كم مرة ردَّد الإنسان سؤال أيوب النبي "إن مات رجل أفيحيا؟". وظلّت الأجيال حائرة إلى أن جاء المسيح وأجاب بنفسه عن هذا السؤال القديم فقال:
اِقرأ المزيد: كلمة العدد: القيامة أخبار سارة
من الأدلة التي لا تُدحض لتأكيد قيامة المسيح، ظهوره لرسله الذين اختارهم بعد قيامته، "اَلَّذِينَ أَرَاهُمْ أَيْضًا نَفْسَهُ حَيًّا بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ" (أعمال 3:1). ومع ظهوره لرسله، ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمئة أخ كان أكثرهم باقيًا في أيام بولس (1كورنثوس 6:15). كان ظهور المسيح بعد قيامته ظهورًا هادفًا، وفي هذه الرسالة سنسير مع المسيح في ظهوره.
اِقرأ المزيد: ظهر أولاً لمريم المجدلية
مع بداية هذا العام كنا قد احتفلنا بسرور، واحتفل العالم معنا بعيد الميلاد.
واليوم ها نحن نعيش مواسم عيد بهيج آخر بدأ بأسبوع الآلام ثم تُوِّجَ بعيد القيامة.
وتتكرر مواسم الأعياد مع تتابع السنين لتذكِّر الداني والقاصي بما تحمله من معان وقيم ومبادىء.
في ذكرى ميلاد المسيح عيد نحتفل به بابتهاج، وفي ذكرى قيامته من القبر عيدٌ أيضًا نحتفل به باعتزاز.
وتساءل أحدهم: أي العيدين هو الأعظم؟!
كَمْ كانَ صَعبًا سيدي صَليبُكَ
كَمْ أدمى الشوكُ رأسَكَ وجبينكَ
الحُكمُ كانَ جائرًا
وأطعتَ أنتَ صامتًا
منْ أجلِنا
"قَالَ يَسُوعُ هذَا وَخَرَجَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ إِلَى عَبْرِ وَادِي قَدْرُونَ، حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ (في جبل الزيتون) دَخَلَهُ هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ. وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ يَعْرِفُ الْمَوْضِعَ، لأَنَّ يَسُوعَ اجْتَمَعَ هُنَاكَ كَثِيرًا مَعَ تَلاَمِيذِهِ. فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّامًا مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ. فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُمْ: ’مَنْ تَطْلُبُونَ؟‘ أَجَابُوهُ: ’يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ‘. قَالَ لَهُمْ: ’أَنَا هُوَ‘... فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: ’إِنِّي أَنَا هُوَ‘، رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ. فَسَأَلَهُمْ أَيْضًا: ’مَنْ تَطْلُبُونَ؟‘ فَقَالُوا: ’يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ‘. أَجَابَ يَسُوع: ’قَدْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا هُوَ. فَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي فَدَعُوا هؤُلاَءِ يَذْهَبُونَ‘. لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ: ’إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدًا" (يوحنا 1:18-9).
في حياة الإنسان العادية أوقات وأزمنة معينة لا تُنسى إذ هي محفورة في القلب والعقل... هذه الأوقات فيها تغيّرت مسيرة الحياة إلى منعطف مخالف تمامًا لما كانت عليه حياة ذلك الإنسان قبلاً. فإبراهيم لا يمكن أن ينسى الوقت الذي فيه سمع صوت الرب للمرة الأولى حين دعاه ليترك عشيرته وبيت أبيه، وأيضًا لا ينسى الوقت الذي فيه تحقّق الوعد بولادة إسحق.
ويعقوب أبو الأسباط لم ينس الوقت الذي فيه حمل أبناؤه نبأ حياة يوسف وسلطانه على كل أرض مصر، ولم ينسَ الوقت الذي فيه ذهب لرؤية يوسف والإقامة معه بقية عمره.
اِقرأ المزيد: أحداث الساعة السادسة
من أغرب الألقاب التي أطلقها الوحي المقدس على الرب يسوع المسيح في فترة تجسّده، امتدادًا إلى وقت آلامه وصلبه لأجل الفداء، لقب "مسكين". ولقد أطلقه الرب على ذاته من خلال نبوات كثيرة، فصار هذا اللقب مصدر قوة وعزاء للكثيرين من بائسي شعبه، وسبب نصرة روحية لجميع منتظريه، كما صار في الوقت نفسه حجر عثرة للمستكبرين المتعظمين الرافضين لخلاصه العجيب.
