كانون الأول (ديسمبر) 2009
لقد دارت دورة الزمن، ووصلنا إلى نهاية عام 2009 وبداية عام 2010.
وإذ نتذكر ونتأمّل فيما حدث خلال هذا العام نستطيع أن نقدّم الشكر لأجل حضور الرب معنا في كل يوم منه، وننصب حجر المعونة قائلين: "إِلَى هُنَا أَعَانَنَا الرَّبُّ". ومع أن هذا رائعاً، فإننا نحتاج أن نعرف كيف نحتفظ بحلاوة هذه الرفقة، ولذلك علينا:
أولاً، أن نسلك بكل تواضع من القلب أمام الرب. فإذا كنا نتكبّر لأننا نلنا قدراً من الإكرام، ونتصوّر أننا نتمتّع بامتياز ما، أو جاذبية خاصة، جذبت الرب إلينا، وجعلته يمتعنا بهذه الرفقة، فالنتيجة الأكيدة، هي أن شركتنا مع الله ستنقطع. فلنتعلّم أولاً كيف نتضع أمامه وننسب كل بركة لنا إلى نعمته الغنية!
ثانياً، أن نقدّم الشكر الدائم من قلوب مخلصة. فإن كان قد تعامل الرب معنا وخلّص نفوسنا، وما زال يعمل بيننا، فلنعطِه كل المجد، ونتحدّث ونشهد عن عمله فينا ومن خلالنا، لا كأنه عمل قمنا به بقوّتنا وذكائنا، بل لنخبر العالم بما عمله ويعمله لنا وبواسطتنا. فعمل الله في أيدينا هو كجواهر ولآلئ إلهية، استأمننا هو عليها، وعلينا أن نتصرف بها على ضوء هذه الحقيقة.
ثالثاً، أن نسهر. فما دام الله معنا سنتمتّع بنصرة تلو الأخرى. إلا أننا قد نتعرّض للهزيمة متى صدرت منا خيانة كخيانة عخان. فما لم ننتبه ونحيا حياة السهر واليقظة، فإننا قد نندم ونبكي، لأن إلهنا المبارك الذي هو فوق الزمن قد يسحب منا امتياز حضوره معنا فننهزم شر هزيمة.
إن إلهنا نار آكلة، وعرشه محاط بالنور، فمن ذا الذي سيسكن في محضره المقدس سوى السالك بالبر والمتكلم بالحق. فلنحيا حياة القداسة والتدقيق، وحياة الصلاة وقراءة كلمة الله، والسهر، لنسعد برفقته المباركة. فلو أن كل فرد عاش في شركة سليمة مع الله كل يوم، لتمتَّع جميع المؤمنين بحضوره، لا طوال العام فقط، بل طوال الأعوام القادمة، لا فرق إن تأنّى الرب في مجيئه، أو لم نذهب نحن إليه. فلينتبه كلٌ منا إلى حياته الروحية الخاصة، ولنسعد بحضور الله معنا، وإن كان الله معنا، فمن علينا؟
دعونا نشدّد الركب ونعيش كل يوم كما يحق لإنجيله، لكي نتمتّع بالسعادة والفرح مع شخصه الحي المبارك.
وكل عام وأنتم بخير!
