إن حياة الناس فقدت قيمتها الغالية في أعين الناس، فكثيرون منهم يقتلون غيرهم لغير ما سبب، أو لأتفه الأسباب. وعندما تستعر نار الحرب، تُزهق أرواح الألوف والملايين دون أن يشعر الذين أضرموها أنهم ارتكبوا إثمًا. وكثيرون غيرهم يظنون أنهم أرفع قيمة وأسمى مقامًا من سواهم، فيفرضون أنفسهم على غيرهم ويميّزون بين هذا وذاك...
بدأ المسيح شهادته عن نفسه بكلمات تستدعي التأمل والتفكير إذ قال: "إن كنت أشهد لنفسي فشهادتي ليست حقًا." (يوحنا 31:5) وهو بهذه الكلمات يقول: إن شهادة إنسان وحده عن نفسه لا تصدَّق، فالشهادة القانونية لا بد أن تكون على فم شاهدين أو ثلاثة، وقد استطرد المسيح قائلاً لليهود الذين أحاطوا به: "الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ. أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلْحَقِّ. وَأَنَا لاَ أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ، وَلكِنِّي أَقُولُ هذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ." (يوحنا 32:5-34)
اِقرأ المزيد: شهادة المسيح عن نفسه
الوصية الثانية: لا تصنع لك... لا تسجد، ولا تعبد
الوصية الثانية تنهي بكل شفافية عن صنع التماثيل والصور والمنحوتات لأيٍّ من سكان السماء أو الأرض بقصد السجود أو التعبُّد لها. فهي صريحةٌ واضحةُ المطلب ومحدَّدةُ الهدف. فسكّان السماء معروفون: ملائكة وأنبياء وقديسون وأتقياء، وعلى رأسهم الله سيد الأكوان.
اِقرأ المزيد: ...الوصية الثانية: لا تصنع لك
هناك فوق جبال الألب في فرنسا قرر مساعد الطيار أندرياس لوبيتز Andreas Lubitz الألماني الجنسية أن يدع طائرة خطوط الجو الأجنحة الألمانية German wings التابعة لشركة اللوفتهانزا الأم، أن تهوي عمدًا فتقضي عليه وعلى الركاب أجمعين. فالنفس المريضة استطاعت أن تتغلب على التفكير العقلاني، وتسيطر عليه في اتخاذ قرار الانتحار الشخصي و"النحر الجماعي" على الرغم من توسّل قائد الطائرة المستميت وضرباته المستمرة على الباب من خارج حجرة القيادة. وهكذا ارتطمت الطائرة بقمم الجبال الشاهقة، وتحطمت ولاقى الركاب المئة والخمسون حتفهم المروع، وانتشرت أشلاء الضحايا في كل مكان إلى جانب أجزاء الطائرة المنكوبة.
"ينبغي أن تولدوا من فوق." (يوحنا 7:3)
لا توجد حقيقة في الكتاب المقدس أكثر أهمية من حقيقة الميلاد الجديد، ومع ذلك فكثيرون يجهلونها، بل وقليلون أيضًا يعظون عنها. كان يوحنا وسلي يعظ كثيرًا عن هذا الموضوع، فلما سُئل: لماذا تعظ كثيرًا عن هذه الآية "ينبغي أن تولدوا من فوق؟" أجاب: "لأنه ينبغي أن تولدوا من فوق." إن الولادة الجديدة هي أمجد اختبار يمكن أن يحصل عليه الإنسان، بل هي المعجزة المستمرة التي يُجريها الرب في حياة المتجددين.
اِقرأ المزيد: ضرورة الميلاد الجديد
"يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وَانْزِلْ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ."
(لوقا 5:19)
قال الرب لحزقيال النبي: "يَا ابْنَ آدَمَ، اكْتُبْ لِنَفْسِكَ اسْمَ الْيَوْمِ، هذَا الْيَوْمَ بِعَيْنِهِ." لكل واحد، رجلاً كان أم امرأة، شابًا أم شابة، أيامًا في حياته تستحق أن تُكتب لأنها أحدثت في حياته تغييرات جذرية وكلّية.
مشهد نادر لم يتكرر على مدى التاريخ! يسوع المسيح ابن الله الحي يحزن ويكتئب! تعالوا نقترب منه ونتأمل المشهد.
