Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان April 2012

الأخ عامر حدادلا يوجد إنسان على وجه هذه الخليقة لا يمتلك مجموعة من الضعفات والنقائص! فقد تكون هذه:

جسدية كعيوب خلقية وعاهات...

أو نفسية كالرفض من الأهل والشعور بصِغَر النفس...

أو اعتداءات جسدية وأحيانًا جنسية منذ الصغر والتي تولّد مشاعر الخوف والإهانة والعار وعدم احترام النفس واحتقارها...

 

أو فكرية نتيجة العيش في مجتمعات ديكتاتورية لا تؤمن بحرية الرأي والتعبير وترفض الآخرين لمجرّد أنهم يختلفون معه في اللون أو الجنس أو المعتقد.

وقد تكون هذه العيوب روحية تتعلّق برفض فكرة الأبوّة الروحية، والمحبة غير المشروطة، وقيمة الذات، ولا تدور حول الانجازات لأنه نشأ في بيت يؤمن على نقيض ذلك؛ أو قد تكون قيودًا روحية نتيجة حرب روحية يشنها عدو الخيرعلينا.

والمشكلة ليست في هذه العيوب بل في كيفية التعامل معها. فالإنسان عادة يحاول أن ينكر وجودها، أو يجد لها الأعذار، أو يبحث عن شماعة يلقي عليها المسؤولية ليعيش دور الضحية والشهيد.

أما الله فينظر إلى هذه الضعفات على أنها فرصة ثمينة لكي يُظهر لنا محبته وقدرته على تحويل الضعف إلى قوة كما يعلمنا الكتاب المقدس بأنه "اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ، وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ"، لأن الإنسان الذي يشعر بالاكتفاء الذاتي يعيش حياة الكبرياء والبعد عن الله... ومثل هذا الشخص لا يثير إعجاب الله ليصنع منه إناءً للكرامة لأنه من عجينة قد تصلّفت وتقسّت ولا يمكن تشكليها. أما الإنسان الذي يدرك ضعفه ويضعه في يدَي الرب يستطيع أن يختبر العديد من البركات.

 

أولاً: إن ضعفاتنا تجعلنا نعتمد على قوة الله غير المحدودة في حياتنا

لذلك نجد أن الرب قد قلّص قديمًا جيش جدعون الذي خرج لمحاربة المديانيين من 32 ألف إلى ثلاثة آلاف جندي ذهبوا لمحاربة مئة وخمسة وثلاثين ألف مقاتل! في منطق البشر، يعتبر هذا انتحارًا أما في حكمة رب البشر هو إعلان بأن خلاصهم ليس بقوتهم الذاتية بل بقوة الرب الساكن في وسطهم لأنه "لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ، بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ".

ثانيًا: إن ضعفاتنا تلجم قوة الكبرياء فينا وتبقينا متواضعين

هذا ما يؤكده الرسول بولس: "وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ". فأحيانًا تكون ضعفاتنا مثل كوابح السيارة التي تسيطر على سرعتنا لئلا نتهور.

 

ثالثًا: إن ضعفاتنا تشجّع على روح الشركة بين المؤمنين وتقتل روح الفردية والاستقلال

لأن ضعفاتنا تعلن مدى احتياجنا لبعضنا البعض وضرورة العيش معا كعائلة المسيح وجسده فنكون من خلاله شفوقين متسامحين قادرين أن نشفق على ضعفات الآخرين لأننا ضعفاء وبحاجة لمن يعين ضعفنا ويسندنا تمامًا.

 

رابعًا: ضعفاتنا تعلن عن مجد الله في حياتنا

لقد كان كل رجال الله العمالقة أشخاصًا ضعفاء، لكن الرب حوّل ضعفاتهم إلى قوة.

فالرب حوّل جدعون الذي كان يشعر بالدونية وصغر النفس إلى "جبار بأس".

وحوّل بطرس من شخص ضعيف وخاطئ إلى صخرة وصياد للناس.

وحوّل قسوة وبطش شاول الطرسوسي إلى رسول المحبة لدرجة أنه كان مستعدًا أن يكون محرومًا من المسيح لأجل إخوانه وأنسبائه في الجسد الذين كانوا يكرهونه ويحاولون قتله.

أحبائي، لندرك ضعفاتنا، ونعترف بها، ونضعها بين يدي الرب، ونثق بأنه يستطيع أن يصنع منا وفينا عجبًا فنكون كالفراشة الجملية التي خرجت من شرنقة قبيحة بعد طول مخاض!

 

المجموعة: نيسان (إبريل) 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

190 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11576884