ما أروع هذا الخبر السار الذي سمعته البشرية منذ فجر المسيحية،
ولا زالت الأجيال تردّد صدى تلك الأنباء السعيدة أن الله قد افتقد وصنع فداء لشعبه حسب البشير لوقا 68:1. لقد كان البشر يعرفون الله بمختلف الصفات، فهو القدير والجبّار، وهو العادل والقوي، وربما تشجع البعض فوصفوه بالرحوم ولكن عندما جاء المسيح إلى أرضنا، وكشف لنا قلب الله المحب، استطعنا من بعده أن نقول: "الله محبة". إننا لا نصفه بالحب، ولكننا تعرّفنا به فوجدناه "المحبة" نفسها.
اِقرأ المزيد: كلمة العدد: خبر الميلاد
”وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ“ (متى 1:2-2).
اِقرأ المزيد: المولود المستحق السجود
تساؤل طرحناه في مقال سابق بين تساؤلات أخرى كانت حول هوية المسيح ومن ترى يكون... لماذا تميّز المسيح عن باقي الناس فوُلد من عذراء لم يمسسها رجل؟ وماذا يعني ذلك طالما أن الولادة العذراوية لم يعرف بها الناس عبر الخمسين سنة الأولى بعد ميلاد المسيح، وبقيَ سرّ الكتمان خفياً إلى أن كُتبت الأناجيل في بدايات النصف الثاني من القرن الأول للميلاد؟! فالناس لم يعلموا بمعجزة الولادة من عذراء إلا بعد صعود المسيح إلى السماء ببضعة عشرات من السنين!... ففي إنجيل متى الأصحاح الأول نقرأ ما يلي: ”أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا. وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً:
اِقرأ المزيد: لماذا وُلد من عذراء؟
لم يُحدِث ميلاد أي شخص في التاريخ من تغييرات جذرية ما أحدثه ميلاد المسيح. كان هذا الميلاد، وما برح، ملخصا لأشواق قلب الإنسان الحائر في متاهات الضياع، الباحث عن الخلاص. وقد أضفى هذا الميلاد على الوجود معاني خالدة يتعذر على المتأمل فيها أن يتجاهلها لأنها ترتبط ارتباطا وثيقا بحياة الأفراد والجماعات على حد سواء.
أنا هيرودس الكبير، صاحب الجاه والسلطان الوفير، والابن الثاني لأنتيباس حاكم اليهودية الشهير.
احتللتُ مركز الصَّدارة، فَصرْتُ على رأس العائلة الهيرودسية، وأضحيتُ ضياءها المنير. امتزتُ أنا هيرودس بالعظمة والقوة، فأَشدْتُ المدنَ الكثيرة والأبنية الضخمة. وأنفقتُ أموالاً طائلة على كلِّ قديم وحوَّلتُ فلسطين إلى جنَّة من البساتين. دخلت القدسَ فاتحاً سنةَ سبعٍ وثلاثين قبل الميلاد. وصُنْتُها وزيَّنتُها بالملاعبِ والقصور، ورمَّمت الهيكلَ الضخمَ في أورشليم، بالإضافةِ إلى معابدِ الأوثان المتنوعة. ودرجْتُ اسمي على كلِّ طريق وشارع وبناء، عساي أخلِّد اسمي أنا هيرودس الكبير.
ي هدأة الليل وقد نامت العيون وغفت الجفون، آويت بدوري إلى السكون. ولكن لم يغمض لي جفن، فقمت أتطلع إلى السماء، ومن بعيد رأيت نجماً ينظر في خيلاء.. فتذكرت مع الحكماء.. ذلك النجم العظيم البهاء الذي في المشرق أضاء.. لكن، ماذا لو لم يأتِ نجم السماء؟
اِقرأ المزيد: خواطر عابرة ماذا لو لم يأتِ المسيح؟
دارت الأرض بنا عدة دورات حول الشمس وعادت إلى حيث كنا بالأمس لنذكر في هذه الأيام مجيء المسيح إلى أرضنا، وقد احتفل عدد كبير من المسيحيين بهذه الذكرى ويحتفل عدد آخر بعد أيام بتلك الحقيقة. فنحن إذ نذكر مجيء المسيح إلى أرضنا نذكر كيف أن رب الزمن ارتضى أن يدخل دورة الزمن فوُلد بيننا طفلاً.