في طريقه إلى الصلب دخل بستان جثسيماني. كان الصمت يسود المكان. صمت ثقيل تجمّد فيه كل شيء. كأن نبض القلوب قد توقّف وتنفّس الصدور قد انحبس. لا صوت، وقد نامت الطيور في أعشاشها، واختفت الزواحف في جحورها. لا همس ولا حركة من فروع الشجر وأوراقها. صمت كأن الحياة توقفت، والموت يلف كل شيء بردائه ويحتويه، وظلام!
اِقرأ المزيد: لأعرفه يحزن ويكتئب
يقرأ الكثيرون من الدارسين للكتاب سفر أيوب بشغف، ويتفاعلون بشدة مع التجربة القاسية التي تعرّض لها، ولا سيما أنه كان قد وُصف من قِبل الله بأنه "كامل ومستقيم، يتّقي الله ويحيد عن الشر." كما يذكر الكثيرون أيضًا أصحاب أيوب الثلاثة: أليفاز التيماني، وبلدد الشوحي، وصوفر النعماتي، الذين ادّعوا أنهم جاءوا لتعزيته. ولكنهم بالحقيقة بدأوا بتجريمه وتجريحه دون أي دليل. ورغم أنهم قالوا كلامًا جيدًا عن الله، لكن أقوالهم تلك كانت من قبيل الحق الذي يراد به باطل. وقد صدق أيوب بقوله: إنكم [معزون متعبون.]
اِقرأ المزيد: أطول خطاب في متن الكتاب
ورد في سفر إرميا 6:10-14
لاَ مِثْلَ لَكَ يَا رَبُّ! عَظِيمٌ أَنْتَ، وَعَظِيمٌ اسْمُكَ فِي الْجَبَرُوتِ. مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَا مَلِكَ الشُّعُوبِ؟ لأَنَّهُ بِكَ يَلِيقُ. لأَنَّهُ فِي جَمِيعِ حُكَمَاءِ الشُّعُوبِ وَفِي كُلِّ مَمَالِكِهِمْ لَيْسَ مِثْلَكَ. بَلُدُوا وَحَمِقُوا مَعًا. أَدَبُ أَبَاطِيلَ هُوَ الْخَشَبُ. فِضَّةٌ مُطَرَّقَةٌ تُجْلَبُ مِنْ تَرْشِيشَ، وَذَهَبٌ مِنْ أُوفَازَ، صَنْعَةُ صَانِعٍ وَيَدَيْ صَائِغٍ. أَسْمَانْجُونِيٌّ وَأُرْجُوَانٌ لِبَاسُهَا. كُلُّهَا صَنْعَةُ حُكَمَاءَ. أَمَّا الرَّبُّ الإِلهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ.
اِقرأ المزيد: لا مثل لك بين الآلهة
"إذا تواضع شعبي... ورجعوا"
تحدثنا في الحلقة الماضية عن: التوبة في معناها، أي تغيير المسار، والتوبة في ضرورتها وذكرنا:
1- لأن الحياة مجهولة وقصيرة
2- للنجاة من الهلاك الأبدي
3- لغفران الخطايا
4- للتمتّع بالحياة الأبدية
ونتحدث في هذه الحلقة عن توبة المؤمنين. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يحتاج المؤمنون إلى توبة؟
اِقرأ المزيد: الحلقة السادسة: توبة المؤمنين
يوثّقُ الكتابُ المقدّسُ أن التكبُّرَ هو أولى الخطايا التي ارتُكِبتْ في الكونِ وأَقبَحُها. وكانَ صاحبُها إبليسَ، مصدرَ الشرِّ، الذي استكْبرَ وتعالى على اللهِ، رافضًا سلطةَ اللهِ العليِّ الواحدِ عليهِ. ونحن نجدُ في كلمةِ اللهِ تصويرًا حيًّا لقلبِ إبليسَ وقراءةً لأفكارِهِ: "أَصْعَدُ إلى السّماواتِ. أَرْفَعُ كرسيَّ فوقَ كواكبِ اللهِ، وأجلسُ على جبلِ الاجتماعِ في أقاصي الشمالِ. أصْعَدُ فوقَ مرتفعاتِ السحابِ. أصيرُ مثلَ العليِّ." (إشعياء 13:14-14)
"ناموس الرب كامل يرُّد النفس. شهادات الرب صادقة تُصيِّر الجاهل حكيمًا." (مزمور 7:19)
نتعلَّم من الكتاب المقدس أنه يوجد إله واحد حي أعلن ذاته لنا بالتمام في المسيح وعرفناه كالآب والابن والروح القدس في وحدانية اللاهوت؛ ولكن كل أقنوم من الأقانيم الثلاثة مُعلَن في الكتاب متميز بذاته: يريد، ويعمل، ويرسِل، ويأتي، ويوزّع، وغير ذلك من أعمال الأقانيم الثلاثة في وحدانية جامعة.
