المجلة

بلغ الشقاء في العالم ذروته، خاصة في هذه الأيام التي يتزايد فيها زخمه يومًا بعد يوم، وسنة بعد أخرى. دلّت الإحصاءات إلى أنه وصلت حدّة الشقاء إلى رقم قياسي لم يسبق له مثيل. هذا بالرغم من البحبوحة العلمية، والثقافية، وانتشار وسائل الترفيه. أعتقد أن السبب الرئيسي لذلك هو أن الإنسان يحاول أن يشبع قلبه بأمور كثيرة ليستعيض بها عن حاجته الماسة. بلغ الشقاء في العالم ذروته، خاصة في هذه الأيام التي يتزايد فيها زخمه يومًا بعد يوم، وسنة بعد أخرى. دلّت الإحصاءات إلى أنه وصلت حدّة الشقاء إلى رقم قياسي لم يسبق له مثيل. هذا بالرغم من البحبوحة العلمية، والثقافية، وانتشار وسائل الترفيه. أعتقد أن السبب الرئيسي لذلك هو أن الإنسان يحاول أن يشبع قلبه بأمور كثيرة ليستعيض بها عن حاجته الماسة. حاجة الإنسان الماسة ليست إلى المادة، إذ أنها كثيرًا ما تمجد مزايا الإنسان الرفيعة السامية، من محبة وعطف وسمو روحي يتعالى فوق معطيات العالم؛ بل الحاجة هي إلى الغذاء الروحي الذي أرشدنا إليه معلم الأجيال الرب يسوع المسيح بقوله: "أنا هو خبز الحياة". حاجة الإنسان الماسة لا تنحصر في تبوُّء مراكز عالية قلّما يتمكن الإنسان من الاحتفاظ بها، ولا إلى أمجاد وقتية زائلة لا تشبع القلب، تورّثه غصّة العجز عن التوسّع وامتلاك المزيد، بل إلى المجد الحقيقي الذي يمنحه الله لكل من يختبر كفارة الصليب، ويصبح ابنًا له يستمتع بميراث أبدي ونِعم لا تزول. حاجة الإنسان الماسة ليست إلى جمع معلومات واكتشاف ما هو لنا، بل أن نعرف نفوسنا على حقيقتها بأننا خطاة وأن المسيح هو المخلص الوحيد الذي يغفر لنا خطايانا، ويطهرنا من كل إثم، ويعطينا حياة أبدية. لأن "بَدْءُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ، وَمَعْرِفَةُ الْقُدُّوسِ فَهْمٌ"، وكل ما في العالم هو باطل الأباطيل ولا منفعة تحت الشمس. تذمر الإنسان من قلة محبة الله. فأجابه الله بالعكس عندما أعطاه ابنه الوحيد. تذمر الإنسان من ضعفه وعجزه أمام التيارات والمغريات فقدّم له الله قوة ودم الصليب للتكفير، وقوة القيامة للتجديد، وقوة الحياة بالمسيح للحفظ والعناية. تذمر الإنسان من عدم الاستقرار، وفقدان السعادة وقلة السلام، فقدم له المسيح سلامًا يفوق كل عقل نتيجة لغفران الخطايا، واستقرار ينبع من المصالحة مع الله وسعادة قلبه بسبب الاقتراب إلى قلب الله المحب. نعم، لقد ازدادت الخطية في هذه الأيام، وازدادت أيضًا نعمة الله، وتعقبت الإنسان التائه في دروب زيغانه لتقدم له محبة فائقة عبّر عنها المسيح بقوله: "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ". يا من تقرأ هذه الكلمات، أشير عليك أن تنظر إلى المسيح صاحب القلب الكبير، من اختبر الحزن والألم لكي يعطيك الحياة ويملأ فراغ قلبك. انظر إليه بالإيمان فتجده يسدد حاجتك الروحية ويجيبك: أحببتك حتى بذلت حياتي من أجلك.

المجموعة: آب August 2011