إنّ موضوع القيامة من أهم المواضيع التي تكلم عنها المسيح مع تلاميذه. لقد أنذرهم بالفشل الذريع الذي سيصيبهم وكذلك شجعهم برجاء قيامته، ولكنهم كانوا متباطئين لفهم هذه الحقيقة بسبب ما علق بذهنهم عن الملكوت الأرضي الموعود به.
"إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح، فإننا أشقى جميع الناس." (1كورنثوس 19:15)
تقوم المسيحية على دعائم ثلاث:
1- موت المسيح على الصليب. "أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب."
2- دفن المسيح. "وأنه دُفن."
3- قيامة المسيح. "وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب."
زنبقتان تفتَّحتا كثغرَيْن باسمَيْن لناظرَيهما، في حديقة منزلي مؤخرًا. كانتا تزدانانِ باللون الأبيض الناصع ومحورهما باللون الأصفر. قلتُ عجبًا، ما هذا الجمالُ الأخّاذ! فعلًا لقد جمَّلتا المكان بوجودهما. زنبقتان مرفوعتا العنقَيْن بكل اعتزازٍ وفخر راحتا تتمايلان بدلَعٍ مع هبوب كل نسمة ريح، وكأنّي بهما تشكران رب السماء على الحياة الجديدة التي دبَّت فيهما تحت جنح الظلام. لا يسعُ الناظر إليهما إلا وأن يقف باندهاشٍ عظيم، معترفًا بأنَّ هناك انبعاثًا حقيقيًا يولدُ من رَحِم الأرض بعد معاناةِ الألم. نعم، وتحت جُنحِ الظلام تتجدَّد الأرضُ وتولِد حياةً مليئةً بالأمل والرجاء لأهلِها وسكانها فتبعثَ فيهم التفاؤلَ مع قدوم ربيعٍ جديد يجدِّد وجه الأرض كلِّها.
لقد خرج المسيح حاملاً الصليب على كتفه ليعلن لنا أن رياسته لا تكون إلا بالصليب. إنه يبسط سلطانه ورياسته على هذا العالم بصليبه، لا بالقسوة ولا بالقوة، بل بالمحبة والتضحية وصليب العار – رياسته هي صليبه.
ويقول الكتاب: "أخذوا يسوع ومضوا به." دبّروا أمر هذا الصليب وخططوا أن يُصلب بين لصين إمعانًا في محاولةٍ لإذلاله والسخرية منه والهزء به، وهم شأنهم في كل زمان ومكان – لم يعرفوا أنهم حين كانوا يظنون أنهم يمتلكون ناصية الأمور ويتصرفون كيفما يشاؤون، لا يعرفون أنهم كانوا يتممون إرادة الله الذي يهيمن على الجميع. كان لا بدّ أن يُصلب بين لصّين لكي يتمّ المكتوب: "أُحصي مع أثمة."
يقول الرسول بولس في الوحي المقدس: "وأما من جهتي، فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم."
يقول أعداء المسيحية إن الصليب حادثة وهمية وبدعة تكفيرية إن دلت على شيء إنما تدل على جهالة من يؤمنون به. لهؤلاء أقول: "فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله."
موضوع الصليب مهم جدًا في نظر السماء والأرض، لذلك أرجو أن نكرس له وقتًا كافيًا لنتأمل فيه.
سُئل مرسل عاد إلى وطنه بأن يتكلم عما فعله في أفريقيا، فتكلم عن الصليب وقال: عملي ليس له أهمية، لكن الأهم هو عمل الرب يسوع على الصليب. لأن الصليب ليس خشبة نرفعها فوق الكنيسة، أو قطعة ذهبية نعلقها على صدورنا، ولكن له معان وأبعاد لا تنتهي إلى الأبد. فكلما تأملنا فيه نجد أمجادًا جديدة مفيدة لنا. نرى فيه جمال المصلوب. فبالرغم مما ذُكر عنه في إشعياء 14:52 بأن منظره كان "كذا مفسدًا أكثر من الرجل، وصورته أكثر من بني آدم،" إلا أننا نرى جمال محبته وعدله وقداسته، وكيف أنه سدد عنا حساب خطايانا.