اِقرأ المزيد: لماذا ندرس الكتاب المقدس؟
أخي وأختي أعضاء العائلة المسيحية، بدأنا كلامنا في العدد السابق عن عمود الوحدة ولقد ذكرنا ثلاث نقاط أساسية هي: أهمية الوحدة في البيت المسيحي، اتجاهات الوحدة الزوجية، معوقات ومعطلات الوحدة الزوجية. وفي مقالنا هذا سنتكلم عن نقطتين هامتين: أولاً، ما هي الخطوات الكتابية لتحقيق الوحدة الزوجية؟ وثانيًا، ما هي البركات والثمار من وراء تحقيق هذه الوحدة؟
قصتان وردتا في مكانين متباعدين في الكتاب المقدس. الأولى عن ملكة سبأ في الملوك الأول 10، والثانية عن الوزير الحبشي في أعمال 8، وهما يصوّران لنا حقائق ثمينة في وقتنا الحاضر. فملكة سبأ والخصي الحبشي هما من الحبشة، ينتميان لبلد واحد رغم التباعد الزمني، وفيهما نجد عدم شبع القلب البشري ما دام ينقصه شخص المسيح، الذي فيه الشبع والامتلاء سواء عرفناه في المجد أو في النعمة، في الحياة الحاضرة.
اِقرأ المزيد: ملكة سبأ والوزير الحبشي
"صَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَخَذَ خَزَائِنَ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَزَائِنَ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ. وَأَخَذَ جَمِيعَ أَتْرَاسِ الذَّهَبِ الَّتِي عَمِلَهَا سلَيْمَان. فَعَمِلَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ عِوَضًا عَنْهَا أَتْرَاسَ نُحَاسٍ" (1ملوك 25:14). لقد عمل الملك عوضًا عن أتراس الذهب أترسًا أخرى ولكنها ليست من الذهب. وهذا هو عين ما يفعله الكثيرون ولا سيما في هذ الأيام، فهناك أشياء أساسية يجب أن تكون في حياتنا ولكننا نستبدلها بأشياء أخرى ثانوية ومحدودة القيمة. وأذكر هنا بعض الأمثلة عن هذه الأشياء التي نستبدلها:
"صَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَخَذَ خَزَائِنَ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَزَائِنَ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ. وَأَخَذَ جَمِيعَ أَتْرَاسِ الذَّهَبِ الَّتِي عَمِلَهَا سلَيْمَان. فَعَمِلَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ عِوَضًا عَنْهَا أَتْرَاسَ نُحَاسٍ" (1ملوك 25:14). لقد عمل الملك عوضًا عن أتراس الذهب أترسًا أخرى ولكنها ليست من الذهب. وهذا هو عين ما يفعله الكثيرون ولا سيما في هذ الأيام، فهناك أشياء أساسية يجب أن تكون في حياتنا ولكننا نستبدلها بأشياء أخرى ثانوية ومحدودة القيمة. وأذكر هنا بعض الأمثلة عن هذه الأشياء التي نستبدلها:
عند دراسة مثل العشر عذارى نجد أن الوقت الذي يسبق مجيء الرب قصير جدًا، لكنه ممتلئ بالأحداث. أين كانت العذارى الجاهلات عندما أتى العريس؟ أين كن فلم يرونه؟ أين كن بقلوبهن في هذه اللحظة في طرفة العين المجيدة؟ ماذا تفعل الجاهلات في هذا الوقت المقصّر؟ لقد اهتمت الجاهلات بالمصابيح، بالتقارير، بالسعي للحصول على الزيت ورفض الخلاص المجاني بالإيمان وبالنعمة "ذاهبات ليبتعن" من الباعة الكذبة أي الجاهلات الآن، في تمام المشغولية وانحصار الذهن والقلب في الوسائل البشرية. لذلك لا عجب إن كان الرب سوف يتقيأ المسيحية الإسمية "ما أعرفكنّ". إذن أين هو موعد مجيئه؟ ومتى يكون هذا؟ وما هي علامات مجيئه؟
اِقرأ المزيد: هوذا العريس مقبل
دورة مجانية للدروس بالمراسلة
فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات.
Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075
187 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
© 2016 - All rights reserved for Voice of Preaching the Gospel - جميع الحقوق محفوظة