في هذه الأيام الصعبة ضلّ الكثيرون الهدف، وتحوّلوا عنه... وهكذا تعدّدت الأهداف. فبعضنا اهتمّ بالجسد، أو بالمال، أو بالمركز، وكثيرون انشغلوا بأمور كثيرة، بينما يكرر الرب لنا ما قاله قديمًا: "مرثا، مرثا! أنت تهتمّين وتضطربين لأجل أمور كثيرة، ولكن الحاجة إلى واحد".
لقد كان شعار الرسول بولس: "أنا لست أحسبُ نفسي أني قد أدركت. ولكني أفعل شيئًا واحدًا: إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدّام، أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا في المسيح يسوع." (فيلبي 13:3-14)
وما هو هذا الهدف؟
لقد قال: "إذًا نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله." وكأني أسمعه يقول لتلميذه تيموثاوس: "اعمل عمل المبشر. تمّم خدمتك"، "اهْتَمَّ بِهذَا. كُنْ فِيهِ، لِكَيْ يَكُونَ تَقَدُّمُكَ ظَاهِرًا فِي كُلِّ شَيْءٍ".
يجب أن يكون هذا الهدف واضحًا أمام عيوننا جميعًا. فنحن أحيانًا نتكلم عن الخدمة ومشاغلها ومسؤولياتها وما تحتاجه، والأخطاء والعيوب، وفي نفس الوقت نترك الهدف الأساسي وهو الخدمة ذاتها. نتحدّث عن الخدمة، لكننا لا نخدم. إن النفوس من حولنا ما زالت تصرخ: "اعبر إلى مَكِدُونِيَّةَ (إلينا) وأعِنّا!" (أعمال 9:16). وصوت الرب يقول: "أَنْقِذِ المنقادين إلى الموت والممدودين للقتل. لا تمتنع. إن قلت: هوذا لمْ نعرف هذا - أفلا يفهم وازن القلوب، وحافظ نفسك ألا يعلَمُ؟ فيردّ على الإنسان مثل عمله." (أمثال 11:24-12)
لقد تعوّدنا أن نسأل عن أحوال بعضنا البعض عندما نكون بحاجة إليهم. وغالبًا ما نربط حاجاتنا هذه بالسؤال عن الصحة والأحوال. فهل حقًا أن الخدمة أصبحت هكذا؟ الخدمة الحقيقية هي تقديم الرسالة، والمحبة، والاشتراك مع النا س في أفراحهم وأتراحهم وحياتهم للوصول بهم إلى الهدف الرئيس، وهو خلاص النفوس.
وهناك مؤمنون أحداث وضعفاء، يحتاجون إلى رعاية، وافتقاد، وتشجيع، وبنيان. لقد استؤمنا على الإنجيل، لذلك "كما استحسنّا من الله أن نؤتمن على الإنجيل هكذا نتكلّم، لا كأننا نرضي النا س بل الله الذي يختبر قلوبنا".
أخي، أختي. هيا نعمل عملًا واحدًا ونهتم اهتمامًا واحدًا، ألا وهو ربح النفوس وبنيانها، فقريبًا سنقف جميعنا أمام كرسي المسيح وسنسمع الصوت:
"أعطِ حساب وكالتك."