هذا اختبار أوجّهه إلى من تسرّب اليأس إلى قلبه... وإلى من طال انتظاره دون نوال ما يتمنّاه... وإلى من فشل في مجهوداته الشخصية للحصول على رغباته... لعل رجاء الإيمان يحلّ في قلبه، ويضع أمام عينيه وجه يسوع المسيح المصلوب لأجلنا، فيسلِّم له كل شيء.

كان مكتئبًا دائب التفكير، وإذا سألته أجابك: "لقد فرّ الحظ من بين يديّ، وضاعت آمالي كلها، وباءت مجهوداتي بالفشل." فإذا ما ذكّرته بمواعيد الله في استجابة الصلاة قال بمرارة: "حتى السماء أغلقت أبوابها دون سماع صوتي، فبقدر كثرة صلاتي صرت أرى الحظوظ توزَّع على غيري، وأنا ما أزال على حالي..."
ومرّت الأيام وقابلناه على عكس ما كان، مستبشرًا شاكرًا! قلت: "ما الخبر؟"
قال: "بعد أن جربت كل شيء، رجعت إلى الله وذكرت ما قاله الرسول بولس: [لا تهتمّوا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع.] وكذلك ما قاله الرب في سفر إرميا، [ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان، ويجعل البشر ذراعه، وعن الرب يحيد قلبه... مبارك الرجل الذي يتكل على الرب، وكان الرب متّكله...] ثم صليت من كل قلبي إلى سامع الصلاة، وقلت له: [ها أنا أترك مشاغلي، وهمومي، ومشاكلي بين يديك، وأنت تحلها كما تشاء.] ولم يمر وقت طويل حتى فوجئت بما كنت أتمناه. وكانت التهاني توجّه إليّ من رؤسائي، وزملائي، ممزوجة بكثير من العطف، لأني بحسب فكرهم لم أنل هذه البركة إلا متأخرة. لكنني شكرت إلهي لأنه لم يشأ إلا أن يعطيني البركة متوجة بتاج العطف والاستحقاق، وغير مسيّجة بأشواك الحسد والغيرة كما هي عادة البشر. كما أدركت شيئًا أعظم وهو: عندما أسلّم له كل أموري أختبر بأن الله يحوّل كل الأمور للخير، كما تقول الآية: [كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله.]"
فيا من تنسب الظلم للخالق الأعظم، ويا من تتكالب عليك شكوك الشيطان، دعني أؤكد لك بأن مواعيد الله صادقة، فإن نسيت الأم رضيعها فهو لا ينسى أولاده... حتى إن [شعور رؤوسكم جميعها محصاة.] فقط [ألقِ على الرب همك فهو يعولك. لا يدع الصديق يتزعزع إلى الأبد." واعلم أن بركة الله تكون دائمًا بحسب خطة الله وفكره. [لأن أفكاري ليست أفكاركم، ولا طرقكم طرقي، يقول الرب."
إذًا سلّم له كل أمورك وتيقن بأنه يعتني بك، وستنال كل بركة بحسب فكره متى تطلبها باسم شفيعنا الرب يسوع المسيح.

المجموعة: آب (أغسطس) 2018