان مميز عن جميع خليقة الله، لأنني على صورة الله. والمقصود هنا أن الله خلقه على صورته في البرّ وقداسة الحق (أفسس 23:4).
2 – أنا إنسان مميز عن جميع المخلوقات بالعقل المفكر، والإرادة الحرة، والسلطة على جميع المخلوقات. "وقال الله: نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم، وعلى كل الأرض، وعلى جميع الدبابات التي تدبّ على الأرض." (التكوين 26:1) فالإنسان هو تاج الخليقة.
3- أنا إنسان باركه الرب دون الخليقة كلها (تكوين 28:1) "وباركهم الله." أي بارك الإنسان ذكرًا وأنثى.
4- أنا المخلوق الوحيد الذي نفخ الله في أنفه نسمة حياة فصار نفسًا حية، جسدًا ونفسًا وروحًا (تكوين 7:2).
5- أنا محبوب جدًا من الله بدليل أنه لما أخطأ آدم - الإنسان الأول - دبّر الله له الفداء والخلاص بدم يسوع المسيح. يقول الكتاب المقدس عن علاقة الله بالإنسان "لذَّاتي مع بنى آدم." (أمثال 31:8) والآية الشهيرة في إنجيل يوحنا 16:3 "لأنه هكذا أحب الله العالم (الناس) حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن، به بل تكون له الحياة الأبدية." ويقول في رومية 8:5 "الله بيَّن محبّته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا."
6- أنا المخلوق الوحيد الذي أقام الله معه علاقة شخصية، والذي تحدث معه في الجنة، وأعطاه أول وصية، فهو مخير أن يطيع أو يرفض (تكوين 16:2-17).
7 – أنا خاطئ مولود بالطبيعة الفاسدة "هأنذا بالإثم صُوِّرت، وبالخطية حبلت بي أمي." (مزمور 5:51) أحتاج إلى خلاص المسيح!
8– أنا الوحيد في الخليقة الذي وعده الرب بالحياة الأبدية إن أطعته وتبت وقبلت المسيح مخلصًا لي (تكوين 22:3-23).

ثانيًا: أنا في المسيح يسوع
بدون شك، إن كنت مؤمنًا فإنك تعرف من أنت وما هي قيمتك في المسيح يسوع، ومن الأفضل أن نصيغ سؤالنا على النحو التالي:

من أنا في المسيح يسوع؟
وهنا أذكر بعض الأمور:
1- أنا متأكد من غفران خطاياي بدم المسيح (أعمال 43:10) "كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا." "اكتب إليكم أيها الأولاد، لأنه قد غُفرت لكم الخطايا من أجل اسمه." (1يوحنا 12:2)
2- أنا متيقّن أنني قد تبررت بالنعمة بدم المسيح، "متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدّمه الله كفارة بالإيمان بدمه، لإظهار برِّه، من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله." (رومية 24:3-25)
3- أنا ابن الله بالتبنّي: "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه." (يوحنا 12:1)
4- أنا إنسان جديد، خليقة جديدة: "إذًا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة: الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديدًا." (2كورنثوس 17:5)
5- أنا لي سلام مع الله لأنني قد تبررت بدم المسيح بالإيمان: "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح." (رومية 1:5)
6- أنا عزيز ومكرّم في عينيّ الرب: "إذ صرت عزيزًا في عينيَّ مكرَّمًا، وأنا قد أحببتك." (إشعياء 4:43)
7 – أنا متأكد أن لي حياة أبدية واسمي مكتوب في سفر الحياة لأنني آمنت بالمسيح وقد صار ربي وإلهى ومخلصي وملكي لأنه قال: "من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة." (يوحنا 24:5)
عزيزي القارئ الكريم، هل عرفت من أنت؟ هل حقًا قبلت المسيح مخلصًا لك بالإيمان؟ ولكن إن كنت لم تقبله بعد فالرب يدعوك الآن وهو مستعد أن يغفر لك جميع خطاياك ويطهرك من كل إثم حسب وعده "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم." (يوحنا الأولى 9:1) فقل له من كل قلبك: "ارحمني اللهمّ، أنا الخاطئ."
وإن كنت مؤمنًا، فاسجد له شاكرًا وطوبى لك. آمين!

المجموعة: كانون الثاني (يناير) 2020