اِقرأ المزيد: خلاص المساكين ورجاء البائسين
هذه كلمات قالها رب المجد يسوع المسيح حين ذهب إلى قرية بيت عنيا ليقيم لعازر الميت، إذ قالت له مرثا أخت لعازر: "يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي!... قَالَ لَهَا يَسُوعُ: سَيَقُومُ أَخُوكِ. قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ، فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ". عندئذ أعلن لها يسوع أنه هو مصدر القيامة ورئيس الحياة. ثم أثبت ذلك إذ ذهب إلى القبر وقال لهم: "ارفعوا الحجر"، فرفعوا الحجر، وقال يسوع بصوت عظيم: "لعازر هلمّ خارجًا"، فخرج الميت!
اِقرأ المزيد: أنا هو القيامة والحياة
إن قيامة المسيح هي الحقيقة الأساسية في المسيحية. فهي في أهميتها تفوق ولادته الإعجازية، وهي في الوقت نفسه متوِّجة لحقيقة صلبه، فهي برهان قبول ذبيحته الفدائية، وهي علامة ختم كفارته عنا، وهي عيد ميلاد المسيحية.
فلولا قيامة المسيح، لأضحى شخصه في نظر التاريخ نسيًا منسيًّا... ولدُفنت المسيحية مع المسيح في قبره، ومات الرجاء في قلوب أتباعه، وأمست الكرازة بالإنجيل خرافة تاريخية!
"هيا أسرع يا بطرس وأغلق البابَ بإحكام. فلقد أمسى النهار على المَيَلان، وينبغي ألاَّ نفتحَ لأحد من الناس أيًّا كان".
"هــ.. ها أنا قد فعلت تماماً كما طلبت، فارتحِ الآن واهدأ يا يوحنا وابعدِ القلق عنك. لقد دعمتُ أنا ويعقوب الباب من الداخل بالسلَّم الكبير حتى لا يقدر أحد أن يقتحمه. فاطمئن.."
وهنا عاد يوحنا ليكرر تعليماته لبطرس ويقول: "إنـْ... انتبه يا بطرس أيضًا إلى النوافذ وأرجوك أن تلقي نظرة متفحِّصة عليها لتتأكد أنَّ ما من أحد يستطيع أن يتسلَّل منها إلى البيت".
لعل أصعب ما يمكن أن يصدّقه الإنسان في القرن الحادي والعشرين هو قيامة شخص من بين الأموات ولا سيما بعد وجوده في القبر لمدة ثلاثة أيام. يساورنا الشك عندما نسمع عن شخص شُفي من مرض خبيث، وسرعان ما نسأل عن نوع الدواء الذي تناوله أو عن الطبيب الذي قام بالعلمية وعالجه. فهل يُعقل لشخص أن ينجو من مرض السرطان مثلاً؟ وهل يمكن أن ينطق الأخرس؟ أو أن يبصر الأعمى؟ يا لشقاوة الإنسان الذي تلاشى إيمانه في قدرة الله وقوته وسلطانه المطلق وأضحى يعتمد على قدرته وإمكانياته وتقدّمه في التكنولوجيا والعلوم والأبحاث. وأصبحت حقيقة قيامة المسيح من الأموات شيئًا فشيئًا حدثًا في الماضي ليس له تأثير أو روابط في حياتنا المعاصرة. إن قيامة المسيح حقيقة كافية وقاطعة لتعطي كل إنسان رجاء، فقد غلب الرب اللحود وقام ظافرًا على عدوّ البشر اللدود منذ سقوط آدم الأول. فارتباط الإنسان بشخص المسيح يوفر له هذه الغلبة والقوة التي تنتصر حتى على آخر عدو له، الموت.
يكتب لنا يوحنا الرائي في سفر الرؤيا إعلانًا واضحًا عن الرب يسوع فيبدأ سفره بكلمة "إعلان"، التي هي عنوان لهذا السفر الذي به أراد الله أن يعلن لنا عن الرب يسوع وإتمام عمله، فيقول عندما رأى الرب يسوع الذي ظهر له بأن "وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا. فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي: لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ"
(رؤيا 16:1-18).
