في ملء الزمان ولد المسيح ابن الإنسان! وقبل ميلاده عاش العالم في ظلمة الوثنية، وتمرّغ في أوحال الخطية، وتحطّمت قواه من قسوة العبودية، فلما جاء نادى للعمي بالبصر، وللمأسورين بالحرية.
السماء مكان حقيقي، فيه سيتمّم الله برنامجه للإنسان، وفيه سيمسح كل دمعة من العيون، وفيه سنسمع أناشيد المفديين. غير أن الشيطان يجهد في حجب جمال هذا المكان عن عيوننا، وأن يغرينا بمباهج الأرض الفانية.
ميلاد المسيح حدث عجيب مثير للدهشة! والعجب الذي أعنيه هنا ليس الولادة العذراوية، مع أن ذلك فيه من العجب ما يذهل العقول. إنما ما أقصده هو عجب التجسّد! وكيف أن الله الحي القيوم القدوس المتعالي في القدرة والجلال، كيف ارتضى أن يظهر بين الناس بهيئة إنسان، فكان هو المسيح.
اِقرأ المزيد: مفاجأة يوم الدين!
في كلّ ثانية يولد أربعة أطفال، وفي كل يوم يولد ثلاثمئة وسبعون ألف طفل حول العالم، بحسب بعض الإحصائيات على الإنترنيت بين سنتي 2011 و2014. وطبقًا لعادات معظم البلدان والشعوب، يقوم الوالدان اللّذان ينتظران مولودًا جديدًا بالتحضيرات اللازمة، على مرّ الأشهر التسعة لمجيء هذا الطفل وانضمامه إلى العائلة السعيدة. وترافق حدث ولادة طفلٍ في العالم الاحتفالات والاستقبالات وتعمّ الأفراح والأهازيج، وتزغرد النساء في بعض البلدان ويقدّمون الحلوى المختلفة تعبيرًا عن فرحتهم بولادة إنسانٍ في العالم.
من الملاحظ أن احتفالات عيد الميلاد حسب التوقيت الغربي، تبدأ في معظم الكنائس الأميركية من الأحد الأول من ديسمبر وتنتهي باحتفال الكريسماس في 25 ديسمبر. تُعدّ كل كنيسة برامج هذه الاحتفالات بطرق متنوعة، ففي بعضها تُقرأ قصة الميلاد بتسلسل تاريخي من أحد لآخر. والبعض يشعلون شموعًا، ويقدمون ترانيم ميلادية، وكنائس أخرى تقدم مسرحيات عن الميلاد، إلخ... كل هذا جيد ويذكرنا بهذه المناسبة العظيمة، ميلاد ربنا يسوع المسيح. ولكن الأجمل والأعظم من كل هذا أن نتأمّل في أحداث الميلاد ونستخلص منها الدروس والعبر لحياتنا. لذلك دعونا نتأمل في أول مشهد من الميلاد وهو بشارة الملاك جبرائيل للعذراء المطوّبة مريم، وفيه نرى ثلاثة أمور:
يتعامل الله مع البشر بطرق وأنواع كثيرة تختلف بحسب اللغة التي يفهمها كل شخص. عندما أراد الله أن يعلن للرعاة نبأ الميلاد أرسل لهم ملاكًا ليبشرهم. وعندما أراد أن يعلن الأمر نفسه للمجوس، أرسل لهم نجمًا. الرعاة يفهمون جيدًا أن الله كان يرسل ملائكة للذين يريد أن يرسل لهم رسالة، والمجوس المتخصصون في الفلك أرسل لهم نجمًا ظهر فجأة، فهموا منه أن شخصًا عظيمًا قد ولد. ولو حدث العكس، أي أن الله أرسل نجمًا للرعاة وملاكًا للمجوس لما فهم أي منهم شيئًا.
اِقرأ المزيد: سجدوا وفتحوا وقدموا
نقرأ في الكتاب المقدس: "بهذا أُظهرت محبة الله فينا: أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به." (1يوحنا 9:4) نجد في هذا العدد عدة أهداف تحققت في مجيء الرب يسوع:
اِقرأ المزيد: الابن... لماذا جاء؟
"أيها الأحباء، الآن نحن أولاد الله." 1يوحنا 2:3) يا لها من عبارة جميلة وحقيقة جليلة. فهل من المعقول أن يرضى الله أن يحيا أولاده على هذه الأرض حياة الهزيمة؟ كلاّ بالتأكيد.
