بدأ صدور مجلة صوت الكرازة بالإنجيل منذ أربعين سنة. بدأت بالإيمان نبتة صغيرة، صارت مع السنين شجرة وارفة الظلال.
منذ بدأت صوت الكرازة، كان أمامها ثلاثة أهداف:
الهدف الأول، قيادة النفوس الغالية لنوال الخلاص بالإيمان بالمسيح المصلوب المقام.
الهدف الثاني، حثّ المؤمنين على قراءة ودراسة الكتاب المقدس بانتظام، والتعمّق في معرفة محتوياته لكي ينموا في النعمة، وفي معرفة سر الله الآب والمسيح، ويجدوا سلاحًا بتارًا يقاومون به كل هجمات الشيطان وتحديات العلم الكاذب الاسم.
اِقرأ المزيد: صوت الكرازة بالإنجيل تطفئ أربعين شمعة
حاول الإنسان بكل علمه ومعرفته وفلسفته أن يجد تفسيرًا لوجود الكون.
وقف مذهولاً أمام عظمة الكون... أمام الشمس والقمر والنجوم، والنبات، والحيوان... وأخيرًا أمام نفسه كإنسان.
وبدأ بفكره المحدود يضع نظريات لتفسير الخلق... خرج بنظرية "الانفجار العظيم"، ثم بنظرية التطوّر التي ابتدعها داروين... ووجد نفسه صغيرًا، تمامًا كما قال داود الملك في المزمور: "إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا، فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟" (مزمور 3:8-4).
في هذه الحلقة، يتناول موضوعنا سفر الرؤيا الذي تكثر حوله الأسئلة والاستفسارات باستمرار لما يحويه من مصطلحات وإشارات نبوية وألفاظٍ ورموزٍ عن أحداثٍ قادمة، ومع ذلك فالكثيرون يستمتعون بقراءته، وكما يقول السفر نفسه لقرائه: "طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ" (رؤيا 3:1).
كاتب السفر هو يوحنا الحبيب ويشار إليه أحيانًا بيوحنا اللاهوتي أو الرائي، وهو نفسه كاتب إنجيل يوحنا ورسائل يوحنا الثلاث، وكلها أسفار مقدسة كتبت بوحي الله. إذ يقول الرسول بطرس في هذا برسالته الثانية:
اِقرأ المزيد: يسوع قال أنا جاي
"هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: اجْعَلُوا هذَا الْوَادِيَ جِبَابًا جِبَابًا". (2ملوك 16:3)
تقول كلمة الرب بفم الرسول بولس: "لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاق لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟" (2كورنثوس 14:6-16)
من هذا النص الكتابي نرى أنه لا يليق بإنسان مؤمن أن يرتبط بشركة مع إنسان شرير، ولكن هذا عكس ما حدث مع يهوشافاط ملك يهوذا الذي قال عنه الوحي المقدس:
اِقرأ المزيد: اجعلوا هذا الوادي جبابًا جبابًا
التقيتُه مؤخّرًا صدفةً، بعد أن خرجت وزوجي من القاعة التي أُقيمت فيها مراسيمُ الجنازة لإحدى الأخوات الفاضلات. وهناك وبعد أن شرعت في إلقاء التحية عليه، ردَّ قائلاً: ذكّريني باسمك يا أختي. ولمّا فعلتُ، نظر إليَّ بتفحُّصٍ وقال: أ.. أنتِ التي تكتبين في المجلة، أليس كذلك؟ قلت: نعم. عندها قال معلّقًا: نعم، نعم، أنت، أنت التي تكتبين عن المرأة! وهزَّ برأسه ضاحكًا. قلت له ببراءة مصحِّحة معلوماته: نعم، لكنْ بضعَ مرّات في السنة فقط وليس في كل عددٍ منها. عندها كان الوقت قد حان لنصافح أناسًا آخرين من الجمع المحتشد. فاستأذنت وتركته، أما سؤاله وتعليقه فلم يبرحا من ذهني. لأنني لم أكن متأكدة فيما إذا كان بتعليقه ذاك يذمُّني أم يمدحني!!
اِقرأ المزيد: وأرسَلَ إليها باقة من الزهور
لا يعرف عالمنا اليوم معنى الاستقرار لأن قِيَمه قد اتّخذت طابع الفردية والتبدّل. فالمتغيّرات التي طرأت على المجتمع محلِّيًّا أو عالميًّا، قد زعزعت الثوابت التي آمن بها أجدادنا ومارسوها، وبالتالي بنوا مجتمعهم على أساسها بكل ما فيه من تقاليد وطقوس. ولكن المتغيّرات التي تولّدت عن التكنولوجيا الحديثة، وانهماك الإنسان في خوض معركة الاكتشاف، خلقت عالمًا آخر لم يحلم به آباؤنا أو يخطر ببال أسلافنا.
اِقرأ المزيد: ما بين المطلق والنسبي
يلخص إشعياء النبي قصد الله النهائي من عملية الخلق بقوله: "اِيتِ بِبَنِيَّ مِنْ بَعِيدٍ، وَبِبَنَاتِي مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. بِكُلِّ مَنْ دُعِيَ بِاسْمِي وَلِمَجْدِي خَلَقْتُهُ وَجَبَلْتُهُ وَصَنَعْتُهُ" (إشعياء 7:43). وتؤكد خلاصة ويستمنستر للعقيدة المسيحية بأن الغاية القصوى لخلق الانسان هي: "أن يمجد الله ويتمتع به إلى الأبد". ويعبّر كتبة الوحي المقدس عن مجد الله بصورة حضور قوي يرافقه نور ساطع يبهر العيون، أو نار مستعرة،
اِقرأ المزيد: مفهوم مجد الله في الكتاب المقدس
كان أحد كبار الكتّاب الغربيين على فراش الضنى. وقد أعياه الجهد والتعب، فتقدم إليه أحد أصدقائه الأقربين، وصارحه بهذا السؤال: "والآن ماذا أخذت من هذه الحياة؟".
