Voice of Preaching the Gospel

vopg

الأخ إيليا كيرلستكلم الرب يسوع عن اثنين من الأغنياء، كشف لنا من خلال حياتيهما حقيقتين:
الأولى: فراغ الحياة الأرضية.
والثانية: ضياع الأبدية.
قصد سيّدنا المبارك أن يصل بنا إلى سِرِّ هلاك كليهما، حتى نتنبّه أكثر؛ فلا نكون كأيٍّ منهما. فإلهنا كان، ولا زال، يريد أن الجميع يخلصون. فما سرّ هلاك وضياع هذين الرجلين؟

1- فكَّر في نفسه

هذا الغني أخصبت كورته (مزارعه)، وزادت محاصيله، فلم يقده هذا لشكر وحمد إلهه العظيم، بل زاده تركيزًا على دائرة نفسه وذاته، التي هي إلهه. فهذه هي ضربة قلب الإنسان المدمِّرة، التي قال عنها الكتاب المقدس: "إلههم بطنهم" (فيلبي 19:3)، وأيضًا "يكونون محبّين لأنفسهم." (2تيموثاوس 2:3)
لقد خلق الله الإنسان ليكون له، ويحتمي في سِتره، ويتعلّق به، ويتعبَّد له. لكن، وَأسفاه! لقد قال الإنسان لخالقه "ابعدْ عنا"! فزاد اهتمام الإنسان بنفسه، والنتيجة أنه دمَّر نفسه. فلقد قال المسيح: "من أراد أن يخلِّص نفسه يهلكها." (لوقا 24:9)

2- غنيٌّ لكن غبيّ

قال الله له: "يا غبيّ"، فلماذا لقَّبه الله هكذا؟
أولاً، لأنه ظَنَّ أن محاصيله وأمواله يمكنها أن تعطيه أفراحًا وهدوء البال. "يا نفسُ لكِ خيرات كثيرة... استريحي، وكُلي واشربي وافرحي." ولم يعرف هذا المسكين أن مصدر راحة النفس وضمانها هو الله خالقها، الذي قال عنه داود: "يا الله، إلهي أنت. إليك أبكِّر. عطشت إليك نفسي." (مزمور 1:63)
وثانيًا، هو غبي لأنه أيضًا ظَنَّ أن العمر أمامه طويل، فقال لنفسه: "لكِ خيرات... موضوعة لسنين كثيرة"، وهو لا يعرف أن حياتنا ما هي إلا بخار، يظهر قليلاً ثم يضمحِل!
أصلّى أن يعطيك الرب ذكاءً روحيًا، فتعرف أن حياتك ليست طويلة؛ بل بخار، وأن فرحها وضمان أبديتها، بل وشبعها هو المسيح وحده "أمامك شبع سرور."

3- مات الغني ودُفن

ننتقل إلى الصورة الثانية من حياة الإنسان البعيد عن الله، ونراها واضحة في قصة الغني في لوقا 16. حيث نرى نهاية الحياة الأرضية الزائلة، لكنها البداية لعذاب أبدي.
مات الغني... إنها الحقيقة التي ظل يهرب منها، فانتهت الآمال وتبخّرت الأحلام، لأنه "وُضع للناس أن يموتوا مَرّة." (عبرانيين 27:9) مات ورفع عينيه في الهاوية في العذاب. فيا للخسارة! ويا له من عذاب!
عزيزي، كتب بولس لتيموثاوس أن يوصي الأغنياء "أن لا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى." (1تيموثاوس 17:6)، بمعنى أن الغنى أساس واهٍ ضعيف، لا يُعطي سعادةً حقيقية، بل يبعد القلب عن ضمان الأبدية في المسيح. ولكن هناك أساس متين، يُسعد الحياة ويضمن الأبدية. إنه شخص المسيح الذي قال: "أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل." (يوحنا 10:10) لذا أنشَدَ المرنِّم واثقًا:
رجاء نفسى وحده
ليس رجاء بسواه
دم يسوع واسمه
إذ موته يعطي النجاه
مسيحي صخري لا يُزال وغيره الكلُّ رمال

4- صلاة مرفوضة

وصل الغني المسكين إلى الأبدية المظلمة، وبدون المسيح، يا للهول! هناك اللهيب والعذاب. وصف "دانتي" الشاعر الإيطالي بابها المرعب وقد كُتب عليه: "أيها الداخلون هذا المكان، اقطعوا الأمل!"
وحينما رفع الغني عينيه في العذاب، رأى أبينا إبراهيم من بعيد، ولعازر في حضنه، يتعزّون ويفرحون؛ فطلب منه ثلاث طلبات، وكلها قوبلت بالرفض!
الأولى: "يا أبي إبراهيم، ارحمني." فلم يستجب له؛ والسبب أن الذي عنده الرحمة هو الله فقط. "إله غفور وحنّان ورحيم، طويل الروح وكثير الرحمة." (نحميا 17:9) كما أنه كان قد فات أوان الرحمة التي كانت على الأرض.
الثانية: طلب نقطة ماء ليبرِّد لسانه في هذا اللهيب! ولم يأخذ هذه الطلبة، حيث أن الوسيلة الوحيدة للهروب من عطش الجحيم هو الإيمان بالمسيح "من يؤمن بي فلا يعطش أبدًا." (يوحنا 35:6)
الثالثة: طلب أن يُرسل لعازر إلى إخوته الخمسة الأحياء على الأرض، حتى يتوبوا ولا يأتوا إلى موضع العذاب الرهيب. قال له إبراهيم: "عندهم كلمة الله، من يسمعها ويصدِّقها بتوبة عن خطاياه، ينجو من العذاب الأبدي." فلقد قال المسيح: "من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة." (يوحنا 24:5)

5- لم يكن غنيًا لله

كان غنيًا ماديًا، لكن بدون الله. ولم تكن حياته لله. بمعنى أن غناه كان محصورًا في أمور مادية فانية وشهوات باطلة. ولم يكن له البركات الروحية الإلهية التي تدوم إلى الأبد. "الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح." (أفسس 3:1)
إن الرب يسوع يريد خير الإنسان وسعادته الحقيقية والأبدية؛ فلقد افتقر، وهو الغني، لكي نستغني بفقره. وهو لديه غنىً روحيًا أبديًا حقيقيًا "غنى المسيح الذي لا يُستقصى."
عزيزي، إن المسيح عنده الغنى والكرامة. إنني أسمعه ينادي مقدِّمًا غِناه، وبِرّه ومجده "أُشير عليك أن تشتري منى ذهبًا مصفّى بالنار لكي تستغنى." (رؤيا 18:3)؛ فتصبح بالمسيح غنيًا، روحيًا ونفسيًا، بل وأبديًا. وعندئذ تقدِّم الكل مرة أخرى له، مكرِّسًا كل إمكانياتك قائلاً: "ومن يدك أعطيناك،" فتُصبح بحق غنيًا لله.

المجموعة: كانون الأول (ديسمبر) 2016

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

625 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11578021