في هذه الأيام الصعبة ضلّ الكثيرون الهدف، وتحوّلوا عنه... وهكذا تعدّدت الأهداف. فبعضنا اهتمّ بالجسد، أو بالمال، أو بالمركز، وكثيرون انشغلوا بأمور كثيرة، بينما يكرر الرب لنا ما قاله قديمًا: "مرثا، مرثا! أنت تهتمّين وتضطربين لأجل أمور كثيرة، ولكن الحاجة إلى واحد".
لقد كان شعار الرسول بولس: "أنا لست أحسبُ نفسي أني قد أدركت. ولكني أفعل شيئًا واحدًا: إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدّام، أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع." (فيلبي 13:3-14)
تختلف ضريبة الإيمان بالمسيح المصلوب عن الضرائب الأخرى، فضريبة الإيمان بالمسيح المصلوب هي هبة، قال عنها بولس الرسول: "لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ." (فيلبي 29:1)
اِقرأ المزيد: ضريبة الإيمان بالمسيح المصلوب
في جلسة حوار مع أحد الأصدقاء قال: "لماذا لا يحفظ المسيحيون يوم السبت الذي ورد في الوصايا العشر، بل بدلًا منه يحفظون الأحد، طالما أن الوصية كانت وصية ربانية وهدفها خير الناس؟" فأجبنا بما يلي:
اِقرأ المزيد: لماذا يحفظ المسيحيون يوم الأحد؟
في إحدى حفلاتِه الصَّاخبة، في Canecio في العاصمة ريو دي جنيرو راح الموسيقار الكبير، والملحّن الشهير، والمغني المعروف Cazuza ينفثُ دخان سيجارته في الهواء ويقول بصوت مرتفع يتحدّى فيه الله الخالق: "خذْ يا ألله، فهذه لكَ." لكن، هل تعلم كيف مات كازوزا؟ يُقال إنَّه لاقى حتفه وهو في ريعان شبابه، عن عمر يناهز الاثنين والثلاثين من جراء مرض السرطان في الرئة وبطريقة مرعبة!
كل مولود من المرأة له نصيب من التجارب والآلام، وما صرخة الطفل عند ولادته إلا تعبير عن دخوله أرض الشقاء والعناء. وواضح من كلام الوحي المقدس "الإنسان مولود المرأة، قليل الأيام وشبعان تعبًا." ولكن هناك فرق بين تجارب البعض وتجارب البعض الآخر، تجارب المؤمنين وتجارب الأشرار. تقول كلمة الله عن تجارب الأشرار: "كثيرة هي نكبات الشرير، أما المتوكّل على الرب فالرحمة تحيط به." وأما عن ضيقات المؤمن، فيقول الوحي المقدس: "كثيرة هي بلايا الصدّيق، ومن جميعها ينجيه الرب." وسأعلّق في هذا المقال لا عن تجارب ونكبات الشرير بل عن تجارب المؤمن في ثلاث كلمات:
اِقرأ المزيد: المؤمن وتجارب الحياة
يا صديقي،
تسألني في رسالتك الأخيرة عمّا جَدّ ويجدّ من أحداث في حياتنا في أرض الغربة، بعيدًا عن موطن الذكرى ودفء الأرض الطيبة التي ترعرعنا فيها منذ الطفولة. فماذا أقول لك؟ وبأي حدث أبدأ؟ أيّ قصة أرويها لك وقد مضى على بعضها زمن طويل. ولكن لا بأس! فأقل ما أستطيع أن أفعله في هذا السياق أن أتحدّث عن محبة الله وعنايته اللتين تجلّتا في هذه الأحداث على الرغم من المظاهر الفاجعة التي ألمّت بنا.
اِقرأ المزيد: على صَخْرَةٍ تَرْفَعُنِي
نجدُ في الأناجيلِ تصريحاتٍ واضحةً يؤكّدُ فيها يسوعُ المسيحُ أنّهُ اللهُ المتجسّدُ، مثلًا قوله "أنا والآبُ واحدٌ." (يوحنا 30:10) وقوله: "صدقوني أني أنا في الآبِ والآبُ فيَّ." (يوحنا 11:14) في حينِ أننا نقعُ على مواضعَ ربما لا يبدو كلامُهُ فيها واضحًا، وربما يبدو مناقضًا لهذا التصوُّرِ. فماذا نفعلُ بمثلِ هذه المواضعِ؟
اِقرأ المزيد: ألمْ ينفِ المسيحُ صراحةً أنه اللهُ؟
من منا لا يعاني بسبب وجودنا وسط أجواء مملوءة بالتلوّث؟
نعاني من التلوّث البيئي بسبب الأدخنة والأتربة الرهيبة التي تحيط بنا، مما يؤثِّر سلبًا على صحتنا بشكل رهيب. ولا يقف التلوّث عند هذا الحد، بل امتدّ إلى جوانب الحياة الأخرى؛ فأصبحنا نعاني من نوع آخر من التلوّث أشد إيذاءً؛ ألا وهو التلوّث الأخلاقي في المحيط الذي حولنا! وبات هذا التلوّث يفرض نفسه علينا! سواءً كان ما تسمعه آذاننا في كل مكان، أو ما تقع عليه أبصارنا من مناظر وسلوكيات تؤذي المشاعر وتجرح الأحاسيس. هذه الأمور، بكل أسف، تُفسد نقاء القلب وصفاء الذهن وهدوء الأعصاب.
