Voice of Preaching the Gospel

vopg

كانون الثاني - شباط Jan Feb 2012

القس عصام

يلخص إشعياء النبي قصد الله النهائي من عملية الخلق بقوله: "اِيتِ بِبَنِيَّ مِنْ بَعِيدٍ، وَبِبَنَاتِي مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. بِكُلِّ مَنْ دُعِيَ بِاسْمِي وَلِمَجْدِي خَلَقْتُهُ وَجَبَلْتُهُ وَصَنَعْتُهُ" (إشعياء 7:43). وتؤكد خلاصة ويستمنستر للعقيدة المسيحية بأن الغاية القصوى لخلق الانسان هي: "أن يمجد الله ويتمتع به إلى الأبد".  ويعبّر كتبة الوحي المقدس عن مجد الله بصورة حضور قوي يرافقه نور ساطع يبهر العيون، أو نار مستعرة،

"وَكَانَ مَنْظَرُ مَجْدِ الرَّبِّ كَنَارٍ آكِلَةٍ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ أَمَامَ عُيُونِ ..." (خروج 17:24). وأحيانًا يرافقه منظر ملائكة وبروق ورعود ودخان وضباب وسحاب يتخللها صوت الله الذي يثير الخوف والرعدة (خروج 18:20). وفي العهد الجديد يضيء مجد الرب ليل الرعاة (لوقا 9:2). وفي حادثة التجلي تتغير هيئة يسوع ويضيء وجهه كالشمس (متى 2:17). وعند لقاء الرب مع بولس على طريق دمشق يبرق حوله نور من السماء فيسقط عن فرسه أرضًا (أعمال 3:9). هذه جوانب مرئية لمجد الله، ولكن مضمون مجد الله يتلخص في جوانب أخرى أهمها:

 

امتداد البركة

تحمل كلمة "خابود" أي "مجد" باللغة العبرية معنى: جلال وروعة، وفخامة وعظمة وسمعة حسنة، وأول ما فعله الله بعد خلقه آدم وحواء هو إعلان مجده من خلال مباركتهم، ومن ثم تفويضهم ممارسة السلطة، والتكاثر، وملء الأرض، وإخضاع سائر الكائنات. لقد خلق الله الإنسان على صورته ليس فقط ليتمتع ببركاته بل ليقوم بمهمة تمجيده وإظهار صفاته في كل الأرض (تكوين 28:1)، وبهذا يعكس صورة الله وطبيعته أي "يمجده". يسود هذا المبدأ في كل الكتاب المقدس، حيث يتم تمجيد الله بمعرفته ومشاركة تلك المعرفة مع الآخرين، وهذا هو جوهر تمجيد الله. ببساطة، تمجيد الله يعني: إظهار صفاته وأعماله  لينال وحده المديح والثناء.

إعلان الألوهية

إن أول إعلان عن وجود الله وألوهيته جاء من الطبيعة (رومية 20:1). فكل عناصر الكون من مجرات وكواكب وكائنات حية تعلن مجد الله، أي تدل بالبرهان الملموس بأن مصدر وجودها هو خالق قدير مبدع، "اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ" (مزمور 1:19). كل عناصر الكون تسير وفق نواميس الله وتخضع لسلطانه - أي تحقق القصد من وجودها وهو إعلان صفات الله وألوهيته - ما عدا الإنسان المخلوق الوحيد الذي تمرد على الله، وسقط في الخطيئة، وفشل في تمجيد الله. "إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رومية 23:3). ولكن الله وضع خطة لاستعادة الإنسان إلى شركته حيث أتاح له فرصة ثانية كي يعلن عن طبيعته ويمجده. ولنا مثال على تمجيد الله في دعوة الله لإبراهيم ومنحه وعودًا وبركات بقصد إيصالها إلى كل أمم الأرض (تكوين 3:12).

حدث التجسد

إن أقوى تعبير عن مجد الله هو مجيء الرب يسوع المسيح إلى العالم حيث عاش على الأرض كاملاً بدون خطية بكل معنى الكلمة، إذ يصفه يوحنا في 14:1 بقوله:

"وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا". وفي نظر يسوع، فإن صلبه وموته، هما قمة تمجيد الله. ففي يوحنا 23:12 يقول: "قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ"، ثم يسأل يسوع: "أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ! فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضًا!". وفي يوحنا 4:17 يكلم الآب قائلاً: "أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ". وعندما طلب فيلبس رؤية الله كان جواب يسوع في يوحنا 9:14 "اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ"، أي أن يسوع بحياته وأعماله وموته وقيامته قد أظهر جليًا للبشر ماهية طبيعة الله. وكما ورد في كلمات كاتب العبرانيين بأن يسوع هو أفضل شخص يمثل الله، "الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ..." (عبرانيين 3:1).

حياة القداسة

إن جسد المؤمن في العهد الجديد هو هيكل الله الذي يتمجد فيه: "أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ للهِ" (1كورنثوس 20:6). ويوصي بولس مؤمني كورنثوس بإظهار مجد الله من خلال ممارسات حياتهم اليومية: "فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ". وكذلك يؤكد بطرس الرسول أن سيرة المؤمنين الحسنة تجعل أعداءهم يمجدون الله:

"وَأَنْ تَكُونَ سِيرَتُكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ حَسَنَةً، لِكَيْ يَكُونُوا، فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرّ، يُمَجِّدُونَ اللهَ فِي يَوْمِ الافْتِقَادِ، مِنْ أَجْلِ أَعْمَالِكُمُ الْحَسَنَةِ الَّتِي يُلاَحِظُونَهَا"  (1بطرس 12:2).

يعلم يسوع تلاميذه:

"فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ" (متى 16:5).

وفي يوحنا 8:15 يحث يسوع تلاميذه على تمجيد الله من خلال ثباتهم وإثمارهم:

"بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي: أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تَلاَمِيذِي".

المجموعة: كانون الثاني - شباط Jan-Feb 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

149 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10472347