اِقرأ المزيد: أنا هو... الحي. وكنت ميتًا
لا يوجد إنسان على وجه هذه الخليقة لا يمتلك مجموعة من الضعفات والنقائص! فقد تكون هذه:
جسدية كعيوب خلقية وعاهات...
أو نفسية كالرفض من الأهل والشعور بصِغَر النفس...
أو اعتداءات جسدية وأحيانًا جنسية منذ الصغر والتي تولّد مشاعر الخوف والإهانة والعار وعدم احترام النفس واحتقارها...
اِقرأ المزيد: كيف يحوّل الله ضعفنا وقبحنا إلى قوة وجمال؟
الصليب عبارة عن عارضتين متعامدتين؛ عارضة رأسية هي: "مثل ارتفاع السماوات فوق الأرض"، وعارضة أفقية هي: "كبُعد المشرق من المغرب"، وبهما كان الصليب... وبالتالي كانت النتيجة أن الله "أبعد عنا معاصينا". (مزمور 11:103-12)
يؤكد كاتب سفر العبرانيين مرارًا وتكرارًا على عمل الفداء الأبدي الذي قام به الرب يسوع المسيح. فكتب قائلاً: "وَأَمَّا الْمَسِيحُ، وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِلْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ، فَبِالْمَسْكَنِ الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ، غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هذِهِ الْخَلِيقَةِ، وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُول، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا" (عبرانيين 11:9-12). تلخّص لنا هاتان الآيتان عمل الفداء الأبدي الذي قام به الرب يسوع المسيح على الصليب. وتقدّم لنا جملة من الحقائق الهامة:
يقول الرسول بولس في رسالته إلى أهل أفسس أن الله "... وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ وَأَقَامَنَا مَعَهُ..." (أفسس 5:2-6.) فهل تجد في حياتك ما يثبت بأنك قد قمت فعلاً مع المسيح؟ أو بالأولى، هل تذكر يومًا أنك شعرت بثقل خطاياك وذنوبك، وأنك غير قادر على حملها ورفع وزرها عنك، ورأيت أنك تستحق حكم الموت بسببها طبقًا لكلام الكتاب المقدس بأن "أجرة الخطية هي موت" (رومية 23:6)؟ والأهم من ذلك كله، هل تذكر أنك جئت يومًا إلى الرب يسوع المسيح واعترفت له بكل خطاياك واثقًا بأنه قادر أن يخلصك؟ وهل شعرت بيده تمتدّ إليك وتقيمك وتعطيك الحياة من جديد؟ هذا هو الخلاص الذي تتكلم عنه الآية السابقة ويتم بعمل النعمة التي في المسيح يسوع. فهل تفاضلت نعمة الله معك وفيك، وأقامتك لتحيا مع المسيح وبالمسيح وفي المسيح بل ويحيا المسيح فيك؟
اِقرأ المزيد: هل قمت مع المسيح؟
أتيحت لي الفرصة لزيارة الأراضي المقدسة لأربع مرات، وواجهني أصدقائي بالسؤال: هل شاهدت نور المسيح في كنيسة القيامة؟ وكان هذا السؤال فاتحة سهلة لمناقشة إيجابية. فالسؤال بحث والإجابة برهان، حب الاستطلاع فطرة والجواب اللين يصرف الغضب، البحث في عين الله إشراك والتأمل في ذات الله إشباع، الاختبار شهادة والخبرة منفعة، الصلب موت والقيامة حياة، الدين للديان ورأس الحكمة مخافة الرب. وكان ردي مبدئيًا أن القيامة تاريخيًا وكتابيًا قضية لا جدال فيها، ومن هنا نبدأ حديثًا عن أنوار القيامة:
السبت 28 إبريل - الساعة 2،30 ب ظ
Biola Univ., 13800 Biola Ave,
La Mirada, CA
القس ميشال عباس والقس أيمن كفروني
(562) 596-6122, (562) 596-6770
اِقرأ المزيد: مؤتمرات عام 2012
دورة مجانية للدروس بالمراسلة
فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات.
Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075
192 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
© 2016 - All rights reserved for Voice of Preaching the Gospel - جميع الحقوق محفوظة