"صَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَخَذَ خَزَائِنَ بَيْتِ الرَّبِّ وَخَزَائِنَ بَيْتِ الْمَلِكِ، وَأَخَذَ كُلَّ شَيْءٍ. وَأَخَذَ جَمِيعَ أَتْرَاسِ الذَّهَبِ الَّتِي عَمِلَهَا سلَيْمَان. فَعَمِلَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ عِوَضًا عَنْهَا أَتْرَاسَ نُحَاسٍ" (1ملوك 25:14). لقد عمل الملك عوضًا عن أتراس الذهب أترسًا أخرى ولكنها ليست من الذهب. وهذا هو عين ما يفعله الكثيرون ولا سيما في هذ الأيام، فهناك أشياء أساسية يجب أن تكون في حياتنا ولكننا نستبدلها بأشياء أخرى ثانوية ومحدودة القيمة. وأذكر هنا بعض الأمثلة عن هذه الأشياء التي نستبدلها:
1. الخدمة والنشاط بدلًا من المحبة: كان ملاك كنيسة أفسس يعمل بدليل قول الرب له: "أنا عارف أعمالك"، وهي تسعة أمور كان يعملها. لكنه استبدل المحبة بنشاط كثير. النشاط الكثير مطلوب، ويعبِّر عن مؤشرات نمو واتساع الكنيسة أو الاجتماع أو الخدمة. والخوف، هو أن يُستبدل النشاط بدلاً من محبة الله من كل القلب والنفس، لأن الله يبحث عن المحبة! "إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ، تُحْتَقَرُ احْتِقَارًا" (نشيد 7:8).
2. رضى الناس بدلًا من رضى الله: من أهم الأشياء في حياتنا هو رضى الله، مثلما يقول الكتاب "حياة في رضاه". فأن يكون الله راضيًا عنا، هذه ثروة عظيمة تفوق قيمتها كل ما في الكون. لكننا أحيانًا يصعب علينا أن نرضي الله والناس معًا؛ لذلك قال أحدهم في صلاته: ليت الذي بيني وبينك يا رب "عمار"، حتى وإن كان بيني وبين الآخرين خراب. فلا يهم رضى الناس لأنه ويل لنا إن قال فينا جميع الناس حسنًا.
3. الأعمال البشرية بدلًا من الإيمان للتبرير: إن طريق التبرير واضح أنه بالإيمان، فمكتوب: "وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ، وَلكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ، فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا" (رومية 5:4). وعندما سأل سجان فيلبي: "ماذا أعمل لكي أخلص؟" قيل له: "آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك". فأن تكون الأعمال ثمنًا للتبرير والخلاص، هذه خدعة شيطانية، حتى وإن كان عدد الذين يؤمنون بها بالملايين، فهي مرفوضة لأنها تعاليم لا تتوافق مع كلمة الله.
4. المظهر بدل الجوهر: يوجد من يهتم بالمظهر مثل الكتبة الذين اهتموا بالمظهر فجعلوه حسنًا لكي يمدحهم الناس وتركوا الجوهر الذي قال لهم المسيح عنه: "وتركتم أثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان" (متى 23:23). لقد اهتموا بأن ينقّوا خارج الكأس، والحقيقة أنها من الداخل مملوءة اختطافًا وظلمًا ونجاسة.
5. الفرعيات بدل الأساسيات: هناك أمور أساسية وأخرى فرعية. أساسيات الحياة الروحية: الولادة الثانية، الشركة مع الله، محبة الإخوة والاجتماعات. أما البدائل فهي أمور فرعية مثل العطاء، الملابس، الصوم، الذهاب إلى أماكن عبادة معينة. لذلك علينا الاهتمام بالجوهر لا بالمظهر.