Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان (إبريل) 2009

يجيء عيد القيامة في وقت تقوم فيه الأشجار من سباتها، وتستيقظ حبات البذور من غفلتها. إنها سنّة الله في خلقه. ولا نعلم علمياً حتى الآن كيف تموت حبة الحنطة مع بقاء جرثومة الحياة نشطة ومستعدة للقيامة والإثمار والإكثار. إنه تغيُّر الهيئة على نحو ماجد أو محاط بهالة من الجلال. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل القيامة حقيقة أم خيال؟ وكيف يقوم الأموات وبأي جسد يقومون؟


والآن لنتكلم بلغة علم الأحياء. إن التغيير الذي يحدث ليرقة الفراشة يشير الى عملية تحول وتغير وانسلاخ ما. هذه اليرقة القبيحة الشكل تقتصر على كونها قبر يغزل نسيج ما، بينما الغطاء الواقي يؤكد وجود مادة ميتة بلا شكل معين. لكن بعد أن تشرق شمس الربيع الدافئة، وتضرب أشعتها الذهبية الغطاء الواقي تخرج الفراشة الجميلة. ومع أن الفراشة تختلف في مظهرها عن اليرقة، فإن الحشرة المجنحة الجميلة تؤكد أنها من نفس تلك اليرقة. إنها نفس المخلوق الحي، وإن كانت تختلف عنها. إن حبة الحنطة إذا بقيت وحدها فهي عرضة للتسوّس والفناء. لا بد أن تدفن في الأرض، وتُروى بالماء، وتتعرّض للشمس ودرجة الحرارة المناسبة. إنها عملية يتغير فيها المظهر أو الشكل الخارجي. وهكذا قيامة الأجساد. وهذا يعني أن الجسد يقوم بدون شوائب ونقائص الطبيعة البشرية كما خلقه الله منذ البداءة. إن طبيعة آدم تفسد إما بتوارث طبيعة آدم، وهي سنة الحياة، أو بالشيخوخة. وكلاهما نتيجة للخطية الأصلية وعدم كمال الإنسان. إن الجسد البشري هو جسد الخطية أو الجسد المؤقت الى أن يصير محييا في الروح. وهذا يرينا أنه في القيامة لا رجوع لحياة الجسد، بل قيامة الروح من موت الخطية لحياة النعمة. هل يا ترى الجسد هو سجن النفس حتى تهرب من الأسر المادي؟ أو أن المادة شريرة؟ والمهم هو ما هي خصائص الجسد المقام؟
والآن هل القيامة حقيقة أم خيال؟ هناك أسباب لأهمية القيامة، نذكر منها أن الجسد يحوي شخصية الإنسان، وأنه هيكل للروح القدس. ولقد كان جسد المسيح بعد القيامة مثالاً لذلك، لكنه يختلف عنا في أنه كان يأكل ويشرب، أما بالنسبة للبشر فإن "ملكوت الله ليس أكلا وشرباً". ولنأخذ مثالاً من حادثة التجلي، تجلي المسيح وظهور كل من موسى وإيليا، وكانا يتكلمان معه. هذان هما "الزيتونتان والمنارتان القائمتان أمام رب الأرض" (رؤيا 6:11). وشبّه الشاهدان بالزيتونتان لأن الزيتونة تجود بالثمر، وتدر الزيت الذي هو مصدر للنور للمنارتين، فكأن شهادتهما محيية ومنيرة، ولكن شهادتهما شهادة قضاء وعدل، لا نعمة وحق لأن عصر النعمة قد انقضى. سئل أحد البحارة الإنجليز: كيف غلبتم الفرنسيين وحطمتم أسطول نابليون في أبي قير. فأجابه: لقد غلبنا وانتصرنا، لأن قائدنا نِلسون كان هناك. إن يسوع المسيح رب القيامة والحياة دائماً معنا ولنا، فهل نخشى الموت؟
يقول و.ج. مكبريد مؤلف كتاب "الخوف": إن الشعور الخفي بالذنب هو سبب الهمّ وما يشبهه من حالات التبرّم أو المخاوف اللاإرادية، والمرء الذي تثقّل ضميره بالذنوب يعيش في حالة متصلة من الحيرة والقلق.
وما هي مميزات الجسد الجديد؟ إنه جسد غير قابل للألم، أي لن يسوده ألم، أو تعب، أو مرض، أو إعياء، أو أذى، أو موت، أو فساد. إنه كالشمس  في وهجها، والقمر في ضيائه، والنجوم في لمعانها، مع أن هناك اختلاف في بريقها. ليس فيما بعد الجسد الطبيعي بل الروحي، أو الترابي بل السماوي، أو المائت بل الأبدي، أو الضعيف بل المفعم بالحيوية، لكنه يظهر أنه بعد القيامة يكون الجسد متمتّع بالمرونة التي قد تجعله منظوراً لابساً جسداً مادياً. وهذا يؤكد أن الأرض ستلفظ وتستردّ الأموات بدون تغيُّر في الملامح أو الحالة الروحية التي مات فيها الشخص. إذن عندما يفنى هذا الجسد الأرضي، وبدون جسدي هذا أرى الله، وموسم الحصاد هو يوم الدينونة أو القضاء أو الحشر العظيم.
وهنا نسأل عن ما هي الروح؟ كلمة الروح في اللغات الأصلية القديمة لا سيما في الكتاب المقدس تعني الشيطان، أو الروح القدس، أوالاختلال العقلي وقوة أو مصدر الحياة. وهنا لا بد أن نرجع الى المصادر الدينية التي تؤكد موضوع القيامة وبالذات ما جاء في الكتاب المقدس. هناك ما يسمى بالجسد النوراني والخيمة البشرية والجسد الممجد، وجسم حقيقي أو أصلي، وفداء أجسادنا أي الجسد المفتدى، وجسم كامل الأحاسيس العقلية وليس الحيوانية، وخارق لكل الحواجز بدون أية صعوبة أو أذى، إنه جسم كوني مناسب للحالة والروح الأبدية. ليس هو ههنا لكنه قام كما قال، لأن القبر لا يستطيع أن يمسكه كباقي البشر. سجل الواعظ الشهير مودي على هامش كتابه المقدس أمام الآية في فيلبي 6:4، هذه الكلمات: إن هذا السلام يتزايد حينما لا نهتم بشيء، وحينما نصلي لأجل كل شيء، ونشكر الله على كل شيء.
أخي! المسيح قام. حقاً قام كما قال، فهل اختبرت قوة قيامة المسيح المخلص والفادي والآتي على سحاب مجده لإقامة الراقدين؟ هل لك رجاء أن تكون معه في السماء؟ آمين تعال أيها الرب يسوع.

المجموعة: 200904

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

322 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10546144