نعم، في ملء الزمان جاء المسيح وتمت هذه الآية المباركة : "وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ." (غلاطية 4:4)
يطلب الكتاب المقدس من كل مؤمن بيسوع المسيح أن يمتحن نفسه، أولاً ليتيقّن أنه في الإيمان "جرّبوا أنفسكم: هل أنتم في الإيمان. امتحنوا أنفسكم. أم لستم تعرفون أنفسكم أن يسوع المسيح هو فيكم إن لم تكونوا مرفوضين." (2كورنثوس 5:13)
اِقرأ المزيد: امتــحان آخر شهور السنة
"رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له."
لما وُلد المسيح أرسلت السماء ملائكة لتبشر الرعاة الفقراء بميلاد المسيح، وأرسلت نجمًا ليعلن للمجوس الأغنياء عن خبر ميلاده، لأن المسيح أتى لجميع الطبقات وهو يريد أن يتعرف به الجميع. وهنا أود أن نتأمل في نجم الميلاد الذي رآه المجوس في ثلاث كلمات:
اِقرأ المزيد: عظة العدد نجم الميلاد
إلى منزل في وسط الجليل، وإلى فتاة عذراء فتيّة في عمر غضٍّ صغير، في مدينة الناصرة ذات السمعة غير الحميدة لكونها معبرًا تجاريًا لخليطٍ من تجار الأمم والرومان، إلى هناك بالتحديد، أُرسل جبرائيلُ الملاك من عند الله في السماء، حاملًا معه بشارة مخصصة لمريم دون سواها، من عذارى يهوذا. وفور دخول الملاك غرفة العذراء المخطوبة، والمزمعة آنذاك أن تتزوج من يوسف النجَّار خطيبها من بيت داود وعشيرته، ارتبكت مريم من زيارة الملاك المفاجئة لها في بيتها الفقير الوضيع، وارتعبت في داخلها من شأن هذه الإطلالة غير المتوقعة، كما استغربت تحيَّته لها حين قال لها:
"ولما وُلد يسوع في بيت لحم اليهودية." (متى 1:2)
من مثله في كل العصور والأجيال؟ ليس مثله بين الملوك والرؤساء والكهنة والأنبياء.
من غيره تحدثت عنه النبوات قبل مجيئه بآلاف السنين؟
تسود العالم العربي مؤخرًا محاولات الكثير من وسائل الإعلام المختلفة لدراسة وتحليل كلمات الرب يسوع المسيح التي قالها أثناء وجوده على الأرض. وزادت تلك المحاولات وامتدّت بعد المناظرات الصاخبة بين المفكرين والباحثين من أئمة التراث وكتّابه من مؤيّدين محافظين ومعارضين محدثين مما زاد من حجم الفجوة بينهما.
اِقرأ المزيد: أنا في الآب والآب فيّ
من أكثر العبارات أثرًا وإيحاء في كتاب العهد الجديد تلك التي وردت في الأصحاح الأول من بشارة يوحنا: "وحلّ بيننا." وهي تعلن أنه في ملء الزمان تشرّف المكان باستضافة الملك السرمدي، الذي ترك عرش السماء، وسكن ردهًا من الزمن بين البؤساء. نزع ثياب عظمته ومجده، وترك مقرّ سلطانه المهيب، وأخذ جسد إنسان تحت الضعف والحاجة والعناء. فقد قبل أن يجاور الإنسان الذي شوّهته الخطية، فأفسدت حاضره، وسوّدت مستقبله، فأصبح رهينة بؤسه ومتاعبه، ومخاوف درب مسيره وكآبة مصيره المجهول. لقد وضع الغنيّ نفسه بين الفقراء، والقدير سكن بين الضعفاء!
يمر العالم في فترة عصيبة من تاريخ البشرية. ولعلّ أبرز خصائص هذه الحقبة هو الخوف. أجل، إن العالم يعيش في حالة خوف رهيبة، ليس على صعيد محلي فقط بل على صعيد دولي. فالدول الصغيرة تخشى سيطرة الدول الكبيرة التي تحاول أن تستنزف خيراتها ومصادر ثروتها، والدول الكبيرة تعاني من عقدة الشك، فكل منها تسعى لحماية نفسها من أخطار الدول الأخرى التي تهددها بما تملكه من قوة ذرية وهيدروجينية وسواها من الأسلحة الفتاكة التي لم تخطر على بال إنسان قبل مطلع القرن الحادي والعشرين.