كان دائمًا ينتقد الآخرين ويعدد أخطاءهم ويفضح سلوكهم أمام الجميع. لسانه لاذع ونقده جارح وتعليقاته منفّرة. انفضّ عنه الأصدقاء وتباعدوا عنه وتفادوا صحبته.
في مساء يوم كان يسير مع زوجته في السوق الكبير وسط المدينة توقف فجأة وأمعن نظره إلى الأمام وأخذ يهمس لها وهو يشير بيده ويقول ساخرًا:
أترين ذلك الرجل القادم نحونا؟ انظري إلى ملابسه بألوانها المتنافرة وإلى شعره الأشعث وذقنه التي لم يمر عليها موسى حلاقة من شهور!
وأخذ يضحك ساخرًا بصوت عال لفت أنظار من حولهما مما أخجل زوجته فحوّلت وجهها بعيدًا. مد يده وجذبها لتنظر إلى ما ينظر إليه ويضيف:
اِقرأ المزيد: من كان منكم بلا خطية؟
تكلمنا فيما سبق عن مجيء المسيح مرة إلى أرضنا هذه إذ "أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ." (عبرانيين 26:9) ورأينا أن مجيئه في الماضي كان لثلاثة أسباب:
أولاً، ليمجد الآب بعد أن أهانه الإنسان بخطاياه. فقال في يوحنا 2:17 "أنا مجدتك على الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته."
ثانيًا، جاء لخلاص الإنسان. "صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُول: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ..."
اِقرأ المزيد: أعمال المسيح ومعجزاته
هل تتابعون الأخبار كل يوم؟ شيء يكاد ألا يصدّق ولكنه أصبح مألوفًا ومقبولًا. الموت والجروح والدّمار هي أكثر الأخبار انتشارًا. فكم عدد الذين ماتوا مؤخرًا وهم في عمر الشباب؟ وكم من رجل وامرأة يصارعون أمراضًا صعبة وميتة؟ ويبدو أن الأمراض التي يتعرّض لها الجنس البشري أصبحت بلا حدود، فعدد وأنواع الأمراض لا يمكن حصره. بل لو سألت طبيبًا: هل تعرف كم هي أنواع الأمراض والاضطرابات والمشاكل التي تواجه الجسم البشري؟ فلا تُعطى جوابًا عن هذا السؤال.
إن الإيمان كما علّم به الرب يسوع، "رئيس الإيمان ومكمّله"، ليس هو فكرة مجرّدة في الذهن، ولا كلمات ردّدها اللسان، ولا ممارسات وإماتات وطقوس، حيث وجّه، له المجد، في كلامه وأمثاله الرائعة إلى أركان متعددة لمفهوم الإيمان يحتاج تفصيلها إلى شروحات موسّعة ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الثقة بالله، والثبات الدائم، والاستعداد لتحمّل الصعوبات، والتواضع الحقيقي، والتخلّي عن البر الذاتي، والاعتماد على غنى النعمة الإلهية، والطاعة الكاملة في حياة التلمذة، وجعْل الرب في المقام الأول في جميع الخيارات، فهذه أهم مستلزمات الإيمان وركائزه الأساسية، وكل منها ليس عملاً بمفهوم العمل وإنما هو "فعْل إيمان".
اِقرأ المزيد: بين الإيمان والأعمال
كما قلنا سابقًا أن هذا العدد يتضمّن وعدًا مثلث الجوانب هي ثلاث بركات: فإني أسمع وأغفر وأبرئ، يقول الرب.
وقد تحدثنا في المرات السابقة عن الجزئية الأولى والثانية من هذا الموعد، واليوم نختم هذه السلسلة بالجزئية الأخيرة: وأبرئ أرضهم. ولنا في هذه العبارة ثلاثة أفكار: الخطية والغضب الإلهي، التوبة والرحمة الإلهية، والغفران والشفاء الإلهي.
في أحد أيام شهر يونيو 1969 حوالي الساعة الحادية عشر صباحًا كنت أسير بسيارتي في شارع 23 يوليو في القاهرة أثناء قيامي ببعض المهام المتعلّقة بالخدمة. وبينما كنت واقفًا عند تقاطع شارع الجلاء في انتظار إشارة المرور إذا بيد تمتد من نافذة السيارة وتنتزع الساعة التي في يدي بسرعة خاطفة. وبدون أي تفكير أو تردد فتحت الباب، وتركت السيارة في عرض الشارع، وبدأت أجري وراء اللص الجريء الذي لم يتورّع عن ارتكاب جريمته في وضح النهار وفي شارع مزدحم بالمارة.
اِقرأ المزيد: قصة العدد: حدث ذات يوم
دورة مجانية للدروس بالمراسلة
فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات.
Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075
255 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
© 2016 - All rights reserved for Voice of Preaching the Gospel - جميع الحقوق محفوظة