Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان April 2012

الأخت أدما حبيبي"هيا أسرع يا بطرس وأغلق البابَ بإحكام. فلقد أمسى النهار على المَيَلان، وينبغي ألاَّ نفتحَ لأحد من الناس أيًّا كان".

"هــ.. ها أنا  قد فعلت تماماً كما طلبت، فارتحِ الآن واهدأ يا يوحنا وابعدِ القلق عنك. لقد دعمتُ أنا ويعقوب الباب من الداخل بالسلَّم الكبير حتى لا يقدر أحد أن يقتحمه. فاطمئن.."

وهنا عاد يوحنا ليكرر تعليماته لبطرس ويقول:  "إنـْ... انتبه يا بطرس أيضًا إلى النوافذ وأرجوك أن تلقي نظرة متفحِّصة عليها لتتأكد أنَّ ما من أحد يستطيع أن يتسلَّل منها إلى البيت".

 

 

"أج... أجل، هذا ما قمت به الآن يا يوحنا".

"أنت تعرف يا بطرس أنَّ عسكر الرومان منتشرون في كل مكان، واليهود متحفِّزون لكلِّ عملٍ "صالح" ما دام يخدم أغراضهم ويحقِّق مآربهم. خاصةً أنهم خطَّطوا لدحضِ قصة القبر الفارغ الذي رأيناه بأم أعيننا، وأيضًا لتشويه خبر القيامة الذي أبلغَتْنا به مريم المجدلية، وتفنيد قول معلِّمنا الصريح بشأن ذلك".

أجاب بطرس للحال وقال: "نـ، نعم، أنا معك يا يوحنا فنحن بغنىً عن المشاكل. ويجب أن نكون جميعًا متنبهين وحذرين ومتيقظين لكلِّ ما يمكن أن يجري من أحداث تابعة".

وهنا صاح آخرُ متسائلاً: "هل ملأتم الماء في الجرار، وجهَّزتم الطحين في المعجن للاختمار؟ وأنرتم الشعلة في القناديل حتى فيما بعد في الظلام لا نحتار؟"

"نـ، نعم لا تخف يا يعقوب فكل شيء جاهز وما علينا إلا أن نباشر الآن بالصلاة"، قال يوحنا.

أما أندراوس فما كان منه إلا أن ردَّ بصوت منخفض يشبه الهمس وقال: "لقد قامت مريم بتحضير كل شيء فلا تقلق يا يعقوب".

"هيا بنا إذن وبنفس واحدة لنرفع قلوبنا إلى الله يا أخي بطرس"، قال أندراوس،  "ولنسكب نفوسنا أمامه علَّه ينظر إلينا وينقذنا من هذا المأزق الذي نحن فيه، ويبعد عنا الخوف الذي أرعش فرائصنا وصكَّ ركبَنا حتى صرنا خائرين".

"نعم، أنا معك يا أخي أندراوس. فدعونا يا إخوتي وأخواتي جميعًا نرفع الآن وبسرعة صلوات بلجاجة إلى الله الحي الأمين الذي هو معنا بالتأكيد ولن يتركنا."

وهنا راح التلاميذ كلٌّ بمفرده يرفع صوته إلى الله لكي يزيل من قلوبهم جميعًا شبح الخوف والرعب، ويحلَّ السلام والطمأنينة فيهم لأنَّه وحده على كل شيء قدير.  نعم، وبينما راح الجميع يرفعون الصلاة إلى الله، إذا بهم يفاجأون بصوته المعروف يملأ آذانهم وهو يقول: سلام لكم. ومن هول الصدمة لم يقدروا أن يرفعوا عيونهم إلى فوق، بل راحوا ينظرون إلى بعضهم البعض متعجبين مما سمعوا. وبعد أن استجمعوا قواهم رأوه في الوسط تمامًا كما عَهِدوه وعرفوه. ومن كثرة الدهشة انعقدت ألسنتهم للحيظات، وهم يتفرَّسون بوجهه المشع ودون أن ينبِسوا ببنت شفة. وللحال أراهم المعلم والسيد يديه وآثار المسامير، كما أراهم جنبه الجريح بسبب طعنة العسكر فيه. فشخصوا إليه وكأنهم غير مصدِّقين. واختلطت مشاعر الخوف بالفرح، ومشاعر الرعب بالسعد والرغد. ولمَّا أدركوا أنهم يرون المعلم المقام بعينه وليس آخر غيره بالحق والفعل - وأنه هو نفسه الذي يقف في وسطهم بجسده ونفسه وروحه حيًا وأنه ليس شبحًا أمامهم - امتلأوا بالفرح والبهجة، وغمرت السعادة  كيانهم. وبينما هم يتفرَّسون فيه، قال لهم يسوع المقام من جديد: "سلام لكم. كما أرسلني الآب أرسلكم أنا. ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يوحنا 21:20-23).