كثيرون في العالم الذين يدّعون أنهم مسيحيون، ولكنهم في واقع الأمر ينكرون أهم أسس الإيمان المسيحي مثل وحي الكتاب المقدس، والعجائب، ووجود السماء، والحياة الأبدية، والعذاب الأبدي في بحيرة النار والكبريت. ولكن الأسوأ من هذا أنهم ينكرون واحدة من أهم حقائق التاريخ المعلنة في الإنجيل المقدس، وهي حقيقة حبل القديسة مريم العذراء بشخص الرب يسوع المسيح بدون زرع بشر، أي إنهم ينكرون الحبل العذراوي على اعتبار أنه ضد منطق العلم، غير قابلين حقيقة أن الله قادر على كل شيء ولا يعسر عليه أمر. وهؤلاء الأشخاص يكذّبون كذلك إعلان الله الصادق والواضح في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد بأن العذراء مريم المباركة قد حبلت فعلًا دون أن تعرف رجلًا، وأن ذلك قد تم بوعد من الله قبل حوالي 800 عام من ولادة الرب يسوع له كل المجد.
اِقرأ المزيد: الإطار التاريخي لنبوة الحبل العذراوي
رأى بعض المفسرين أن يضعوا الوصية الخامسة كحلقة وسط بين مجموعتين من الوصايا: المجموعة الأولى لاهوتية تعّبدية تختصّ بعلاقة الفرد بالله وتشمل الوصايا الأربعة الأولى، والمجموعة الثانية تختصّ بعلاقة الفرد بغيره من الناس، فلا يتعدى حدود الغير، وهذه تشمل الوصايا الخمس الباقية. فالوصية الخامسة بين المجموعتين لها استقلالية مميَّزة في تسليط الضوء تحديدًا، على الأبناء دون غيرهم، فتوصيهم بضرورة تكريم والديهم، وانفردت هذه الوصية عن غيرها بأن خصّ الرب من التزم بها بالوعد بطول العمر.
يأتي بنا هذا النصّ إلى السؤالِ التشكيكيِّ الثاني. ألم ينكرِ المسيحُ أنه اللهُ عندما قال مخاطبًا الله الآبَ: "وهذه هي الحياةُ الأبديةُ: أن يعرفوك أنت الإلهَ الحقيقيَّ وحدَكَ ويسوعَ المسيحَ الذي أرسلتَه." (يوحنا 3:17)
اِقرأ المزيد: ألم ينفِ المسيح صراحة أنه الله؟
تكلمنا في المرات الماضية عن ظهور المسيح على هذه الأرض، إذ جاء في ملء الزمان "مولودًا من امرأة." وذكرنا أنه جاء ليمجد الله، ولكي "يبطل الخطية بذبيحة نفسه." ولكي يترك لنا مثالاً لنتبع خطواته. في هذه المرة سنتكلم بعون الله عن ظهوره الآن "أمام وجه الله لأجلنا." (عبرانيين 24:9) وسنحصر الكلام في ثلاثة مواضيع:
اِقرأ المزيد: ظهور المسيح الآن لأجلنا
من أجمل أوقات السنة هو موسم عيد الميلاد المجيد حيث يذكرنا هذا الشهر الفضيل أن محبة الله انسكبت من السماء وتدفقت أنهارها لتروي كل ظمآن ماء الحياة وتشبع كل نفس خبز السماء. فنحن كمسيحين لا نحتفل بمولد المحبة والسلام فقط بل بغفران الخطايا وبالحياة الأبدية وبالتمتع بعلاقة أبدية مع خالقنا الله.
اِقرأ المزيد: ماذا أفعل بهديتي؟
دورة مجانية للدروس بالمراسلة
فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات.
Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075
222 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
© 2016 - All rights reserved for Voice of Preaching the Gospel - جميع الحقوق محفوظة