فحوّل الكاتب نظره لحيظة عن صديقه وأمسك بكأس من الخمر كانت على منضدة، ثم تجرّع منها جرعة، وبعد هنيهة أمسك سيجارًا كبيرًا و"سحب" منه "نفسًا" طويلاً، وعاد فلفظه على مهلٍ ثم رفع عينيه إلى صديقه وقال:
هناك ثلاثة أنواع من الشر ينصحنا، بل يأمرنا إلهنا المحب في الكتاب المقدس أن نهرب منها وهي: الزنا (1كورنثوس 18:6)، وعبادة الأوثان (1كورنثوس 14:10)، ومحبة المال (1تيموثاوس 11:6). أما موضوعنا في هذه المرة فهو "محبة المال".
أنذر الرسول بولس تلميذه تيموثاوس في رسالته الأولى قائلاً: "وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ، فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ.
كان مختصرًا جدًا، ولكنه فعّال كثيرًا ويلخِّص ما سبقه من الدروس! فمن خلال سيرته الذاتية، وصفاته الشخصية، ورسائله الروحية عرفنا الكثير عن ذلك التلميذ الكبير. إنه سمعان الملقّب "بطرس" والذي كان مقدامًا سريع التأثّر، شديدًا في ردّ فعله، دون حساب للعواقب...
ولكنه أصبح رسولاً حكيمًا واثقًا متّزنًا يعرف كيف يواجه الأمور وحتى العسيرة منها برحابة صدر، فيعطيها أفضليّاتها بكل تفهّم وتقدير بعد أن تتلمذ على يدَي معلمه العظيم القدير، حتى ذلك الدرس الأخير.
أستند في هذه الرسالة على ما جاء في كلمة الله في خروج 14:33، قال الله: "وجهي يسير فأريحك".
كان شعب الله القديم الذي خرج وشيكًا من مصر قد أَبَلَّ من سقطته الشوهاء الشنعاء، وتاب وأناب وثاب إلى الله بعد أن انحنى وعَنَتْ جبهته لعجل الذهب "أيبس" في مصر يعبدونه، وجاء موسى وقاد الشعب مرة أخرى، ورده إلى الله في توبة، وفي شعور بالمذلة والهوان اقتضتهما خطيئتهم. وعندما تاب الشعب وندم وانسحق وذُلّ، صلى موسى لأجله، وقُبِلَتْ صلاته، وَرَدَّ الله سـبي الشعب.
اِقرأ المزيد: وجهه المليح المريح
"المستقيمون يجلسون في حضرتك"
يحدثنا الكتاب عن المسيح بأنه كان يصعد إلى الجبل ليصلي. وأريد أن أحدثكم عن ثلاثة جبال هامة في الكتاب المقدس:
إنه جبل الوصايا والشريعة. كان محضر الله مخيفًا جدًا، "احْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْعَدُوا إِلَى الْجَبَلِ أَوْ تَمَسُّوا طَرَفَهُ. كُلُّ مَنْ يَمَسُّ الْجَبَلَ يُقْتَلُ قَتْلاً".، وكان الشعب في خوف عظيم.
"… مُسَامِحًا لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا، إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ، إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ". (كولوسي 2: 13-15).
نحن مديونون لله بدين عظيم لم نتمكن من سداده، لكن المسيح وحده دفعه كاملاً على الصليب عندما صار ذبيحة نيابة عنا. فبكفارته صالحنا المسيح مع الله.
اِقرأ المزيد: دين عظيم من يوفيه؟
تعرّض الشاعر الإنجليزي "وليم إرنست هينلي" لهجوم شديد من قِبل مؤمنين ساخطين استاءوا من صريح عباراته التي لم تخلُ من الكبرياء والاعتداد بالذات، قال:
"أنا سيد مصيري... أنا قائد حياتي!".
اِقرأ المزيد: نحن مسؤولون عن أنفسنا!
إن علّة العلل وسبب الأمراض الروحية في هذه الأيام هي الاكتفاء الذاتي عند الإنسان. أي أن يصبح الإنسان هو المركز والهدف والغاية. عندما نصاب بهذا المرض نصاب بالفتور الروحي، وهذا الفتور حالة أعيت وأرهقت كثيرًا من الذين كان إيمانهم بالله ثابتًا وراسخًا.
"نهاية أمر خير من بدايته" (الجامعة 8:7).
يرجع كلٌّ منّا إلى موضعه، ويعود الهدوء إلى أيّامنا بعد صخب الأسبوع الأخير من العام المنصرم ومواسمه البهِجة، كعودة الهدوء إلى بحيرة صغيرة صافية غزاها سِرب من الدّلافين المرحة والمتراقصة فوق سطحها المائج ومياهها المتلألئة بأشعّة الشمس وبقرصها المنعكس فيها مع بعض الغيمات البيض تُوشِّي صفحة السّماء الياقوتيّة الزّرقاء فوقها. ثم ما لبث ذلك السِّرب الرّشيق، لِما بدا كونها في عجلة من أمرها، أن غادرها؛ لتتابع سير رحلتها نحو اليم العظيم.
اِقرأ المزيد: نهاية سنة خير من بدايتها
تخرج الأخ أندرو نشأت متري وخطيبته لوريين من كلية الصيدلة في ناشفل - تنسى. صوت الكرازة يقدّم لهما وللأهل أحر التهاني وألف مبروك.
دورة مجانية للدروس بالمراسلة
فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات.
Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075
154 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
© 2016 - All rights reserved for Voice of Preaching the Gospel - جميع الحقوق محفوظة