Voice of Preaching the Gospel

vopg

نيسان April 2012

الدكتور أنيس بهنامهذه كلمات قالها رب المجد يسوع المسيح حين ذهب إلى قرية بيت عنيا ليقيم لعازر الميت، إذ قالت له مرثا أخت لعازر: "يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي!... قَالَ لَهَا يَسُوعُ: سَيَقُومُ أَخُوكِ. قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ، فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ". عندئذ أعلن لها يسوع أنه هو مصدر القيامة ورئيس الحياة. ثم أثبت ذلك إذ ذهب إلى القبر وقال لهم: "ارفعوا الحجر"، فرفعوا الحجر، وقال يسوع بصوت عظيم: "لعازر هلمّ خارجًا"، فخرج الميت!

 

 

يسوع هذا الذي أقام الموتى بكلمة منه قال أيضًا لليهود: "انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ" (يوحنا 19:2). قال هذا عن هيكل جسده، فتمّ هذا فعلاً. فموت المسيح وقيامته هما أساس الإنجيل، أي الأخبار السارة التي يقدمها الله للإنسان، والإنجيل هو قوة الله للخلاص لكل من يؤمن. لذلك قال الرسول بولس في 1كورنثوس 1:15-4 "وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ... أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُب ِ(أي نبوات العهد القديم)، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ".

الأدلة على قيامة المسيح كثيرة ومهمة، وهي أدلة قوية لا تترك مجالاً للشك. فلنستمع أولاً لما قاله الرسول بطرس في موعظته الأولى في يوم الخمسين: "أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ. هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ" (أعمال 22:2-24). وفي موعظته الثانية بعد شفاء الرجل الأعرج، قال بطرس: "إِنَّ إِلهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، إِلهَ آبَائِنَا، مَجَّدَ فَتَاهُ يَسُوعَ، الَّذِي أَسْلَمْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَأَنْكَرْتُمُوهُ أَمَامَ وَجْهِ بِيلاَطُسَ، وَهُوَ حَاكِمٌ بِإِطْلاَقِهِ. إِنَّ إِلهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، إِلهَ آبَائِنَا، مَجَّدَ فَتَاهُ يَسُوعَ، الَّذِي أَسْلَمْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَأَنْكَرْتُمُوهُ أَمَامَ وَجْهِ بِيلاَطُسَ، وَهُوَ حَاكِمٌ بِإِطْلاَقِهِ. وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذلِكَ" (أعمال 13:3-15).

إن قيامة المسيح هي التي شجعت التلاميذ على الشهادة بدون خوف إذ علموا يقينًا أنه هو القيامة والحياة. لأنهم رأوه بأعينهم، وتكلم معهم، وأراهم أثر المسامير في يديه ورجليه، ورأوا جنبه الذي طُعن بحربة. رأوه مرارًا وأكلوا معه وسجدوا له. لذلك كانت رسالتهم مبنية على موت المسيح وقيامته (انظر أيضًا أعمال الرسل 2:4 و10 و33 و 30:5).

إن قيامة المسيح هي عنصر أساسي في البشارة المسيحية.

حدث مرة أن أحد المؤمنين، وهو A. H. Ackley كان يستمع إلى إذاعة دينية في الصباح الباكر في يوم عيد القيامة. فسمع ما يلي: "سواء كان المسيح قام فعلاً أي بجسده أم لا فهذا ليس أمرًا مهمًا. المهم هو أن تعاليمه لا زالت حية". فغضب وابتدأ يقول بصوت مرتفع وبغضب: "ماذا يقول هذا الواعظ الجاهل؟" فسمعته زوجته وسألته: "لماذا تصيح هكذا في الصباح الباكر؟". فقال لها: "إن هذا الواعظ يقول أنه لا فرق إذا كان المسيح قد قام فعلاً أم لا". فقالت له زوجته: "لماذا لا تستخدم موهبتك التي أعطاها لك الله بدل أن تصيح صياحًا لا فائدة منه؟". فأصغى إلى نصيحة زوجته وذهب إلى البيانو واستخدم موهبته، وهي تأليف وتلحين ترانيم. وكانت نتيجة ذلك الترنيمة المحبوبة في اللغة الإنكليزية التي تقول:

أعبد مخلصًا قد قام من بين الأموات

I serve a risen savior

 

أهمية قيامة المسيح

يذكر الرسول بولس عدة أشياء بخصوص أهمية قيامة المسيح:

  1. "إِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا"، أي أنه لا معنى للمناداة بالإنجيل إن لم يكن المسيح قد قام.
    ليت الوعاظ الذين لا يؤمنون بقيامة المسيح كقيامة جسدية فعلية يدركون أن إنكارهم لهذه الحقيقة يجعل كرازتهم باطلة، أي بلا معنى ولا فائدة.
  2. ثم يقول: "وباطل أيضًا إيمانكم"، لأنه إيمان في شخص ميت لم يستطع أن ينفذ ما قاله عن نفسه.
  3. تصبح شهادة الرسل شهادة زور لأنهم قالوا أنهم رأوه وكانوا معه بعد قيامته.
  4. إن لم يكن المسيح قد قام فالمؤمنون هم بعد في خطاياهم.
  5. الذين رقدوا في المسيح أيضًا هلكوا (1كورنثوس 12:15-18).

لكنه يؤكد قائلاً: "وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ"
(عدد 20).

إن تبريرنا مرتبط بموت وقيامة المسيح "الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا" (رومية 25:4).

قال الرسول بولس للمؤمنين في أفسس:  إني أصلي لأجلكم لكي تعلموا "مَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضًا" (أفسس 19:1-21).

قال المسيح: "لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ!" (رؤيا 17:1-18). "فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضًا إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ" (عبرانيين 25:7). إن تلاميذ المسيح رأوه بعد قيامته ورأوه أيضًا صاعدًا إلى السماء، وسمعوا الوعد الأكيد: "إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ" (أعمال 11:1). وهذا هو رجاؤنا المبارك.

المجموعة: نيسان (إبريل) 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

414 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
11577120