ألم تكن قلوبنا ملتهبة فينا إذ جاء إلينا وظهَر في وسطنا؟ نعم، إنه يسوع المسيح المقام نفسه من بين الأموات. وها نحن الآن نشهد ونخبر عنه بأنه حقًا قام من الأموات. لقد  قضى على كل خوف واضطراب في نفوسنا. وفعلاً حلَّ السلام والطمأنينة في نفوسنا. هذا كان لسان حال التلاميذ العشرة والتلاميذ الآخرين من نساء ورجال. وفعلاً وحالَ وصول توما الغائب عنهم ركضوا جميعًا إليه ليخبروه بالحدث العظيم.

- "لقد رأينا الرب، يا توما، رأينا الرب!"

- "ماذا تقولون؟ أتهذون جميعكم؟" شهق توما التلميذ وشكَّك بخبرهم هذا. وأصرّ وقال اسمعوني جميعًا: "إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع إصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أومن" (يوحنا 25:20). وعبثًا حاول التلاميذ إقناعه بصحة ظهور المعلم المقام لهم. إذ بقي على شكِّه ولم يُرِدْ أن يؤمن بكلامهم الذي ربما اعتبره حُلمًا أو رغبةً يبغون تحقُّقها.

ولكن، أمن المعقول أن يترك المعلم واحدًا من تابعيه يعاني من الشكوك دون أن يُظهر له الحقيقة؟ بالطبع كلا. هذا بالضبط ما عمله المعلم. إذ وبينما نحن الأحدَ عشر مجتمعون جميعًا مرةً أخرى وبعد انقضاء ثمانية أيام أخر على حدَث الظهور ذاك، وكانت الأبواب جميعها مغلَّقة أيضًا بسبب الخوف مما يمكن أن نتعرّض له من الخارج، وقف يسوع في الوسط وقال: سلام لكم . ثم قال لتوما: هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا (يوحنا 26:20-27). عندها وعندها فقط، انضم توما المشكك إلينا وأصبح واحدًا منا. إذ آمن بيسوع المقام إذ رأى جروحاته بأم عينيه. فخرَّ للحال وسجد وقال للمعلم: ربي وإلهي. قال له المعلم بعتابٍ أليم: لأنك رأيتني يا توما آمنت؟ طوبى للذين آمنوا ولم يروا".

نعم، هذا ما صرّح به المعلم يومها: "يا لسعادة الذين آمنوا فيَّ ودون أن يروني!"  ووجدنا أنفسنا نحن الأحد عشر تلميذًا فيما بعد نتجرأ على إعلان يسوع المسيح ربًا ومخلصًا. لم يعد يوقفنا أحد، وزال الخوف من نفوسنا، واشتدَّتْ عزيمتُنا ورحنا نخبرُ الكبير والصغير عن يسوع المقام من بين الأموات. وصارت هذه هي رسالتنا للجميع، نقدِّمها دون خوفٍ أو وَجَل.

 

وعندما ظهر مرة أخرى لبعضٍ منا كنا نتصيَّد السمك، قال يسوع لي - أنا سمعان بطرس - يومها: يا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء؟ قلت له: نعم يا رب أنت تعلم أني أحبك. أوصاني عندها أن أرعى خرافه. ثم عاد ثانية ليسألني نفس السؤال وعدت أنا لأجيبه الجواب عينه. ثم ثالثة قال لي: أتحبني؟ نعم، لقد ذكَّرني بسؤاله في المرة الثالثة بنكراني له مرات ثلاث. فحزَّ بنفسي ذلك جدًا. ففهتُ بهذه الكلمات وقلت له: يا رب أنت تعلم كل شيء. أنت تعرف أني أحبك (يوحنا 15:21–17). فعلاً لقد تعامل مع كلِّ واحد منا على حِدة، وبيَّن لي أنا أيضًا أنني بحاجة ماسةٍ إليه. وعرفتُ نفسي بأنَّني لا أقدر أن أفعل شيئًا من نفسي بل أنا أحتاجه ليعمل هو فيَّ، ويقودني في سيري معه وخدمتي له. حقًا، لكم كنت مندفعًا إلى حدِّ التهوّر في بعض الأحيان. أما الآن فإنَّه أضحى هو معي في كلِّ آن يشجعني ويرفعني لأحمل رسالة القيامة إلى كل أصقاع الأرض.

فمجدًا لك أيها المسيحُ ابن الله الحي، المقام من بين الأموات،

وشكرًا لك على جميل صنعك معي فأنا مدينٌ لك إلى الأبد.

التوقيع: بطرس والتلاميذ

المجموعة: نيسان (إبريل) 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

537 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577779