اِقرأ المزيد: كيف ينتصر المؤمن
منذ نشأة الكنيسة الأولى والاضطهادات الروحية والجسدية تتعاقب عليها بشتى الأشكال والصور، وتتجنّد جميع قوى الشرّ للقضاء عليها. والواقع أن الصراع بين الخير والشر، بين ملكوت الله وأبناء الجحيم، بين الحياة الأبدية والعذاب الأبدي، قد ابتدأ منذ سقوط الإنسان الأول في خطيئة العصيان. ولكن الله برحمته، ومن فرط محبته، لم يتخلّ عن مخلوقه الذي صوّره على مثاله، بل عمل على إنقاذه من الحالة المتردّية التي أصبح عليها.
اِقرأ المزيد: هل الاضطهاد نعمة أم نقمة؟
انطلق يسوع من وادي الأردن تاركًا اليهودية صاعدًا إلى الجليل مجتازًا السامرة... الطريق إلى سوخار وعر بين تلال وجبال صخرية، لكنه يصل إلى بئر يعقوب وبساتين الزيتون المنتشرة حوله. جلس على حافة البئر بينما انطلق التلاميذ إلى المدينة ليبتاعوا طعامًا. هبت نسمة رطبة وسط حرارة منتصف النهار الحارقة، أغمض عينيه مستمتعًا بها.
اِقرأ المزيد: حوار هام عند البئر
انتهى التاريخ والدهر انقضى
وتسربل العالم بالخشية
الأرض تضجّ والبحر يعجّ
اِقرأ المزيد: وعلى الأرض السلام
عندما صنع يسوع معجزة إكثار الخبز والسمك، لم يكن يسدد احتياجات الناس فقط بل كان يعلم تلاميذه دروسًا ويدرّبهم، وينمي إيمانهم وثقتهم بشخصه وبأنه هو وحده كل ما يحتاجون إليه. وبعد معجزة إشباع الخمسة آلاف قرر يسوع أنه قد آن الأوان ليعلّم تلاميذه درسًا أصعب حيث أنهم لم يستوعبوا درس إكثار الخبز والسمك. "لم يفهموا بالأرغفة إذ كانت قلوبهم غليظة." (مرقس 6:52) فأراد يسوع أن يرتقي بإيمانهم إلى مستوى أعلى وهو الثقة بأنه المسيطر على الطبيعة والقادر على حمايتهم في أخطر الظروف. وقد سجل البشير متى 20:14-32 حادثة المشي على الماء بطريقة تلقي الضوء على أسلوب يسوع في التدخّل في حياة أولاده وحمايتهم على النحو التالي:
اِقرأ المزيد: معجزة إكثار الخبز والسمك
أُرسل الملاك جبرائيل إلى مدينة الناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم (لوقا 26:1-27). وقال الملاك للعذراء: "وها أنتِ ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمينه يسوع." (31:1)
كانت المفاجأة عظيمة، فقالت مريم للملاك: "كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً." (34:1) فقال لها الملاك: "الروح القدس يحلّ عليك، وقوة العليّ تظللك، فلذلك أيضًا القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله." (35:1) فقالت مريم: "هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك." (38:1)
ويتحدث متى البشير قائلاً: "أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا. لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا، وُجدت حبلى من الروح القدس." (متى 18:1) ذُهل يوسف من هول المفاجأة، انكسر قلبه وتحيّر عقله، لكنه لم يفقد صوابه، قضى ليلة مؤلمة، لكن الرب ظهر له وكشف له السر.
تكلم الرب يسوع عن اثنين من الأغنياء، كشف لنا من خلال حياتيهما حقيقتين:
الأولى: فراغ الحياة الأرضية.
والثانية: ضياع الأبدية.
قصد سيّدنا المبارك أن يصل بنا إلى سِرِّ هلاك كليهما، حتى نتنبّه أكثر؛ فلا نكون كأيٍّ منهما. فإلهنا كان، ولا زال، يريد أن الجميع يخلصون. فما سرّ هلاك وضياع هذين الرجلين؟
اِقرأ المزيد: الولادات المذهلة الثلاث
دورة مجانية للدروس بالمراسلة
فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات.
Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075
190 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
© 2016 - All rights reserved for Voice of Preaching the Gospel - جميع الحقوق محفوظة