“أذكر خالقك في أيام شبابك” (جامعة 10:12)
أودّ أن أخبركم عن أعظم حدث حصل في حياتي

 عندما كنت في ريعان الشباب، وسمعت للمرة الأولى رسالة الخلاص من قريب لي. لم يعجبني الكلام واعتبرته مخالفًا للمبادئ الدينية التي تربيت عليها. لكن التغيير في حياة خالي أقنعني بأن هذه هي المسيحية الحقيقيّة. سلّمت بالأمر عقليًّا وقلت له أنا لا أستطيع أن أحيا هذه الحياة، لأنّي أحب أمورًا وعادات في حياتي لا أريد ولا أقدر أن أتخلّى عنها.
مضى وقت قصير عندما تعرّضت لمشكلة كبيرة في المدرسة فصمّمت على أثرها أن أضع حدًّا لحياتي. فشاركت الأمر مع خالي الذي بادرني بالسؤال: وأين ستذهب بعد الموت؟ فشعرت برهبة وخوف شديدين ملآ كياني، ثم قلت له: لقد رجعت عن فكرة الانتحار.
وبعد بضعة أيام من هذا الحديث قدَّم لي كتيّب بعنوان “حقائق لا تُدحَر”، فقرأته باهتمام. وكان تأثيره عليّ كبيرًا إذ كشف حالتي تمامًا على ضوء حقائق كلمة الله، وأدركت بأنني خاطئ وهالك إن لم أقبل خلاص الرب يسوع المسيح الذي تمّمه على الصليب. تجاوبت داخليًّا مع حقائق الكتاب ونمت تلك الليلة - على غير عادة - نومًا هادئًا ومريحًا جدًّا. في الصباح التالي، عندما ألقيت التحيّة على أهل البيت سألتني جدّتي: هل أصبحت مؤمنًا حقيقيًّا؟ لأن لهجتك متغيّرة ووجهك منشرحًا، كان جوابي السريع وبفرح: نعم بنعمة الرب يسوع.
تركت البيت وتوجّهت إلى المدرسة، وأذكر تمامًا بأنني كنت أرى كلّ شيء متغيِّرًا: الناس، والأشجار، والشمس، والفضاء، لا بل كنت أشعر وكأني أطير من شدّة الفرح. سألت خالي: لماذا أرى كلّ شيء متغيِّرًا؟ كان جوابه: التغيير حصل لك وليس في الناس أو الطبيعة.
شعرت ذلك اليوم بأن قوة إلهيّة ملأتني وأحسست بمحبّة كبيرة غمرت قلبي لكي أحبّ أي شخص مهما كانت إساءته نحوي. وبسهولة صمّمت على ترك كلّ عادة، ومسلك، وعلاقة لا ترضي الربّ، وكذلك شعرت بأن الربّ نزع من قلبي القساوة والشراسة التي كنت استخدم بها قوّتي الجسديّة. وفي نهاية ذلك اليوم ركعت وصلّيت بدموع التوبة، والفرح، والتكريس، والتصميم لكي أعيش باقي حياتي كما يريد الربّ. وأذكر العهد الذي قطعته أمام الربّ: “يا ربّ، إنني أفضّل الموت من أن أعود إلى حياتي الماضية”. نعم، لقد غيّر الربّ يسوع حياتي - له المجد - لا بل قلبها رأسًا على عقب وأصبح ذلك معلومًا لدى معظم سكان بلدتنا. حاول الشيطان أن يستخدم أسلوب الاضطهاد والاستهزاء الذي تعرّضت له من الرفقاء، لكنّ الربّ وقف معي وقوّاني، وتمجّد في صمودي لكي يكمِّل مشيئته في حياتي.
لقد أطعت بفرح وسرور نصيحة الكتاب: “اذكُرْ خالقك في أيّام شبابك” ولم أندم، وأنا أعتبره امتيازًا عظيمًا جدًا لا أستحقّه أن يسمح لي الرب بأن أكون عبدًا له، وخادمًا، بل ابنًا، وأن أخبر عن فدائه وخلاصه العظيم. له المجد إلى الأبد آمين.

_____________________________________________________________________________________________

الخلاص:

إن نعمة الله – أي إحسانه الفائق، هي النبع الذي منه يفيض الخلاص، والربّ يسوع المسيح وعمله الكامل هما المجرى الوحيد الذي منه وحده (دون سواه) تصل هذه البركة إلى الخاطئ الهالك الأثيم. لا الديانة بفرائضها، ولا الإنسان بأعماله مهما كان نوعها وكمّيتها تستطيع أن تهب الخلاص، ولكن بموت المسيح لأجل خطايانا وقيامته. فقد مات لأجل خطايانا، ودُفن وقام في اليوم الثالث. هذا هو الإنجيل الذي كرز به بولس وبه قد خلص الكورنثيّون، ويقرّر هذا الرسول المغبوط بكل وضوح هذا التصريح الخطير “إن كان أحد يبشّركم بغير ما قبلتم (أي بإنجيل آخر) فليكن أناثيما (أي ملعونًا). إنها كلمة مروّعة ليوم كهذا اليوم الذي نعيش فيه.
والحجة التي نستند عليها في نوال الخلاص هي شهادة الروح القدس المعلنة في أقوال الله “حسب الكتب” (1كورنثوس 4:15-5) هذا هو الحقّ الإلهي الراسخ والمعزّي فليس الأمر متعلّقًا بالمشاعر والاختبارات أو المظاهر من أي نوع كانت، ولكنه مرتبط بالإيمان القلبي بشهادة الله المعلنة في كلمته بواسطة عمل الروح القدس في النفس.

 

 

المجموعة: تموز (يوليو) 2025