القس رسمي إسحاقدُعيت لحضور اجتماع سيتحدث فيه شخص يحمل رتبة دينية كبيرة. استمتعت بالترنيمات والصلوات وجاء وقت تقديم الرسالة وكان موضوعها: الإنجيل الاجتماعي أم الإنجيل الروحي؟

قال: إن الإنجيل الروحي لا يواكب العصر الذي نعيش فيه، فيجب تقديم الإنجيل الاجتماعي. وقال عبارات أغضبتني كثيرًا: "إذا قدّمنا الإنجيل الروحي أؤكد لكم أنه بعد عشر سنوات فلن يبقى مسيحي واحد." هممت بترك الاجتماع، ولكن أحد الزملاء منعني من ذلك. ثم وقف شخص آخر، وقال: "إن الإنجيل الروحي هو كلمة الله الحية والفعّالة التي هي [أمضى من كل سيف ذي حدّين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته." وقال آية جميلة: "لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص."
واليوم حفزني روح الرب أن أكتب عن موضوع هام لكل مؤمن ألا وهو قداسة الحياة وحياة القداسة.
ورد هذا الموضوع في الكتاب المقدس بعهديه:
"كونوا قديسين لأني أنا قدوس."
"اسجدوا للرب في زينة مقدسة."
"القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب."
وللفائدة أعرض تأملاتي في ثلاث كلمات:

أولاً: ضرورة تقديس الحياة وحياة القداسة أمر غاية في الأهمية

1- إنه أمر إله السماء
في عظة المسيح على الجبل، يقول الرب يسوع: "فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل." ويقول الرسول بطرس: "بل نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضًا قديسين في كل سيرة." "كونوا قديسين لأني أنا قدوس." ولا يمكن أن الله يأمر بشيء ليس له ذات أهمية ولا يأمر بشيء لا نستطيع إتمامه. إنه ليس أمرًا فقط بل هو إرادة الله "لأن إرادة الله: قداستكم."

2- لنكون مؤهلين للقاء
يقول الوحي المقدس: "القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب." الله قدوس والسماء مكان مقدس، ولا يمكن أن يلتقي بالرب، ولا أن يدخل ملكوت السماوات إلا المقدسون. "طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله."
3- لنكون نورًا وضياء: يقول الرسول بولس: "لكي تكونوا بلا لوم، وبسطاء، أولادًا لله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو، تضيئون بينهم كأنوار في العالم." ويقول أيضًا: "كن قدوة للمؤمنين في الكلام، في التصرف، في المحبة، في الروح، في الإيمان، في الطهارة."


ثانياً: مظاهر حيوية


1- حياة خالية من العيوب: ما أعظم الوصف الذي ذكره الوحي المقدس عن زكريا وأليصابات! "وكانا كلاهما بارين أمام الله، سالكَين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم." ويقول الوحي المقدس: "لكي يثبِّت قلوبكم بلا لوم في القداسة، أمام الله أبينا في مجيء ربنا يسوع المسيح." بلا لوم وبلا عيب أمام الله والناس... "كل من وُلد من الله لا يخطئ، بل المولود من الله يحفظ نفسه، والشرير لا يمسه."

2- حياة شاكرة حتى في أشد الخطوب: حياة القداسة تجعلنا نقبل كل شيء من يد الرب بشكر. بالقداسة نحسبه كل فرح عندما ندخل في تجارب متنوعة. بالقداسة لا نصبر مكرهين أو مجبرين على ذلك، لكن نصبر الصبر الذي له عمل تام فنكون تامين وكاملين وغير ناقصين في شيء.

3- حياة أمينة في خدمة الإله المهوب: الشخص الذي اختبر اختبار التقديس يكون شعاره: "لست أحتسب لشيء، ولا نفسي ثمينة عندي، حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله." الإنسان الذي يحيا حياة القداسة يخدم بأمانة ويكون كجندي صالح ليسوع المسيح.


ثالثًا: خطوات عملية


ما هي الخطوات التي نتبعها حتى نحصل على اختبار التقديس؟

1- لتكن لنا أشواق قلبية: لا بد أن تكون أشواق قلوبنا أن نحيا حياة مقدسة. هذه الأشواق تدفعنا لأن نطلب من الرب أن يقدس حياتنا. البعض يرون أن القداسة ليست مهمة بالضرورة، ويكتفون بالخلاص. يكتفون بالقداسة مقامًا في المسيح. ولكن، ماذا يقول الرسول بولس؟ "وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام. ولتُحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح."

2- عدم الاقتناع بالأفكار الشيطانية: يهمس الشيطان في آذان المؤمن: إنك لا تستطيع أن تعيش حياة القداسة في هذا العالم الموضوع في الشرير... يجب معايشة الناس... وقد يقول له: أنت أفضل من غيرك.
قاوم إبليس ولا تعطه مكانًا.


3- محبة الرب محبة قوية: "تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك." وعندما يمتلئ قلبك، ونفسك، وقدرتك، وفكرك بمحبة الرب يقوم الله بأقانيمه الثلاثة بتقديسك:
الآب إله السلام نفسه يقدسكم بالتمام.
الابن، "لكي يقدسها، مطهرًا إياها بغسل الماء بالكلمة."
الروح القدس "في تقديس الروح للطاعة."
ترى، ما هو دورنا نحن في الحياة المقدسة؟ "لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح، مكملين القداسة في خوف الله." "فابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس." "احفظ نفسك طاهرًا." "اسلكوا بالروح فلا تكمّلوا شهوة الجسد." "فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح."

المجموعة: آب (أغسطس) 2018