رقيق كالنسيم، لكنه ثائر كالعاصفة. ليِّن كالعود الرطب، غير أنه قوّي لا يلتوي ولا ينصهر. فيه تلاقى النقيضان، ثم ائتلف الضدّان.
حول مهده الوضيع اجتمع رعاة بيت لحم بحكماء المجوس، فالتقى الفقير بالغني، وعانقت السذاجة الحكمة، واتّحد إيمان البساطة والتسليم بإيمان البحث والعلم، وتصالح اليهود والأمم.
المسيح فريد في كثرة النبوءات التي جاءت عنه قبل مجيئه بمئات السنين
أولاً: المسيح فريد في مجيئه من نسل المرأة
وأول إشارة لهذا الشخص الفريد هي في سفر التكوين 15:3، حين أعلن الله عنه أنه سيأتي من نسل المرأة (إشارة إلى كونه سيولد من العذراء)، وأنه سيسحق رأس الحية التي هي رمزٌ للشيطان كما جاء في رؤيا 9:12 ”الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ الْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَالشَّيْطَانَ، الَّذِي يُضِلُّ الْعَالَمَ“. بعد ذلك تكثر الرموز والنبوءات فتكلم إشعياء بوضوح عن ولادته من العذراء، وتكلم ميخا عن ولادته في بيت لحم.
اِقرأ المزيد: فرادة يسوع المسيح
لو استطاع أحد في الكون أن يلج إلى بطون المنازل المتعددة الأنواع والأشكال والتي تقطنها عائلات من مختلف الأجناس والأعراق والألوان، وقُيِّض له أن يكتشف ما في دواخلها، ويستجلي أسرار مكنوناتها، ويتأمل في أفضليات محتوياتها لتملّكه العجب العجاب! فلكل من هؤلاء القاطنين أعرافه ومعتقداته، وكل له أشخاصه وزائروه المفضّلون: محدّثون أو مهرّجون، صادقون أو متقوّلون، عقلاء أو جاهلون، عظماء أو محتقرون!
لقد وصف الملاك هذه البشارة بأنها بشارة الفرح العظيم بقوله: "فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ" (لوقا10:2-11).
والسبب في أن هذه البشارة عظيمة لأنها:
اِقرأ المزيد: البشارة العظيمة من إله عظيم
أعطى المسيح مكانة عظيمة لقرية بيت لحم البسيطة بمولده فيها، كما جاء في سفر (ميخا 1:5-2) ”أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ“. ويعطينا المسيح نحن أيضاً مكانة جديدة بانتمائنا إليه.
”لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم“ (1تسالونيكي 13:1).
هل يحق لأولاد الرب أن يحزنوا - عند وفاة أحدهم - وأن يبكوا لفراقه؟ استناداً إلى كلمة الرب أقول: نعم، يحق لنا أن نحزن وأن نبكي ولكن حزننا وبكاؤنا ليس كالباقين الذين لا رجاء لهم.
اِقرأ المزيد: عزيز في عينيّ الرب موت أتقيائه
وصلت إلينا عدة رسائل اخترنا بعضاً منها. نشجع جميع القراء أن يكتبوا إلينا ويبدون رأيهم في المجلة ومقالاتها
- إلى الإخوان والأخوات، سلام المسيح معكم.
للنجوم رسالة روحية سامية إذ يقول المزمور: "إذ أرى سماواتك عمل أصابعك، القمر والنجوم التي كوّنتها، فمن هو الإنسان حتى تذكره أو ابن آدم حتى تفتقده!“ ثم يستطرد منشداً: "السموات تحدّث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه". لكن، وإن كانت رسالة النجوم عامة مجيدة فإن مهمة نجم المشرق لهي أمجد! فإن النجوم عامة تظهر مجد الله في حكمته وجمال صنعه، أما نجم المشرق فيبرز مجد الله في محبته واتضاعه. النجوم بصفة عامة تعلن الله الخالق، أما ”نجمنا“ فيشير إلى الإله المتجسد. ومع أن النجوم صامتة، لا صوت لها ولا كلام، لكن ”إلى أقصى الأرض خرج منطقهم“... حتى إلى بلاد المشرق حيث جذب النجم المجوس إلى يسوع، وهذه هي مهمة رابح النفوس الذي:
دورة مجانية للدروس بالمراسلة
فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات.
Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075
47 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
© 2016 - All rights reserved for Voice of Preaching the Gospel - جميع الحقوق محفوظة