نعم، في ملء الزمان جاء المسيح وتمت هذه الآية المباركة : "وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ." (غلاطية 4:4)
حقًا، لقد أنعم الله لنا بالرب يسوع المسيح، مسرة قلبه ورسم جوهره. يا لها من عطية مباركة تسمو فوق كل عطية! لقد هتف الرسول بولس من عمق قلبه قائلاً: "فَشُكْرًا ِللهِ عَلَى عَطِيَّتِهِ الَّتِي لاَ يُعَبَّرُ عَنْهَا." (2كورنثوس 15:9) فمن يستطيع أن يصف عمق هذه العطية أو رفعتها؟ لقد جاء المسيح كي يخلصنا من خطايانا، ويفتدينا من آثامنا، ويحررنا من كل إثم. جاء لكي يهبنا المصالحة مع الله الآب، ويهبنا السلام الكامل والراحة التامة. هذا الابن المبارك هو الذي دُعي عمانوئيل، الذي تفسيره "الله معنا." نعم، حلّ بيننا، وأخذ صورتنا، وتمشّى على أرضنا، وشفى مرضانا، ووهب الراحة للمتعبين، والعزاء للحزانى ولمنكسري القلوب.
يعرف الكثيرون مسيح التاريخ، ويؤمنون بميلاده المعجزي، وحياته الفريدة، وصليبه العجيب، وبكل الحقائق المدوّنة في الكتاب المقدس، لكنهم بكل أسف لا يعرفون مسيح حياة الاختبار الذي يستطيع أن يحوّل الحياة التعسة إلى حياة سعيدة. فقد تفشل جميع الوسائط البشرية في علاج التعساء الأشقياء، لكن عمانوئيل لا يفشل، لأنه الله الذي يدخل إلى قلوبنا ويحيا فينا ومعنا. ومتى دخل المسيح إلى القلب، تحوّل الظلام إلى نور، والحزن إلى فرح، والقلق إلى سلام، والنجاسة إلى قداسة.
إنه لشيء مدهش أن المسيح هو عطية السماء إلى جميع الناس دون استثناء "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يوحنا 16:3) فلكل شخص نصيب في هذه العطية المباركة. يا لها من حقيقة مجيدة! لقد أحب الله الجميع، وافتدى الجميع، وقدم الخلاص للجميع، وهو يدعو وينادي الجميع.
عزيزي، يا من تحتفل بعيد الميلاد المجيد، هل أخذت نصيبك من هذه العطية؟ ما هو سؤل قلبك أو رغبته في هذا العام الجديد؟ إن الله لا يقول لك كما قال في القديم "اسأل ماذا أعطيك،" لكنه قد سبق وقدّم يسوع ابنه الحبيب عطية مباركة مجانية للجميع. ويقول لك الآن: تلذّذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك." (مزمور 4:37) أي تلذّذ بأفراح الرب يسوع المسيح. عندئذ تتحقق آمالك، وتنال أمنياتك، وتصل إلى الهدف السامي في حياتك، وهو يهبك أكثر مما تطلب أو تفتكر بحسب غناه في المجد.
"أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ." (لوقا 11:2)