اِقرأ المزيد: لماذا نفتخر بالصليب؟
في احتفال وداع الراحل القس الدكتور إميل أنطون، شارك أحد رجال الله المباركين بكلمة رائعة ومسّ عقلي وقلبي ونفسي بقوله: إن يسوع كإنسان حقق خطة الله بأن: "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا." خلق الله آدم على صورته، إلا أنه شوّهها وأفسدها بعصيانه. ثم أرسل الله ابنه إنسانًا على صورة الله حقًا وعدلاً. أصاب وأفاد. وهذا بعض ما عناه يسوع حين قال: "أنا في الآب والآب فيّ. الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي، لكن الآب الحال فيّ هو يعمل الأعمال. صدقوني أني في الآب والآب فيّ." (يوحنا 10:14-11)
اِقرأ المزيد: لأعرفه: على صورة الله وشبهه
"فقال له يسوع: الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس." واغرورقت عينا الأم بعبرات صامتة تجسّدت فيها أحزان قلب كبير وأغمضت أجفانها تائهة في عالم بعيد وهي تتمتم:
"اليوم تكون معي في الفردوس." واستغرقت في صلاة عميقة خافتة.
اِقرأ المزيد: قصة العدد: أجراس العيد
رسالة بولس الرسول إلى روما تعلمنا الحقائق الأساسية المختصة بإنجيل المسيح، أي الأخبار السارة التي يقدمها الله لمن يؤمن بابنه يسوع المسيح. هذه الأخبار المفرحة هي "قوة الله للخلاص لكل من يؤمن." يا له من تعبير جليل: "قوة الله"!
تنقسم هذه الرسالة إلى أربعة أقسام، ولذلك سنقدمها في أربع حلقات:
القسم الأول: من الأصحاح الأول إلى أصحاح 11:5 – وموضوعه الخلاص من عقوبة الخطية.
القسم الثاني: 12:5 – 39:8 موضوعه الخلاص من سلطة الخطية.
القسم الثالث: 1:9 – 36:11 الإنجيل في علاقته بإسرائيل والأمم.
القسم الرابع 1:12 – 27:16 الحياة العملية التي تليق بالمؤمن (12). المسيح كمواطن صالح (13). ونصائح ختامية وتحيات (14-16)
موضوعنا في هذه المرة هو: "الإنجيل والخلاص من عقوبة الخطيئة. أي الإنجيل والتبرير.
اِقرأ المزيد: ملخص الرسالة إلى روما - القسم الأول
ولمّا كانتْ عشيّة ذلك الْيوْم، وهو أوّل الأسْبوع، وكانت الأبْواب مغلّقةً حيْث كان التّلاميذ مجْتمعين لسبب الْخوْف من الْيهود، جاء يسوع ووقف في الْوسْط، وقال لهمْ: «سلامٌ لكمْ!» ولمّا قال هذا أراهمْ يديْه وجنْبه، ففرح التّلاميذ إذْ رأوْا الرّبّ. فقال لهمْ يسوع أيْضًا: «سلامٌ لكمْ! كما أرْسلني الآب أرْسلكمْ أنا.» (يوحنا 19:20-21)
اِقرأ المزيد: القيامة والحياة اليومية
خصّص الروح القدس إنجيل يوحنا لإعلان لاهوت الرب يسوع المسيح والحديث عن المسيح كابن الله.
اِقرأ المزيد: إنجيل يوحنا والبدع
تدور هذه القصة حول ظهور الرب يسوع لتلميذين أثناء سيرهما في الطريق إلى عمواس، وتسلّط الضوء على الرّجاء الحي بقيامة ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح (لوقا 13:24-35)، فلنتأمل في وضع هذين التلميذين:
اِقرأ المزيد: في طريق عمواس: خرجا عابسين ورجعا فرحين
من أجمل رموز العهد القديم التي تعطينا صورة واضحة عن صليب المسيح هو هذا الرمز الذي استخدمه الرب يسوع في حديثه مع نيقوديموس عندما قال له: "ينبغي أن تولد ثانية." فسأله نيقوديموس: "كيف يكون هذا؟" فأجابه يسوع: "كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية." (يوحنا 14:3) لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: ما هي علاقة الحية النحاسية التي رفعها موسى على عمود خشبي بالولادة الثانية؟
اِقرأ المزيد: مقارنة بين الحي والحيّة
تأملت في تاريخ وحياة المسيح لكي أربط بين حقيقة الميلاد وعظمة القيامة، ودهشت من أن إشعياء النبي حصر هذه القضية في سطور معدودة في الأصحاحين السابع والتاسع مستخدمًا كلمات وعبارات غريبة أحيانًا مشتقة من جذور اللغة. نعم!
انتقل إلى الديار الباقية القس الدكتور إميل أنطون في فرجينيا بتاريخ 16/1/ 2017 بعد أن خدم الرب في مصر وأميركا، وقد رعى الكنيسة العربية المعمدانية في فرجينيا. صوت الكرازة يقدم أحر التعازي لعائلته والكنيسة وذويه.
اِقرأ المزيد: أخبار شهر نيسان (إبريل) 2017
دورة مجانية للدروس بالمراسلة
فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات.
Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075
182 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
© 2016 - All rights reserved for Voice of Preaching the Gospel - جميع الحقوق محفوظة